>> وبدأت أيام وليالى الشهر الفضيل.. قلوبنا تتهيأ لأيام المغفرة والرحمة ونفوسنا تسمو وتعلو فوق دنايا الدنيا ومغرياتها وأيادينا تتضرع إلى المولى عز وجل بالدعاء أن يكتب لنا السلامة فى كل خطوة نخطوها وأن يرزقنا رزقا حلالا طيبا.. وأن يكتب لنا نعمة الستر ونعمة الصحة ونعمة القناعة والرضاء ونعمة الأمل والتفاؤل.. أن يكتب لنا الله الصفاء مع أنفسنا ومع الآخرين.. وأن تكون أيامنا خيرا وبركة ومحبة.. أن نكون دائما وأبداً أمة محمد بن عبدالله خير من أنجبت البشرية وأعظم العظماء.. ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه «حديث صحيح».. فاللهم اكتب لنا صيام رمضان.. صياما به نتقرب إليك.. وصياما به نأمل عفوك ورضاك.. يا رب.
>>>
ومع بدايات الشهر الفضيل كانت الأخبار مطمئنة ومشجعة عن قرب اختفاء شياطين الإنس من الذين تلاعبوا بنا على مدار فترة طويلة.. دخلوا بنا إلى مغارات مظلمة كنا نعتقد ان الخروج منها هو نوع من المستحيلات.. تاجروا بالدولار والجنيه.. ضاربوا على الأسعار وقوت الناس.. كان همهم الأول جنى الثروات حتى لو كان فى ذلك هدم للبلد وتدمير لحياة غيرهم.. هم تجار احترفوا كل أنواع الفساد والاستغلال.. أرادوا أن يجعلوها أنقاضا ليتراقصوا فوق أرضها وعليها وليس مهما عدد الضحايا أو الخسائر ولكن الله سلم.. الله كان حافظا وحاميا لهذا الوطن.. فكتب لنا وقدر لنا طريق النجاة والإنقاذ قبل أن يهل علينا الشهر الفضيل.. الله ادخل الطمأنينة فى قلوبنا فمنحنا الإرادة والعزيمة والأمل.. وبدأت البشائر تتوالي، فالسوق الموازية أو السوق السوداء للدولار تتهاوى والإقبال على البنوك للتخلص من الدولار يتزايد.. والبنوك.. البنوك لأول مرة تخاطب رجال الأعمال والمستوردين لفتح اعتمادات دولارية لتمكينهم من تلبية احتياجاتهم وشياطين الإنس الذين قاموا بتخزين الدولار فى ورطة.. وتجارة العملة لم تعد مغرية.. وعاد الأمل.. وعادت الحياة.. وانتظروا النتائج الطيبة.. وقد تعلمنا من الأزمة الكثير وفيها كل العظات والعبر.. ورب ضارة كانت نافعة.. ونافعة جدا جدا.
>>>
ولكن ماذا عن تجار الشر الذين يتاجرون فى الإنسانية ويلتفون على القانون للاستفادة والتربح من معاناة الغلابة وذوى الهمم.
ان الدولة المصرية قدمت أفضل ما يمكن تقديمه لذوى الاحتياجات الخاصة ولذوى الهمم من خلال بطاقة خدمات متكاملة تتيح لهم استيراد سيارات خاصة معفاة من الجمارك والضرائب إلى جانب حزمة من الخدمات والتيسيرات والامتيازات التى تخفف من آلام ومعاناة هذه الفئة من الناس وتمنحهم الحق فى الحياة بآدمية ومساواة مع الآخرين وتعمل على دمجهم فى المجتمع.
ولكن.. وآه من لكن.. ولكن تجار الشر.. تجار الفهلوة.. تجار الإنسانية سارعوا إلى إيجاد طرق وثغرات للاستفادة من مبادرة الدولة لاستيراد سيارات لذوى الحالات الخاصة وقرروا التربح منها عن طريق استيراد سيارات بأسماء من لهم الحق فى الاستيراد ثم شراؤها بتوكيل خاص مقابل مبالغ مالية زهيدة..!
ولم يكتفوا بالتحايل بالشراء وانما كشفت الرقابة الإدارية عن وجود شبكة فساد من بعض الموظفين فى عدد من المحافظات تقوم بالتحايل والتلاعب فى الأوراق لاستخراج بطاقات الخدمات المتكاملة واستخدامها فى استيراد سيارات ركوب خاصة دون سداد الرسوم الجمركية والضرائب المستحقة..!
والتحقيقات جارية حاليا لكشف المتورطين فى هذه العمليات وإيقاف التحايل والغش والبيانات والمعلومات.
وهى قضية نأسف للحديث فيها.. فالدولة لم تدخر وسعا فى ظروفها الصعبة وقررت ان الأولوية لذوى الاحتياجات الخاصة.. وأتى ذوى المهارات الخاصة فى النصب والفساد ليقرروا استغلال هذه المبادرة الإنسانية فى التربح والثراء فى غياب للضمير.. فى غياب للإنسانية وفى ظهور جديد لأسوأ أنواع الفساد.. ناس معندهاش دم..!
>>>
والصورة حلوة.. هناك بقع سوداء تظهر قاتمة فى الصورة.. ولكن الخلفية بيضاء تعكس كل الملامح.. وفى الدقهلية كانت الصورة جميلة فى حملات أمنية للنظام والنظافة وتسهيل الحركة المرورية بالتخلص من الباعة الجائلين وإبعادهم عن مناطق الزحام والأرصفة.
والجديد فى هذه الحملات كما بعث لى أحمد فراج من الدقهلية هو أسلوب الشرطة فى اقناع الباعة الجائلين بالتحرك إلى أماكن أخرى بعيدة عن الشوارع الحيوية، فبعيدا عن أسلوب مصادرة البضائع أو الإلقاء بها على الأرض فإن مأمور مركز المنزلة فتح حوارا مع الباعة الجائلين قائلاً لهم «لا نريد إلا النظام والالتزام.. عاوزينكم تبيعوا وتبقوا كويسين» والرد كان مثاليا وإيجابيا «حاضر يا فندم»..! ونعم حاضر يا فندم فى كل لغة حوار تتسم بالرقي.. حاضر يا فندم لأن المصلحة واحدة.. وحاضر يا فندم لأن الكلمة الطيبة لها مفعول السحر.. وحاضر يا فندم فى كل المواقف مادام الاحترام موجودا ومتبادلا.. وحاضر يا فندم عندما نشعر بأن كلنا شركاء فى المسئولية.. وحاضر يا فندم لأننا جميعا نريد النظام والالتزام.