خلال ساعات يبدأ العام الجديد مصحوباً بالكثير من الأمنيات فى أن يكون عاماً مليئاً بالصحة والستر والسعادة وتحقيق الأمال والبعد عن الخيبات وكأن البداية دائماً ما تحمل التفاؤل فى أيام أفضل مما مضت تملؤها السعادة وراحة البال والبعد عن كل ما هو مزعج ومثير للغضب سواء كانت أحداثاً أو أشخاصاً أو حتى أماكن باتت تمثل وقعاً غير مريح علينا عندما نرتادها.
والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا يسيطر علينا التفاؤل من البداية ويكون التشاؤم هو سيد الموقف مع كل نهاية رغم أن النهاية قد تكون للكثير من الأحداث التى قد تكتشف مع الوقت إنها الأسعد كذلك فهذه النهاية هى نهاية لما كان منذ عام بداية وسيطر علينا وقتها شعور الفرحة والتفاؤل.
وبلا مبرر تجد البعض يؤجل الكثير من الأحداث لبداية العام الجديد ظناً منه أن هذا التوقيت قد يضفى بعض النجاحات على ما تتخذه من قرارات وبلا شك فهذا اعتقاد لا أساس له من الصحة لأن الأقدار لا تعرف توقيتات فقد لا يمهلك القدر لبداية العام لتنجز ما خططت له وقد يأتى العام الجديد ويحدث ما يمنعك من فعله.
ما أعنيه ليس تشكيكاً فيما يحمله العام الجديد من تفاؤل وأمل فى واقع أفضل ولكن تأكيد على أن السعادة لا تعرف وقتاً وراحة البال لا تأتى مع عقارب الساعة ولكن أنت وحدك القادر على إضفاء ذلك على واقعك بحسن صنعك.
مهم أن يتوقف الإنسان مع نفسه من حين لآخر لمراجعة الذات وإصلاح ما أفسدته قراراته الخاطئة وعظيم أن يعطى لنفسه فرصة لاختبار بعض الأمور للتأكد من حسن اختياراته والأهم من هذا وذاك هو التعلم من أخطائه حتى لا يقع فى خطأ تكرارها وهذا ليس شرطا أن يرتبط بعام جديد فربما نحتاج لفعل ذلك بشكل يومى نفس الحال فى تقييم ما ناله المرء من نعم جعلته يحيا فى صحة وستر من الرحمن.
المناسبات لا تصنع أحداثاً والتواريخ لا تعكس اتجاه السفن نحن فقط بمشيئة الرحمن القادرون على فعل ذلك ونحن من يحدد توقيت البداية وليس الزمن فلا تتوانى فى بدء ما خططت له ولا تسمح للوقت أن يتحكم فيك.. أنت فقط القادر على توجيه دفة السفينة مهما كانت أمواج البحر عنيدة.
كل عام وأنتم طيبون بما مضى وأكثر سعادة بما هو أت .. كل يوم وأنتم مؤثرون بحسن صنيعتكم فى الحياة .. كل لحظة والأمل يرسم جمال الكون من حولكم وكل عام وأنتم بدايته.