اهتز مجتمع الاتصالات فى مصر الاسبوع الماضى بشدة بخبر وفاة واحد من أعمدته الاساسية وصناع نهضته وهو المهندس عمرو رفعت الرئيس التنفيذى لشركة الخليج للحاسبات الآلية والذى انتقل اليها قادماً من «آى بى إم» التى شغل فيها منصب المدير العام ونائب الرئيس للعمليات فى الشرق الأوسط وباكستان ونجح رفعت فى قيادة عملياتها الإقليمية والارتقاء بها الى مصاف الشركات العظمى بالمنطقة.. وحصل رفعت على شهادة البكالوريوس من جامعة القاهرة فى الهندسة الكهربائية، كما أنه حائز على درجة الماجستير فى إدارة الأعمال فى إدارة الأعمال الدولية من كلية ماسترخت للإدارة فى هولندا.. كلمات الرثاء المؤثرة التى كتبها الرفقاء والشركاء واصدقاء العمر ورحلة الكفاح الطويلة لم تركز على خبراته وافكاره ومشروعاته وانجازاته ومهاراته وابداعاته التكنولوجية.. بقدر ماركزت على سماته الشخصية والانسانية وكيف كان رفعت محبا للجميع مخلصا متعاونا معطاء فأحبه الجميع.. الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نعى عمرو رفعت فى كلمات قليلة جامعة قائلا: رجل لا يحمل قلبه إلا الحب.. رجل لا يفكر إلا فى إسعاد من حوله.. رجل لا يتوانى عن معاونة من يلجأ إليه.. رجل يحمل طاقة عطاء لا تهدأ وجذوة حنان لا تخبو.. فى أعلى العليين بإذن الله يا صديق العمر..اما المهندس عمرو محفوظ الرئيس الاسبق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ورئيس «الدلتا للانظمة الالكترونية» فقد كان رفيقه وتوأم روحه منذ بداية المشوار.. نعى محفوظ رفيق رحلته الطويلة العامرة بالتحديات والنجاحات والانجازات قائلا: عرفنا بعضنا البعض منذ عام 1982 فى سنه اولى كهرباء بهندسة القاهرة و كنا فى نفس «السكشن» منذ ذلك الحين لم نفترق، تخصصنا فى الاتصالات السنة الثالثة وحاسب فى السنة الرابعة ثم مشروع التخرج، وفى حياتنا العملية عملنا فى شركة حاسبات صغيرة لعدة شهور ثم التحقنا بشركة اى بى ام ودرسنا الماجستير سويا حتى عندما انتقلنا خارج مصر كنا معا فى فرع الشركة فى دبي. شريط حافل وطويل من الذكريات التى لا تنسى حيث كان دائما نعم الصديق والأخ يشهد له جميع من عرفه بالكفاءة والتميز ودماثة الخلق والتدين. اللهم ادخله الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب واعف عنه واغفر له وارحمه رحمة واسعة يا أرحم الراحمين.
اكتفى الدكتور خالد العطار نائب وزير الاتصالات بكلمات قصيرة معدودة لكنها تحمل حزنا عميقا وصدمة المفاجأة وقال: هتوحشنى يارفعت. ربنا يصبرنا على فراقك ويرحمك وينزلك أعلى مراتب الجنات. صديق جميل وزميل محترم. حبيبى ياعمرو.. وفى مسجد عمر مكرم شهدت ليلة العزاء مظاهرة حب شارك فيها الجميع.. الكل يتحدث عن شهامته وكرمه وروحه الحلوة ونبل مشاعره ومواقفه العظيمة التى لا تنسي.. المهندس حسام سيف الدين واحد من خبرائنا الدوليين المرموقين فى تكنولوجيا المعلومات وخدمات التعهيد بدا حزينا لفراق حبيبه وظل طوال العزاء يواسى أسرة الفقيد وقال لهم : عليكم ان تفخروا بالراحل العظيم.. كان انسانا جميلاً وعالما فذا محبا لبلده وعاشقا لوطنه وشرف مصر فى كل موقع عمل فيه وترك خلفه ارثا عظيما ورصيدا حافلا من حب وتقدير الجميع.. قال سيف الدين: حزن عميق على فقدان صديقى وزميلى العزيز عمرو رفعت، الذى كنت أعتبره أخًا لي.. على مدار 31 عامًا، كان دائمًا بجانبي- مصدر دعمي، مستشارى الموثوق، وحافظ أسراري.. عملنا معًا فى شركة «اى بى ام»، حيث بنينا علاقة قوية وشاركنا العديد من المحطات الهامة: السفر إلى أماكن جديدة، خوض العديد من التجارب الأولى لنا، نجاحات العمل، والاستثمار فى أحلامنا سويا.. لم يكن مجرد زميل عمل، بل كان صديقا حقيقيا- رجلاً يتمتع بالنزاهة، والصدق، والطيبة محبوباً من الجميع الذين عرفوه.. كان يحب بلده وعائلته بعمق، وقاد حياته بروح مليئة بالتفانى تجاه الأشخاص والقضايا التى كان يؤمن بها.. فقدانه يترك فراغاً لا يمكن قياسه، لكن إرثه من الحب والإنسانية والعطاء واستعداده للمساعدة فى أى وقت سيبقى دائماً فى قلبي.
وبذات وتيرة الحزن والأسى تحدث المهندس محمد طنطاوى احد عباقرة مصر الموهوبين فى تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى وقاد عمليات التطوير فى العديد من الشركات العالمية قائلا: جئت من دبى سريعا للمشاركة فى وداع صديقى وحبيبى عمرو رفعت.. عملنا سويا سنوات طويلة.. لم نختلف يوما.. بيننا احلام مشتركة .. حققنا الكثير منها ولم يمهله القدر لتحقيق الباقي.. أفضل سماته الحب والعطاء والتضحية وايثار الاخرين على نفسه.. رأيت فى عمر مكرم العشرات من رموز مجتمع الاتصالات وقياداته السابقين والحاليين.. الكل تجمع على حب عمرو رفعت وهى سمة اساسية حصرية لمجتمع الاتصالات الذى يقترب من الاسرة أو العائلة الواحدة فاذا ألم بأحد افراد العائلة مصاب هرع الجميع اليه.. رأيت وزير الاتصالات الاسبق خالد نجم.. والوسيم العظيم عمر الشيخ.. والمبدع الخلوق محمد النواوي.. والعالم الجليل سمير شاهين.. حتى الخبير التكنولوجى الرياضى الزملكاوى إبراهيم عبدالله لم يتخلف عن وداع رفيقه.. ولما حانت صلاة العشاء هرول الجميع الى صحن المسجد فى صفوف متراصة راكعين ساجدين خاشعين مبتهلين للمولى عز وجل بالدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة ولأسرته ومحبيه بالصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.