المليشيات المسلحة سبباً رئيسياً فى سقوط الدولة الوطنية
> المشاهد الضبابية التى تحيط بالشرق الاوسط بل وداخل الكثير من دوله من الخريف العربى والذى أدى بدوره إلى اسقاط تلك الدول فى أتون الفوضى التى ادت بدورها إلى انهيار الجيوش الوطنية بها وها هى دول مثل العراق ولبنان والصومال والسودان واليمن وليبيا نماذج لدول سادت فيها الفوضى ومن ثم لم تستطع ان تعود كما كانت سابقاً واخيراً كان المشهد السورى والذى يتكرر فيه نفس السيناريو الذى حدث فى دول «الخريف العربي» وهنا نخشى ما نخشاه ان تدخل سوريا النفق المظلم يبقى الشعب السورى يبحث عن الامان المفقود الذى غادر دولتهم إلى غير رجعة كما حدث مع قريناتها.. الجيوش الوطنية انهارت فى العراق وسوريا وفى غيرهما كانت المليشيات المسلحة سبباً رئيسياً فى سقوط الدولة الوطنية.. نتيجة للمؤامرات الداخلية والخارجية التى احاطت بها من كل اتجاه حتى اسقطتها فى اتون الفوضى إلى غير رجعة.
> فإذا ما تركنا هذه المشاهد المحزنة التى تحيط بوطننا من كل اتجاه حيث الحدود المشتعلة فى كل الجوانب من الغرب إلى الجنوب إلى شرق البلاد ناهيك عن دول امتداد الامن القومى المصرى فى لبنان وسوريا.
ومن هنا وفى ظل التحديات الجسام التى تواجه مصر فإن الوعى والاصطفاف.. المناط والذى من خلاله تستطيع الدولة المصرية التى تعبر هذه المخططات الخبيثة وهو ما اشار اليه رئيس الجمهورية خلال الاسبوع الماضي.. خاصة بعد ان بات واضحاً ان الازمات التى يعانى منها المصريون ليست طارئة بل هى جزء اصيل من مخططات ومؤامرات تسعى كى تفتت المنطقة العربية بأسرها وليس مصر فقط لذا فإن وعى المصريين واصطفافهم وايمانهم بوطنهم ومؤسساته وخاصة جيشنا المصرى المقدام الذى يعد الحصن الحصين الذى صان البلاد والعباد فى فترات كثيرة وكان حائط الصد القوى الذى صد كل معتد ولعل درس السادس من اكتوبر عام 73 خير دليل على قوة وشجاعة خير اجناد الارض.
على اى الاحوال فعلى مر العصور اثبت المصريون على مر التاريخ انهم وحدة واحدة ولحمة لايمكن ان يشق لها غبار.. ففى بدايات القرن العشرين فشل المحتل البريطانى خلال ثورة 1919 فى ضرب الوحدة الوطنية.. والآن يحاول اعداء الخارج وخونة الداخل اللعب على «وتر» ضرب وحدة المصريين ولكن لن تكتب لهذه المحاولات الرخيصة النجاح أبداً فى ظل قيادة سياسية واعية ترعى حقوق هذا الشعب.. تبذل قصارى الجهد فى سبيل الارتقاء بكل مامن شأنه رفع ورخاء ابناء مصر اصحاب الفكر والوعى والاصطفاف الوطني.