يتساءل الكثيرون.. لماذا يهتم المجتمع بنقل القيم الإنسانية.. والأخلاقية الكريمة إلى الأبناء والأحفاد.. مدارس.. ندوات.. إعلام.. محاضرات.. ملاحظات، وربما انتقادات؟.. والأهم أن يكون الأب والأم قدوة للصغار.. كى يلتقطوا التعاليم ويستطيعون التفرقة بين الخطأ والصواب.
الإجابة فى صفحات التاريخ.. وحقائب الذكريات.. وذلك التراث الإنسانى المليء بالعبر والعظات.. ناهيك عن اجتهادات الحكماء والعلماء.. ولكن يظل المنبع فى تعاليم السماء التى حملتها الأديان.. والسيرة العطرة للرسل والأنبياء.. وذلك أن الحضارة كى تستمر وتحقق الإنجازات والبناء الشامخ.. وصون الأمانة للأجيال لابد لها من عنصرين.. الروح والماديات.. والحضارة ليست حوائط وعمارات، سدود.. ومزارع.. مصانع.. خدمات.. لكنها أيضاً فى التمسك بالقيم والأخلاقيات، لأن ذلك سر سعادة البشر.. وتحقيق الأمنيات والإنجازات.
ولنبدأ بالصدق.. الذى هو راحة لضمير.. ودعامة أساسية فى السعادة وراحة البال.. وصلاح الأعمال.
وأمرنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق الأمين.. فقال: «عليكم بالصدق.. فإن الصدق يهدى إلى البر».
واللسان الصادق فى الأقوال والأفعال له ثواب فى الدنيا والآخرة.
قال الإمام علي- رضى الله عنه:
لا تكثرن القول فى غير موضوعه
وأدمن على الصمت المزين للعقل
يموت الفتى من عثرة بلسانه
وليس يموت المرء من عثرة الرجل
>>>
نعم.. الصدق والإحسان معاً.. هدية الرحمن والحب.. زهور وحكمة.. نهديها للأجيال القادمة.
كما أضيف الحكمة القديمة التى تعلمتها من أجدادنا تقول:
استبشر خيراً.. ولا تستسلم للصعوبات.. ومن يحبك سيرى الخير فيك، ومن يبغضك لن تستطيع إرضاءه فعلت.. والسعادة والهناء.. للصالحين الشرفاء.. وأعظم الحصون للأوفياء.
لا تحسب أن الوقت قد فات.. كل ما عليك أن تبدأ.. واحمد الله دائماً.
اقتربوا من أبنائكم.. بالتفاهم والرعاية والحوار.. لتتأكدوا من القيم الفاضلة.. وفى مقدمتها الصدق والإحسان.. والمهم أن يقلع البعض عن الطمع والكبر والتعالي.. ويتذكر أن الأعمال الصالحة هى الرصيد الحقيقى يوم الحساب.
>>>
وعليكم بالدعاء:
اللهم ارزقنا أحلاماً تتحقق بفضلك.. وبركة تملأ حياتنا وقلوبنا.. واجعلنا ممن ينالون الخير فى الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين.