بعد أكثر من 400 يوم من المحرقة التى تمارسها إسرائيل على الهواء مباشرة أمام كل العالم لشعب لا ذنب له سوى أنه مصمم على الإقامة فى وطنه وتحريره من أبشع استعمار شهدته البشرية، أقول بعد 400 يوم من الإبادة فاجأت اسرائيل العالم بإحراق مستشفى كمال عدوان آخر مرفق صحى بشمال غزة الأبية والمنكوبة أمام أعين العالم.
فماذا كان رد العالم تجاه ما حدث لمستشفى كمال عدوان من إحراق ومن قتل محقق للحالات الحرجة ومن أسر الطاقم الطبى وارغامه على خلع ملابسه فى عملية إذلال بشع لم تنج منها النساء؟
لم يكن رد فعل العالم سوى ما يفعله كل يوم تجاه المجازر اليومية التى يرتكبها العدو الإسرائيلى فى حق الشعب الفلسطينى منذ أكثر من 400 يوم ألا وهو الشجب والاستنكار لأفعال عدو لا يعبأ بمثل هذا الكلام بل لا يعبأ بقرارات الأمم المتحدة لأنه محمى بقوة غاشمة نشأت بالعنف وعاشت تعلى من شأنه تستخدمه وتراه أنجع الوسائل فى الوصول إلى أهدافها.
وماذا يعنى ذلك؟
يعنى أن العالم شريك بكلامه الصامت أو بكلامه الخادع فى جريمة الإبادة التى تتم للشعب الفلسطينى لأن العالم يقف عند الشجب والاستنكار والدعوة إلى الوقف الفورى لهذه الجريمة فقط وهو يعلم أن شجبه واستنكاره لا يزيد العدو إلا طمأنينة من العقاب وتدفعه إلى مزيد من القتل والتسريع فى الإبادة مثلما دعاه إلى ذلك الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل ذلك ،وبالتالى فالعالم شريك فى الإبادة.
وماذا يمكن أن يفعل العالم ..هل تدعو العالم لحرب إسرائيل؟
لا أدعوه إلى الحرب وإن كان القانون الدولى يمنحه هذا الحق فى الدفاع عن الحق ولو أن دولة عربية وقعت فى بعض ما تفعله اسرائيل بالمدنيين والنساء والاطفال لحاربها العالم .لكن ما دامت اسرائيل محمية بالفيتو الذى تمتلكه أمريكا وبريطانيا وغيرها من شركاء اسرائيل فإن هناك الكثير والكثير الذى تستطيع أن تفعله دول العالم التى تدرك خطورة ما يحدث على السلام العالمى فالحرب هذه آخر الدواء مثل الكي- كما يقولون -ولو أن العالم الحر بدأ مع اسرائيل بما يجب أن يفعل من رفض عملى لافعالها كالمقاطعة السياسية ثم الاقتصادية ثم الثقافية وغيرها من وسائل العلاقات الدولية التى لا تستغنى عنها دولة لأدركت اسرائيل اثر ما تفعل ولتراجعت عن إبادة شعب أعزل تحتل أرضه وتبيد شعبه منء أكثر من 70 عاما بل تسعى لاحتلال ما حوله من الدول. فإسرائيل لا تستطيع أن تعيش بمعزل عن العالم ،ولا تستطيع أن تعيش مكتفية بأمريكا وبعض الدول الأوروبية.
بل فى تدميرها وحرقها للمستشفى والمستشفيات التى سبقتها استخدمت كذبتها الأثيرة ألا وهى أن المستشفى يؤوى عناصر من حماس كان الحمساويين من الغباء بحيث تعلن اسرائيل عن عمليات فى محيط مستشفى كمال عدوان كما قال أعلامها ثم يظلون فى المستشفي.
فهل يستطيع العالم بعد أكثر 400 يوم أن يتخذ خطوة جادة لوقف هذه الإبادة؟
أخيرًا قد يتصور البعض انى أرى أن الشجب والاستنكار غير مطلوب وهذا مالم أقصده فالإعلان عما يحدث وكشفه وشجبه مهم.