التقى مؤخرا الرئيس عبد الفتاح السيسى مع محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم وطالب الرئيس خلال هذا اللقاء بضرورة تطوير العملية التعليمية قبل الجامعية بشكل سريع وبما يتمشى مع متطلبات سوق العمل، وضرورة تأهيل الطلاب وفقا لمعايير الجودة التعليمية.
والحقيقة أن قطاع التعليم فى مصر يشهد تحولات جذرية وعميقة فى إطار رؤية الدولة المصرية 2030، التى تضع التعليم فى صميم أولوياتها.
تسعى الإصلاحات الجارية إلى بناء نظام تعليمى عالى الجودة، قادر على إعداد أجيال قادرة على المنافسة فى سوق العمل العالمي.
تتمثل هذه الإصلاحات فى مجموعة من الإجراءات التى تستهدف تطوير المناهج الدراسية، وتدريب المعلمين، وتحسين البنية التحتية للمدارس، وتوفير التكنولوجيا الحديثة.
كما تشمل هذه الإصلاحات تطوير منظومة التقييم والامتحانات، وتشجيع البحث العلمى والابتكار.
يهدف هذا التوجه إلى بناء نظام تعليمى مرن وقادر على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، وتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة باستمرار.. كما يسعى إلى تحقيق العدالة والإنصاف فى فرص الحصول على التعليم الجيد، وتوفير بيئة تعليمية محفزة للإبداع والابتكار.
ويشكل تطوير المناهج الدراسية لتتماشى مع متطلبات سوق العمل تحديا استراتيجيا للدولة المصرية التى تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة. وتتطلب الثورة الصناعية الرابعة والتحولات السريعة فى سوق العمل إعادة النظر فى أساليب التعليم التقليدية والتركيز على تنمية مهارات القرن الحادى والعشرين لدى الطلاب، مثل التفكير النقدى والإبداع والتعاون وحل المشكلات والتفكير الحسابي.. يجب أن تكون المناهج الدراسية مرنة وقادرة على التكيف مع التغيرات المتسارعة فى عالم العمل، وأن تركز على تطوير المهارات العملية والمعرفية التى يحتاجها سوق العمل.. وتتضمن هذه المهارات القدرة على التعلم الذاتي، والعمل الجماعي، واستخدام التكنولوجيا، والتفكير النقدي، وحل المشكلات المعقدة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تشجع المناهج الدراسية على ريادة الأعمال والابتكار، وأن تزود الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لإنشاء مشاريعهم الخاصة لتحقيق هذا الهدف، يجب على صناع القرار فى مجال التعليم التعاون مع أصحاب العمل والمؤسسات الصناعية لتحديد المهارات المطلوبة فى سوق العمل، وتصميم المناهج الدراسية بناء على هذه الاحتياجات.. كما يجب الاستثمار فى تدريب المعلمين على الأساليب التدريسية الحديثة، وتوفير الأدوات والتكنولوجيا اللازمة لدعم عملية التعلم من خلال تطوير المناهج الدراسية لتتماشى مع متطلبات سوق العمل، يمكننا إعداد أجيال قادرة على المنافسة فى الاقتصاد العالمي.
ويلعب القطاع الخاص دورا حيويا فى تطوير منظومة التعليم قبل الجامعى فى مصر، وذلك من خلال مجموعة واسعة من المبادرات والمشاريع التى تستهدف تحسين جودة التعليم، وزيادة فرص الوصول إليه، وتطوير المناهج الدراسية. ويساهم القطاع الخاص فى تمويل إنشاء مدارس جديدة وتجهيزها بأحدث التقنيات، وتوفير برامج تدريبية للمعلمين، وتطوير مناهج تعليمية مبتكرة. كما يقوم بتقديم منح دراسية للطلاب المتفوقين، ودعم الأبحاث التربوية، وتأسيس مراكز للتميز التعليمي، بالإضافة إلى ذلك، يشجع القطاع الخاص على الشراكة بين القطاع العام والخاص لتطوير التعليم، يساهم القطاع الخاص فى بناء نظام تعليمى عالى الجودة، قادر على إعداد أجيال قادرة على المنافسة فى سوق العمل العالمي، والمساهمة فى بناء مجتمع المعرفة.. ومع ذلك، تواجه الشراكة بين القطاع العام والخاص فى مجال التعليم بعض التحديات، مثل الحاجة إلى وضع إطار قانونى واضح لتنظيم هذه الشراكة، وتوفير الحوافز للمستثمرين، وتحديد الأدوار والمسئوليات لكل طرف.