هل تغيرت السينما المصرية فى العام الذى سيرحل بعد أيام قليلة ؟
وهل استطاعت هذه السينما أن تتقدم برغم كل ظروفها الصعبة فى 2024؟
نعم استطاعت السينما المصرية ان تتقدم ولو خطوة الى الإمام فى العام الراحل لأسباب عديدة أولها هذا الاقبال الكبير من الأجيال الجديدة على العمل فى السينما، ليس فى التمثيل فقط كما قد يعتقد البعض، ولكن فى الكتابة والاخراج تحديدا، وتقديم افلام طويلة وقصيرة، وأيضا الاهتمام الكبير بالسينما الوثائقية التى تعبر عن الحياة وعن ما يدور فيها بلا قيود الصنعة، ولعل الاهتمام الكبير بأفلام مثل «رفعت عينى للسما» عن تجربة لفتيات قرية فى صعيد مصر، وفيلم «ابو زعبل 98» ونجاحه الكبير وجوائزه، وأيضا فيلم «رسائل الشيخ دراز» وفيلم «جولة الميم المملة» وكلاهما لم يعرض فى مهرجان وانما فى سينما زاوية التى تخصصت فى عرض الافلام المختلفة، هذه الأفلام المهمة والرائعة أعلنت بوضوح عن أهمية نوع آخر من السينما ووصوله الى مرحلة النضج فى علاقته بالجمهور الذى لم يكن يقبل عليه سابقا، أما الجديد أيضا فهو الاقبال الكبير على صناعة الفيلم القصير، ومشاهدته، وتخصيص مهرجانات متعددة له بدأت بمهرجان الإسكندرية منذ ست سنوات، والان تعددت مهرجانات الفيلم القصير وآخرها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى لهذه النوعية والذى انتهى منذ أيام، بما يعنى ان الفيلم الطويل لم يعد سيد الموقف وحده.
ودستة مبدعات جديدات
خمسون فيلما طويلا هو عدد أفلام السينما المصرية عام 2024، وعدد من الصعب إحصاؤه من الأفلام القصيرة، ولكن الملفت هنا هو عدد المخرجات الجديدات فى السينما المصرية، والذى يفوق عددهن فى أزمنة أخري، وان كان يتوافق مع دور المرأة المخرجة والمنتجة فى بدايات السينما فى مصر، ومن هنا فقد شهد عام 2024، انتاج افلام قامت باخراجها دستة من المخرجات المصريات واللواتى وجدت ترحيبا كبيرا من جمهور هذه الأفلام، سواء التى عرضت فى دور العرض فقط، أو المهرجانات، وهى افلام «مقسوم» اخراج كوثر يونس، و«سمر قبل آخر صورة» إخراج آية الله يوسف، و«الهوى سلطان» اخراج هبة يسري، و«الفستان الابيض» الذى عرض فى الجونة اخراج چيلان عوف، و«رسائل الشيخ دراز» اخراج ماجى مرجان، و«جولة الميم المملة» عن حياة الكاتب محمد حافظ رجب اخراج هند بكر، و«آل شنب» الروائى اخراج آيتن أمين، و«رفعت عينى للسما» اخراج ندى رياض، و«دخل الربيع يضحك»ا خراج نهى عادل والذى حصل على ثلاث جوائز فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، وفيلم «مين يصدق» اخراج زينة عبد الباقى الذى عرض ايضا فى المهرجان نفسه وفيلمان لم يعرضا فى مصر حتى الان هما «شرق 12» اخراج هالة القوصى الذى يلف مهرجانات العالم ويحصد جوائز عديدة، وأخيرًا فيلم «سنو وايت» اخراج تغريد ابو الحسن، الذى عرض فى مهرجان البحر الأحمر بالسعودية وحصل على جائزتين منذ أيام، وفى النهاية فإن هذا الإقبال على صناعة السينما من مبدعين ومبدعات يعنى ان القادم أفضل وان السينما المصرية تستحق اهتماما أكبر من الدولة، ومن وزارة الثقافة التى تعلم جيدا أزمة دور العرض الان وانه توجد محافظات عديدة بلا دار واحدة للعرض السينمائي، تماما مثل أزمة قصور وبيوت الثقافة التى تحتاج الى ترميم واستعادة، أن قيمة السينما وأهميتها تأتى من كونها أكثر الفنون قدرة على التعبير عن قضايا المجتمع وأيضًا أفراحه، وقد قدمت السينما الكثير لمجتمعنا على مدى يزيد عن قرن من الزمان، ولعل أبسط حقوق السينمائيين اليوم هو بحث مشاكلهم من خلال مؤتمر يضم الجميع، ودعم إبداعهم من خلال رقابة مستنيرة ورقيب مختلف يحل محل الرقيب الذى رحل منذ أيام وكان رحيله مثل عيد بالنسبة لهم.