نشاهد فى العديد من مؤسسات الدولة ما يسمى بالجرد السنوي، ولكن هذا الجرد يجب أن يحدث مع الاشخاص أيضًا، فكل سنة تمر من حياتنا نتعلم منها الكثير، نُصادف العديد من العقبات والمواقف الصعبة، ونُمتحن فى كل ثانية من حياتنا ولكن ما يهم هو أن نتعلم من أخطائنا، فما أود قوله ان من المهم أن نتخلص من العلاقات المرهقة المُهدرة للوقت والصحة والنفسية، التى لا تجلب إلا الأذى لصاحبها ولا تُجنى الا المتاعب، أن النبى عليه الصلاة والسلام من صفاته مع أصحابه كان يتفقَّد أصحابَه، والله يسأل العبدَ عن صحبة ساعة، وكان مع أصحابه معتدل الأمر، فلا مبالغات، ولا تطرُّف، ولا غلو، ولا إفراط أو تفريط، الإفراط المبالغة، والتفريط التقصير، أصوب موقف الاعتدال، معتدل الأمر غير مختلف، فليس هناك تناقض، وإياك أن تقرِّب الذين يتقرَّبون إليك بالوشاية والإخبار، قرِّب المخلصين، والأتقياء، لذلك كان عليه الصلاة والسلام يعرف أقدارَ الناس وينزل الناس منازلهم، فنحن لا نستطيع أن نستوعب الناس إلا إذا عرفنا فضائلهم، فمع استقبال أول يوم من عام 2025: اسعى الى تغيير نفسك وتغيير نظرتك للأمور والأشخاص، ولا تبن احلامك على توقعات زائفة بل على واقع لتصبح على أرض صلبة ولا تبن آمالك على وعود زائفة او توقعات خيالية فتجد نفسك كمن يقف على رمال متحركة! فأن أستطاع الانسان أن يُغير من نفسه يستطع أن يًغير غيره والعالم نحو الافضل، واسع الى اختيار أقرب الناس لك بعناية لانهم هم من يؤثرو سلبًا او ايجابًا على حياتك، وعلى الانسان أن يسعى الى ربط حياته بأهداف سامية سواء أكانت متعلقة بشخصه أو متعلقة ببلده حتى يشعر بالحياة ولا يربطها بأشخاص فثق أن جميع الأيادى قابلة للتخلى فكلٍ منّا يلعب دورًا فى حياة الآخر وعقب انتهاء دوره يرحل! فقد أدركت جيدًا كل شيء يحدث لسبب من المسبب وهو الله سبحانه وتعالى فلا شيء يُسمى صدفة كما نعتقد او ما نصادفهم خلال رحلة حياتنا عبث بل كل شيء يحدث معنا لحكمة آلهية، فحياتنا تدورحول الغلام والجدار والسفينة، ومشاعرنا تدور بين كيف نصبر على ما نحيط به خبرًا حتى ندرك حكمة الله فنقول ستجدنى يا الله صابرًا ولا اعصى لك أمرًا.
الكثير منّا تعرض لخذلان من أقرب الناس اليه ايّا كانت نوع العلاقة، فمن يتمعن كتاب الله لن يفقد الأمل ويستقبل صدمات الحياة بنفس راضية ويتوقع غير المتوقع ويعرف النهاية من البداية..! لذا يجب أن نؤمن أن الله خلقنا من اجل رسالة فكل واحد منّا له رسالة فى الدنيا وما نحن إلا أسباب فى حياة بعضنا البعض، فما تعلمته من الحياة الا يثق الإنسان بسرعة ولا يحكم على أحد ايضًا من موقف واحد، والقلوب بيد الله فلا تعصى الله فيمن تحب فقلب من تحب بيد من تعصيه! كما أن لقاءنا بالاشخاص ليس صدفة فهو جزء من خطة الله الرائعة لحياتك، حتى من ظننت انه جرحك او خذلك ستعلم مع مرور الوقت أنه كان السبب الرئيسى لنضجك وبناء جزء مهم من شخصيتك، كما أن الله احيانًا يريد أن يذيقك مُر التعلق بالاشخاص لتعلم الا تتعلق بأحد غير الله، ولا تقلق ممن تظنهم أعداءك فستعلم مع الوقت ان الله يسخرهم لخدمتك كما سخر لسيدنا يوسف اخوته ليصبح عزيز مصر!
ادرك جيدًا ان الحقيقة دائمًا أغرب من الخيال، فلا تُركز كثيرًا فى بعض الامور والمواقف والاشخاص، فليس ما تراه ظاهرًا هو الحقيقة بل الحقيقة أبعد مما تتخيل، فإن تعمقت وحللت كل شيء ستصل حتمًا الى الحقيقة التى دائمًا أغرب من الخيال، لا تنظر إلى حياة أحدهم وتتمنى ان تأخذ مكانه، فلو ارادت ذلك فلا تأخذ ما تراه جميلاً فى حياته بل عش ايضًا ما عاشه من صعاب خافية عنك فأنت تنظر لحياة الاشخاص من الظاهر وما خفى كان أعظم.. كل عام والأمة العربية بخير وسلام.