ندرك جميعًا خطورة الآلة الإعلامية باعتبارها أحد أدوات تشكيل الوعى فى أنماطه المختلفة، وهذا الوعى يُعد أحد أركان بناء الإنسان الذى يقع على كاهله الإعمار؛ حيث يستقى الكثير منا معارفه وبعض ممارساته من النافذة الإعلامية، بل ويتشكل الوجدان من خلال هذه المنابر الإعلامية.
وتبدو ملامح المسئولية الإعلامية جلية فى سلامة المنتج، أو المخرج، كونه يُعد أداة بناء، وليس معول هدم؛ ففى ظل ما نعيشه من زخم أحداث تحمل أخبارًا غير سارة، ناقلة للصراعات والنزاعات فى فترة حالكة الظلام؛ إلا أننا فى أشد الحاجة إلى طاقة نور، تفتح أمامنا مسارات التفاؤل، ومدارات الأمل، ومباهج التطلعات المشروعة؛ كى نستكمل طريقة النهضة والإعمار، ولا نلتفت للوراء.
إن ما يهدد ماهية الاستقرار، ويستنفذ الطاقات، ويقوض القوي، نرصده ونحدده؛ فيمن يروج للشائعات المغرضة، ومن يحاول تضخيم الحدث، ومن يخطط لبث الرعب والخوف بين المجتمع، ومن يريد أن يحبط العزيمة ويضعف الإرادة، ومن يرغب فى تفكيك النسيج واللحمة عبر تعزيز مداخل الفتن، مستخدمًا فى كل هذا آلة إعلامية غير مسئولة، أو ممولة، أو مأجورة، تستهدف إشعال حروب التناحر والنزاعات، والنيل من مقدرات شعوب باتت آمنة مستقرة.
نثمن كل محاولة، أو قرار، أو طريقة، أو استراتيجية، تستهدف تعزيز منابرنا الإعلامية؛ لنضمن ألا تحدث الشرذمة، وأن تقوض سبل تشويه العقول، وأن يتوقف قطار التجاوزات، فى حق المعرفة العلمية التى تحمل بين طياتها سطور النور لبنى البشر وتتناغم مع القيم النبيلة، التى تتآلف مع الوجدان وتستقر فى القلوب، وتصدقها الممارسة، فى ثيابها الذى يتقبله المجتمع الواعى.
كما نود الإشارة إلى ضرورة الوعى تجاه الحروب الإعلامية التى توجه إلى مصرنا الحبيبة؛ حيث تتبنى محاولات الهجوم المباشر والممنهج، من خلال وكالات ووسائل كبري، وهنا نثمن الدور الإعلامى الوطنى الذى يبذل لصد تلك الهجمات الشرسة، التى تنتوى التخريب والإضرار بمقدرات شعبنا العظيم؛ فما أبشع من حرب موجهة نحو نظم الدولة مكتملة السياسية والاقتصادية والمجتمعية وحتى العقدية؛ بغية تحقيق مآرب أضحت يدركها القاصى والداني.. ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.