ساعات معدودة.. يأخذ بعدها العام أوراقه وتداعيات أحداثه ويرحل إلى مغارة التاريخ.. ونظل نعانى من الأزمات والحروب والدمار.. الذى تواصل على مدى أيام السنة فى أوكرانيا وأحاط بنا فى فلسطين وجنوب لبنان.. ودعنا آلاف الشهداء وتألمنا لمئات الآلاف من الجرحى والمصابين.. ناهيك عن محاولات التطهير العرقى ومنع المساعدات عن المدنيين العزل.. واستخدام سلاح التجويع.. لدفع ما بقى منهم للتهجير القسري.. وغير ذلك من أساليب القهر والقمع الكثير.
بالطبع امتدت هذه التداعيات إلى دول وشعوب المنطقة تعرقل الإنجازات وثمار التنمية وجهود خارقة للبناء والتعمير.. ولكن شعبنا العريق وقيادته.. استطاعوا الحفاظ على شعلة الحق ساطعة الإضاءة.. حسنة النوايا.. بذلوا ما فى وسعهم لمساندة أصحاب الحق المقاتلين.. تحملوا الكثير من العناء.. لتصل لهم المساعدات الإنسانية والعمل مع المجتمع الدولى لإيقاف نزيف الدماء وأعمال التدمير.. وعززوا صمود الأبطال الأمر الذى أحدث تغييرات إيجابية فى كل أنحاء العالم.. ودفع العديد من الحكومات للاعتراف بحق الفلسطينيين المعيشى فى دولتهم المستقلة على أرض وطنهم.. وزلزل مواقف وقرارات قديمة.. غيرت مسار التعامل مع القضية العربية الأولي.. وعززت الإجماع الدولى فى المضى إلى الحق وإحلال السلام العادل الضامن الوحيد للاستقرار.. ثم الهدوء.. وإعادة بناء ما لحق بالبنية الأساسية والمدن والمزارع والمصانع وغيرها من دمار.
صحيح أن المدافع لم تصمت بعد.. مازالت الأحداث البشعة والانتهاكات للحقوق المشروعة.. متواجداً.. فى غزة وأوكرانيا.. مصحوباً بتهديدات تتجدد فى مناطق مجاورة ومختلفة فى العالم.. لكن أصبحت ملامح الدرس التى قدمته المقاومة الاسطورية.. واضحة متزايدة.. تحمل معها الرسالة بأن الأمل موصول والنصر قادم بإذن الله.. ودائماً وأبداً مع العسر يسراً.
وعلى الصعيد المحلي.. يثق الجميع فى عزيمة الشعب العريق.. الذى كان أول من أقام حضارة مستقرة فى التاريخ.. تبعها بريادة ومكانة عالية فى هذه المنطقة ذات الموقع الأهم فى العالم كله.. وبنظرة موضوعية لأحداث العام الراحل.. نلمس بوضوح الصمود المجتمعى لتداعيات الأزمات والحروب والتقلبات الاقتصادية.. والمخاطر السلبية.. التى تركت لنا درساً وعلامة ثقة بعد المواجهة الناجحة لفيروس «الكورونا» اللعين وبعدها المتغيرات المناخية.. ذلك الهاجس العالمى التى تشارك مصر المحروسة فى مواجهته الشاملة على كل صعيد.
علينا التمسك بما حققناه من نجاحات وإنجازات وخطوات واثقة فى الإعمار والبناء والصناعة والزراعة والتعليم والاستثمار.. نقف أمام أنفسنا.. نستلخص الدروس. ونخضع التجارب للتقييم العلمى والموضوعى ونواصل المصارحة للجميع.. بما كان.. وما يجب أن يكون.. وفى جميع الأحوال يبقى الأمل وخيار السلام والعمل الجاد المثمر.. خيارنا جميعاً فى العام الجديد.