ما بين قيم الولاء والانتماء والتضحية.. والرؤية والحكمة.. والصبر والعمل والإرادة والتحدي.. والصدق والشفافية.. والثوابت الراسخة والمواقف الشريفة.. تكونت العقيدة المصرية.. وتلك هى أبرز رسائل الندوة التثقيفية الـ 39 بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد، والتى جاءت حافلة بالحقائق والأمجاد والدروس والعبر.. فالرئيس السيسي.. تحدث.. ليبنى الوعى الحقيقى والفهم الصحيح، ويضع النقاط على الحروف.. لذلك بدت على المصريين ملامح الاطمئنان والارتياح والثقة فيما تحقق.. وما هو قادم من مستقبل واعد.. وتأكيد على مواقف مصر الشريفة.. ودورها فى دعم الأشقاء، وكذلك ملامح وبشائر «الانفراجة».. لذلك كان يوماً ثرياً بالصدق والثقة والشرف والاطمئنان والفخر بوطن عظيم وقيادة استثنائية
كعادتها.. جاءت الندوة التثقيفية للقوات المسلحة عامرة وزاخرة بالرسائل المهمة، وقيم الولاء والانتماء والفداء والتضحية من أجل الوطن ثرية بالحقائق والشفافية والمصارحة، والمواقف الوطنية الشريفة، وقيم ومبادئ الولاء والعطاء لكل من أعطى وأخلص وضحى من أجل مصر.
الحقيقة أن الندوة التثقيفية الـ 39 بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد جاءت فى توقيت بالغ الأهمية، كان الجميع فى حاجة لشحن بطاريات الولاء والانتماء وأيضاً التزود بطاقات إيجابية من الثقة والتفاؤل، وكذلك التأكيد على مواقف مصر الشريفة والنبيلة سواء تجاه أبنائها الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن يبقى هذا الوطن حراً أبياً كريماً سالماً آمناً مستقراً وأنه لولا هذه التضحيات ما حققت مصر وأنجزت هذه المعجزة الحقيقية فى استعادة الأمن والأمان والاستقرار وأيضاً التجربة الملهمة فى البناء والتنمية، التى نحصد ثمارها، وفى القريب تحقق آمال وتطلعات المصريين فى المستقبل الواعد.. وأيضاً مواقف مصر الشريفة والنبيلة والإنسانية تجاه الأشقاء وتقديم يد العون فى أزماتهم ومعاناتهم بكافة الطرق والوسائل.
الندوة التثقيفية وما تضمنته من رسائل مهمة وبحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة وحرصه على الحديث من القلب بشفافية وصدق عهدناه دائماً جعلتها منبراً مهماً، لتحقيق الكثير من الأهداف المهمة، أبرزها أين نقف فى تلك اللحظة، وإلى أين نمضي، وبناء الوعى الحقيقى الذى يقوم على معلومات وحقائق وواقع، تدفع الباطل، وتدحر الأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك والتشويه التى تستهدف الدولة المصرية.
الندوة التثقيفية، منحتنا جرعات كبيرة من الولاء والانتماء، وغرس روح العطاء والفداء والتضحية، وأيضاً مزيداً من الثقة والأمل والتفاؤل واطمئنانا كاملا على أن هذا الوطن سيبقى دائماً شامخاً سالماً، قوياً قادراً، طالما أن فيه رجالاً جاهزين لتقديم أرواحهم ودمائهم فداء لهذا الوطن، طالما أن لديه جيشاً وطنياً شريفاً قوياً يحفظ له الوجود والخلود، ويصون أمنه واستقراره وأمنه القومي.
أتوقف فى هذا المقال عند رسائل مهمة وقوية أكد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته خلال الندوة التثقيفية الـ 39 احتفالاً بيوم الشهيد تجسد أن لمصر قائداً عظيماً، هو القدوة فى العمل والتفانى والصدق والشرف، والنجاح والإنجاز، والإنسانية أطرحها فى نقاط مهمة كالتالي:
أولاً: شهدت مصر حالة من التدهور الكبير على مدار العقود الماضية، وكانت على حافة ومشارف السقوط والضياع خاصة بعد يناير 2011، وتكلفة ما حدث من فوضى وإرهاب أسود وتراجع خطير، ثم تكلفة ثورة 30 يونيو 2013، وما ارتكبته الجماعة الإرهابية من جرائم فى حق هذا الوطن والشعب، وعانت الدولة من تدهور شديد وشبه انهيار اقتصادي، وبلغت معاناة المصريين العميقة ذروتها فى ظل أزمات متلاحقة، ومشاكل متراكمة وفوضى وإرهاب، ناهيك عن غياب رؤية وإرادة الإصلاح والبناء والتنمية، وخاضت الدولة المصرية معركة شرسة على مدار 10 سنوات ضد التكفير والفكر المتطرف والإرهاب الذى سعى إلى تخريب وتدمير الدولة وإسقاطها ولولا تضحيات المصريين لما بقيت هذه الدولة آمنة وسالمة ومستقرة لذلك فإن هذه التحديات التى تراكمت على مدار سنوات سواء قبل 2011، أو سببتها أحداث يناير من فوضى وانفلات وإرهاب ثم حكم الإخوان الفاشى والفاشل ناهيك عن أزمات دولية متلاحقة، سواء جائحة «كورونا» التى استمرت لمدة عامين ثم الحرب الروسية ــ الأوكرانية، ثم جاءت منذ خمسة أشهر الاضطرابات والتوترات الإقليمية، والعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وهو ما أدى إلى وجود صعوبات وتحديات كثيرة يأتى فى مقدمتها الأزمة الاقتصادية وتأثيراتها.
ثانياً: ما قدمه الشهداء من تضحيات وبذل وعطاء بعد أن جادوا بأرواحهم ودمائهم، من أجل أن تحيا مصر وشعبها بكرامة، ونحقق كل هذه الإنجازات والنجاحات من أمن واستقرار وبناء وتنمية، هو أمانة فى رقابنا جميعاً، يستلزم الحفاظ عليه، ومواصلة طريق ومسيرة العمل والصبر والإنجازات، والاصطفاف والدفاع والحفاظ على مصر من أجل تقدمها وتعزيز قوتها وقدرتها.
ثالثاً: الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما قرر الترشح لرئاسة مصر بناء على إرادة شعبية كاسحة، تحدث إلى المصريين، كان واضحاً، وصريحاً بأعلى الدرجات، لم يخف عنهم شيئاً، لم يجمل الواقع، ولم يبع الوهم للناس على الاطلاق استعرض كافة التحديات والأزمات المتراكمة والصعوبات وشخص حالة وأوضاع البلاد، وخاطب شعبه أنه بمفرده لن يستطيع عمل شيء ولكننا جميعاً قيادة وشعباً وحكومة نستطيع، وأنه بالعمل والمثابرة والصبر، سوف نجد فى نهاية النفق ضوءاً كبيراً وهو ما تحقق بالفعل، فقد حققت مصر على صعيد الأمن والاستقرار والبناء والتنمية ما يقترب من المعجزة بالمعنى الحقيقى للكلمة، فمن يسأل نفسه بعد 10 سنوات، أين كنا، وكيف أصبحنا؟ يستطيع أن يصل إلى الحقيقة بسهولة، لذلك لا يجب أن ننسى ما كان لدينا من مشاكل وأزمات وتحديات متراكمة ومعقدة، وما بين أيدينا الآن من طاقة نور كبيرة، وإنجازات ونجاحات وتغير محورى فى البلاد إلى الأفضل، بات لدينا ثروة عظيمة فى كافة المجالات والقطاعات وفى جميع ربوع البلاد من إنجازات كبيرة، نستطيع القول وبثقة أن لدينا دولة قوية تقف على أرض صلبة وقادرة على الانطلاق نحو المستقبل.
رابعاً: الرئيس السيسى آثر وفضل الحديث بعد حل الأزمة الاقتصادية، وتحقيق تحسن ملحوظ والقادم أفضل بشكل تدريجي، وشرح أبعاد وتأثيرات الأزمات العالمية والإقليمية، وأن الإجراءات والقرارات الإصلاحية الأخيرة سواء بالتسعير العادل للجنيه، وسعر موحد للصرف، ورفع الفائدة لم يكن ليتحقق لولا وصول الدولة إلى مرحلة الوفرة والاطمئنان على رصيد من العملات الصعبة وخاصة الدولار، لذلك الدولة عندما أدركت الوقت المناسب، وتوافر المقومات للنجاح اتخذت القرارات التى من شأنها إنهاء الأزمة تماماً، وتحقيق ثلة من الأهداف التى تعود على الوطن والمواطن بالخير.
طفت على السطح خلال فترة الأزمة الخانقة بعض الممارسات غير السوية، مثل التلاعب فى الأسواق، وسعر الصرف، وعدم المسئولية الوطنية فى توقيت الأزمة وغياب الخوف على الدولة لدى البعض بالإصرار على هذه الممارسات ورغم ذلك الدولة لم تتخذ إجراءات حادة أو عنيفة، وانتظرت حتى قطع دابر الأزمة، وإنهائها تماماً، وهنا من المهم أن يخرج علماء الدين فى توقيت الأزمة لتعريف الناس بالحلال والحرام، وتوعيتهم فى هذا الإطار، والحقيقة أن الرئيس السيسى لمس وتراً مهماً، وبعداً فى منتهى الأهمية خاصة دور الأئمة وعلماء الدين، والنخب فى توعية الناس بمخاطر هذه السلوكيات على الوطن، وأيضاً إظهار الحلال من الحرام فيها وبناء الوعي، أمر مهم للغاية، يتطلب رؤية وجسارة المنوط بهم هذا الدور الذى بات حتمياً فى ضوء التحديات الراهنة.
خامساً: الوعى الحقيقي، والفهم الصحيح لما يواجه مصر من تحديات وتداعيات للأزمات العالمية المتلاحقة، وأيضاً تعداد سكان مصر والذى وصل إلى 106 ملايين نسمة إضافة إلى ٩ ملايين من اللاجئين متواجدين على الأرض المصرية، بالإضافة إلى 10 سنوات من الحرب على الإرهاب وتكلفة أحداث 2011، وثورة 30 يونيو لابد أن يوضع كل ذلك فى الاعتبار، ورغم ذلك نجحت مصر بفضل حكمة ورؤية قيادتها السياسية فى تجاوز وعبور هذه التحديات غير المسبوقة، فالرئيس السيسى يدير البلاد بحكمة وصبر، ويغرس فينا روح المسئولية والتشاركية فى تحمل أمانة هذا الوطن جميعاً، ورغم كل هذه الظروف الصعبة، والتهديدات الخطيرة على كافة الاتجاهات الإستراتيجية، شمالاً وجنوباً، وغرباً وشرقاً، الحرائق مشتعلة ورغم ذلك مصر لم تمسسها نار، وهذا يعود إلى حكمة القيادة وعقيدتها فى كون مصر عامل استقرار وسلام ولا تشعل الحرائق ولا تتورط فى مغامرات غير محسوبة، فالحكمة والعدل أساس الحكم، وكونها لم تغامر أبداً بالبلاد أو العباد ولم يضيع هذا الوطن أبداً بل حافظ عليه، أرضاً وأمناً واستقراراً وحاضراً ومستقبلاً، وتنمية وبناء وبنى اقتصاداً وطنياً قوياً وقادراً رغم ضعف مقومات الدولة المصرية، وميراث مشاكلها وأزماتها المعقدة، بأفكاره الخلاقة، وعبقرية رؤيته، وإرادته للبناء، وطموحه غير المحدود لوطنه، واستدعائه لقدرة هذا الشعب على صنع المستحيل.. وأفضل ما خلقه فينا الرئيس السيسى هو مبدأ التشاركية فى تحمل مسئولية هذا الوطن، فبالتكاتف والعمل والصبر نستطيع كما قال الرئيس السيسى حتى قبل توليه المسئولية فى قيادة مصر أن نعبر الأزمات والتحديات والصعاب، وننطلق إلى المستقبل.
سادساً: فى الحديث عن القضية الفلسطينية، ودور مصر الثابت والمحدد والشريف فى تخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين، وإنقاذهم من العدوان الإسرائيلى والسعى إلى وقف إطلاق النار حتى تمكينهم من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٤ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، شرح الرئيس السيسى الأوضاع بمنتهى الشفافية، ولفت الأنظار إلى نقاط مهمة، وأبطل الأكاذيب وحملات التشويه بعبقرية، من خلال الآتي:
إن مصر تبذل أقصى جهد وطاقة لحماية وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين، عن طريق وقف إطلاق النار، وانفاذ المساعدات لهم.. فى ظل سقوط آلاف الشهداء، فى قطاع غزة وتعرض الأحياء لمعاناة إنسانية غير مسبوقة وتوجه الرئيس السيسى إلى الشعب الفلسطينى المرابط على أرضه والصامد فوق ترابها بتحية تقدير وإجلال قائلاً لهم: مصابكم مصابنا، وألمكم ألمنا، وإن مصر لن تتوانى عن مواصلة العمل من أجل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإغاثة المنكوبين من هذه الكارثة الهائلة، ولن تتوقف مصر عن العمل مهما كان الثمن من أجل حصول الشعب الفلسطينى الشقيق على حقوقه المشروعة فى دولته المستقلة.
تساءل الرئيس السيسى بشكل كاشف، لماذا لم نسأل عن سبب إدخال المساعدات عن طريق الإسقاط الجوى وليس المعابر؟ ألم أقل لكم إننا فى مصر حريصون على أن يظل المعبر مفتوحاً على مدار 24 ساعة وأى فرصة لإدخال المساعدات سواء من مصر أو التى تأتى من الدول أن تدخل على الفور وبأى حجم طالما أن المعبر مفتوح مستنكراً الأقاويل والأباطيل والادعاءات التى زعمت أن المعبر يتم إغلاقه والحقيقة أن تساؤلات الرئيس السيسى هى أبلغ رد على حملات الأكاذيب والتشويه المتعمدة والممنهجة، فالمعبر منذ 8 أكتوبر مفتوح على مصراعيه على مدار الساعة ولم يغلق لحظة واحدة من الجانب المصري، وأن المعبر من الجانب الفلسطينى تعرض للقصف ٤ مرات وقامت مصر بإصلاحه وإعادته للخدمة من جديد.
الإسقاط الجوى للمساعدات ينفذ بسبب تعنت الجانب الإسرائيلي، الذى يقف حائلاً وعائقاً دون نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية من معبر رفح وكافة المعابر الأخري، لذلك فإن الأكاذيب التى تروج ضد مصر لا أساس لها من الصحة، وأن إسرائيل مع سبق الإصرار والترصد تمنع وتحول دون دخول ونفاذ المساعدات خاصة من معبر رفح وهو ما أدى إلى الإسقاط الجوى للمساعدات بل إن الأمور تتكشف رويداً رويداً فى ظل ما اقترحه الرئيس الأمريكى جو بايدن بإنشاء ميناء بحرى على ساحل غزة بزعم إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب الفلسطينى وهو ما وافقت عليه إسرائيل وهو الأمر الذى يحمل الكثير من التساؤلات حول ما يدور فى الكواليس والغرف المظلمة بين واشنطن وتل أبيب، ولماذا الإصرار على حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، والإيهام بأن هناك أزمة بين واشنطن وتل أبيب، وماذا يدور فى الكواليس؟ وإلى أين وصلت أهدافهم لتصفية القضية الفلسطينية وهل حالة العجز الدولى ستؤدى إلى مخاطر فى المنطقة، ونذر الاشتعال فى ظل قدوم شهر رمضان إذا ما استمر العدوان وحرب الإبادة التى تشنها إسرائيل، ولماذا الإصرار الإسرائيلى على تعطيل معبر رفح المفتوح 24 ساعة، ليس هذا فحسب بل إطلاق الأكاذيب والتشويه حول الدور المصرى رغم وضوحه مثل الشمس.
ما يدور وجرى من إسقاط جوى للمساعدات الإنسانية فى قطاع غزة هو تأكيد حقيقى على شرف وسلامة موقف مصر، وأن معبر رفح مستهدف بالتعنت والتشويه الإسرائيلي، وقوى الشر وأبواق الخيانة.
قوى الشر، وأدواتها كانت تطالب بأن تستقبل مصر 2.3 مليون فلسطينى من قطاع غزة فى سيناء بحجة أن مساحتها كبيرة وبذلك تحل المشكلة، لكن السؤال هل يمكن أن يتصور عقل أن تخون مصر القضية الفلسطينية، وتخون كل هذه الدماء التى سالت من أجلها، فى ذات الوقت فإن أرض سيناء هى جزء من أرض مصر، وقيادتها وشعبها هم المسئولون عن حمايتها وهذه حدودنا وأرضنا منذ آلاف السنين ولن نفرط فيها أو نتهاون فى حمايتها.
الرئيس السيسى شرح منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة أبعاد ومخاطر أن تفتح مصر حدودها لاستقبال 2.3 مليون فلسطينى فى قطاع غزة، فهذا ما يريده العدو الصهيونى لتصفية القضية الفلسطينية، وإذا افترضنا وهذا لم ولن يحدث أن استقبلت مصر الفلسطينيين، فهل هناك قضية فلسطينية ستكون مطروحة، وهل هناك أرض أو دولة للشعب الفلسطينى على أرض الواقع، فلا قدر الله لو حدث ذلك فلا تسألن عن قضية أو دولة فلسطينية أو حقوق مشروعة، لذلك مصر تتعامل مع الأمر بشموخ وشرف سواء اتساقاً مع ثوابتها ومبادئها، فهناك فارق كبير أن تسمح لأشقاء بلدانهم تشهد اقتتالاً أهلياً وأزمات داخلية بدخول البلاد، وبين أشقاء إذا تركوا أرضهم ضاع وطنهم ودولتهم وأراضيهم وحقوقهم المشروعة، فى ظل عدو لديه أوهام ومخططات، وأدمن اغتصاب الأراضى والحقوق والضرب بالقوانين والمواثيق الدولية، والأخلاق والإنسانية عرض الحائط، فإذا كان وجوده ليس شرعياً بالأساس، فهو عدو محتل يعيش على سرقة أراضى الآخرين، وسلب حقوقهم لذلك فإن موقف مصر يستحق الاحترام والتقدير والفخر، لأنه يهدف الحفاظ على القضية الفلسطينية وعدم السماح بتصفيتها أو تهجير الأشقاء الفلسطينيين.
سابعاً: ما حققته مصر خلال السنوات الـ 10 من إنجازات لم يكن ليحدث فى ظل ظروف غاية فى الصعوبة والتعقيد، وأن هذا النجاح الذى تحقق يعد فى زمن قياسي، فالأمم تتقدم وتنهض فى عقود طويلة، وهناك دول كبرى دفعت ثمناً باهظاً من أرواح ومعاناة شعوبها حتى تصل إلى المقدمة والمكانة الاقتصادية المرموقة، ورغم المصاعب والمتاعب وضحايا المجاعات فى هذه الدول طوال فترة العمل على تقدمها، لم تقدم شعوبها على هدم دولها على الاطلاق، لذلك وصلت الآن إلى المكانة المرموقة، فالأمم تتقدم بالعمل والصبر والتحمل.
أعظم ما فى الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو حرصه على الوضوح والصدق والشفافية مع المصريين.. فلم يجمّل واقعاً غير موجود، ولم يبع الوهم للناس، ولم يغامر بهذا الوطن.. بل قاده بحكمة وصبر وعمل متواصل من أجل تمكينه من القوة والقدرة، وليس هذا فحسب، فالأهم حماية هذه القوة والقدرة وعدم الانجراف بها إلى مستنقع الاستنزاف والمقامرات غير المحسوبة.. لذلك يحسب له الحفاظ على مصر سالمة آمنة مستقرة فى ظل هذه الحرائق المشتعلة فى كل حدب وصوب.. أيضا لا يميل إلى الحديث والكلام إلا بعد تحقيق الإنجاز على أرض الواقع، أو حل الأزمة أو النجاح فى تحسين الأوضاع، ولابد أن يدرك كل مواطن تداعيات الأزمات العالمية من جانب، ثم إدراك أن الأمم لا تتقدم فى 10 سنوات، فما بالنا بدولة واجهت صعاباً وتحديات غير مسبوقة وفوضى وإرهاباً، ومشاكل متراكمة ومعاناة عميقة من عقود طويلة ماضية، وما بالنا بأزمات عالمية وإقليمية متلاحقة لها تداعياتها وتأثيراتها القاسية على جميع دول العالم وبطبيعة الحال منها مصر.. لذلك يضع الرئيس السيسى دائماً سياقاً للوعى والفهم، فالحقيقة أن ما تحقق فى مصر فى السنوات الـ 10 الأخيرة من نجاحات غير مسبوقة على كافة الأصعدة وفى جميع المجالات، وفى إنقاذ البلاد من براثن الضعف والفوضى وغياب إرادة الإصلاح والبناء والتهديدات والمخاطر والصراعات الإقليمية والدولية.. هو بالفعل أقرب للمعجزة.
فمصر– السيسي، لديها مستقبل واعد وفرص ثمينة، وتستكمل بثقة مسيرة البناء والتنمية والتقدم، وتخلق لنفسها مكاناً بين الدول المتقدمة.. ويحسب للرئيس السيسى تحويل مقومات وقدرات مصر المحدودة إلى قيمة مضافة، وخلق مقومات وموارد جديدة من الأفكار الخلاقة خارج الصندوق.. لذلك فإن مصر على موعد فى القريب إلى التحليق بعيداً إلى مستقبل واعد أكثر رحابة.
تحيا مصر