فى عالم الاقتصاد الموازى المعقد، تصبح بعض التصرفات والأفعال بمثابة الأخطر ضد صناعة الدول، حتى وإن لم تكن نواياها واضحة أو موجهة بشكل مباشر. ويُقال إن «المكسب السريع لا يرحم أحدًا» فى كثير من الأحيان وقد يؤدى إلى نتائج أكثر تدميراً من المنافسة غير الشريفة. تنطبق هذه القاعدة على عدد من رجال الاعمال والجمعيات»التى تدعى أنها خيرية» والتى ترفع شعارات تخفيف الأعباء عن محدودى الدخل أو تخفيض الاسعار، ولكن، فى الواقع، تنعكس أفعالها لصالح مشروع «تدمير الصناعة الوطنية»، الذى يهدف إلى اغلاق المصانع الوطنية.
كيانات مثل البازارات، و«ملوك ملابس البالة» تستغل منصات التواصل الاجتماعى مثل «الفيس» و«التيك توك»، تمثل جميعها أدوات مباشرة أو غير مباشرة تُستخدم لتحقيق المصالح الضيقة، سواء بدعم مباشر منها أو بدونه. وبغض النظر عن الشعارات الرنانة التى تتبناها هذه الكيانات ورجال الاعمال، فإن النتائج على أرض الواقع تشير إلى خدمة المشروع الاقتصادى الأسود بأشكال متعددة، سواء من خلال إضعاف التصنيع المحلى أو اغلاق العشرات من المحلات والورش الصغيرة.
على مر العصور تظهر مجموعات لا تهدف الا لتحقيق مكاسبها الخاصة على حساب الكل، تحت شعار «تخفيض الاسعار»، لكن الأفعال تكشف عن أولويات بعيدة كل البعد عن ذلك.. مافيا البالة أثارت تساؤلات عدة حول ما إذا كانت تعمل لصالح جهات خارجية أم أن هناك مصالح مشتركة غير معلنة مع بعض الشركات لضرب غيرها.
بهذا النهج، تتحول الصناعة الوطنية من كيانات قوية ذات خطط توسعية إلى كيانات ضعيفة، تسعى فقط للاستمرار بدلًا من التوسع.
نحن بحاجة إلى رؤية جديدة تُعيد التعامل مع الأنماط التى أصبحت تغزوا الساحة بشكل مريب واعادتها الى مكانتها الحقيقية «منح مجانية توزع على محدودى الدخل» من خلال الجمعيات الاهلية.
إن مواجهة «هذه الظاهرة» لا تبدأ بالشعارات، بل بالعمل الجاد على بناء مرجعية مالية استرشادية قانونية تحدد دخول هذه الأنماط الى البلاد بعد سداد الرسوم الجمركية والضرائب المستحقة عليها ومداهمة الكيانات والمعارض والبازارات والاطلاع على الفواتير الاصلية ومطابقتها بالواقع.
بالاضافة الى معرفة طريق دخولها البلاد وهل تم بطريقة شرعية ام من خلال الالتفاف حول القانون.
الموضوع قد يكون بسيطًا لدى البعض ولكنه فى الحقيقة فى غاية الخطورة فهو يهدد الصناعات النسجية بالكامل ويغلق أبواب رزق شرعية كثيرة.
>>>
سقطت الأمطار بغزارة على خيم أهلنا فى غزة فدمرت غالبيتها وشردت ساكنيها؛ وكأنه لا يكفى ما يتعرضون له من مذابح يومية ومجازر وتهجير قسرى ..والغالبية فى نعيم وهناء لا يبالى بما يحدث حولنا.
يامالك الملك نحن لا نمتلك الا الدعاء والصبر ونثق ان وعدك آت مهما تأخر الموعد.. اللهم أنصر غزة وأهلها وأدخل السكينة فى قلوبهم وبشرنا بفرح ونصر قريب.