انظر بإمعان أيها القارئ.. «العزيز».. خاصة أن كنت.. «عربياً».. عليماً بمعني.. «العزة ومتمسكاً بها».. من بعد علمك بأن.. «الإنسان».. كان ظلوما جهولاً حين حمل.. «الأمانة».. «72 الأحزاب».. وهكذا فهمت وأدركت أن جهالة ظلمة النفس وظلمة الجهالة هما.. «مرض الإنسان النفسي».. الحائل بينه وبين عدل ..الحق حكما ..«فى الأرض والناس».. نعم.. حائل بينه وبين بلوغ رضوان الله بالدنيا والأخرة ..«وما بينهما».. نعم.. وقد وصف وشخّص الله لنا ذاك المرض ..نعم.. «إنه الوهن».. أي.. حب زخارف زينة الحياة الدنيا.. «الفانية».. وكراهية لقاء الله بقضاء قدر ..«الموت».. واعتباره فناء ..نعم.. إذن الإنسان المريض بمرض.. «الوهن».. والحاكم علينا ..«الآن».. دولياً بما أسسه ..«اليهود».. الذين كفروا من بنى إسرائيل ..«من».. استبدال الذى هو أدنى بالذى هو خير ..فاستبدلنا ..«الوهن».. بالقتال فى سبيل الله ..نعم.. استبدلنا سياسة ..«مرض الوهن».. بسياسة اقساط حق القصد ..أي.. «بحكم الاقتصاد السياسى».. القاصد احقاق عدل ..«أوامر ونواهى الله».. حكما بكل مجالات الحياة الدنيا.. وهو الحكم الذى به.. «تعمر الأرض بما ينفع الناس».. دنيا وآخرة وما بينهما.
لكن.. ورغم أن خير الحكم قد رتله الله لنا ..«آيات ذكر قرآنى حكيم».. مفصلة دون أدنى تفريط ..ورغم أن ما حملناه من أمانة هو واقع ..«ابتلائى عبودى اختياري».. قام على نتائجه ..«عدل الحساب».. دنيا وآخرة وما بينهما أيضاً ..«وقد رفعت الأقلام وجفت الصحف».. إلا أن ..«الرحمن سبحانه».. الذى دون عظيم فضله وواسع رحمته ..«ما زكى منكم من أحد أبداً».. «21/ النور».. قد جعل لنا سبيل ..»زكاة».. نعم كتب لنا سبيل ..«نجاة».. وهو أنه تعالى كتب علينا ..«ولنا».. القتال فى سبيله وهو يعلم أنه ..«كره لكم».. «216/ البقرة».. وحينئذ.. ربما يتساءل البعض منا فيقولوا ..«أى رحمة تلك وهى كره لنا».. وحينئذ أيضاً.. نقول والقول الحق لله.. «1» جعل رحمة القتال فى سبيله ..«اختياراً مناً».. «2» جعل الاختيار منا.. «بيعة».. بها يشترى الله منا ..«أنفسنا والثمن هو الجنة».. «3» وعجب البيعة الذى تكمن به ..«الرحمة».. هو.. أن ما يشتريه الله ..«هو ملك أصيل له».. مثله مثل الثمن الذى هو ..«الجنة».. وأن ما بينه هو ..«ما لا نملكه».. بل وما نكرهه ..هو قدر قام علينا حقا.. «وهو الموت».. «4» إذن ما هو «فحوى ومضمون».. تلك البيعة والشراء بها ..نعم.. ما الذى نملكه اختياراً وسنبيعه رضاء ..أعتقد أنه ..«حب لقاء الله».. «5» سبحانك يا رحمن.. حين تجعل أعظم رجاءات ..«المؤمن بك المسلم لك».. هو مِلك لاختياره الحر ..«مِلك له».. نعم ..فبالبيعة قال الله ..إن الله اشترى من ..«المؤمنين».. وليس ممن دونهم.
من المهم جداً أن ندرك مفهوم ..»القتال».. الذى ثمنه ..«الجنة».. وعنه نقول ـ والقول الحق لله ـ «1» أن يكون ..قصده الخالص أنه ..«فى سبيل الله».. أي.. فى سبيل ..«الحق».. الذى أمر الله به ..أي.. لرفعة واعلاء العمل.. بأوامر ونواهى الله ..أي.. فى سبيل ما يرضى الله به فى الأرض والناس وبدايتهم رضا وخشوع وقناعة ..«المقاتل».. «2» رضى وقبول المقاتل ..«بأن يَقْتل أو يُقْتل».. «3» ثمنه ثابت ..سواء كان ..«فورياً أو مؤجلا».. وذلك بما كسبه المقاتل من ..اسم وصفة خاصة ..«وهو اسم الشهيد».. ومعنى الشهيد هو أن يشهد الله له بأمرين بالدنيا والأخرة ..وهما لا خوف عليه ولا هو يحزن.. دنيا وأخرة.. أى.. أمان واطمئنان وهو.. يقاتل وحين يحق عليه القتل أو مادام بذات تمسكه بسبيل الله إن لم يحق عليه القتل .. «الفورى».. وتلك من الله .. «شهادة مكتوبة».. «4» حين يحق على ..«المقاتل القتل».. «ا» لا يشعر قط بحدوثه من ..«ألم».. «ب» يجد نفسه بروضة من رياض الجنة ..وليس ضيق قبر تحت الأرض.. «ج» حين تقوم الساعة ..«بفزعها العام».. تتلقاه الملائكة دون أدنى شعور منه بالفزع.. «د» تنقله الملائكة من ..«روضته».. إلى ..«رياض الجنات».. التى أهلها من ..«المقربين».. وكل ذلك دون وقفة انتظار ..«ميزان الحساب».. وذلك كله من معنى ..«سبيل الله».. والله اعلم.
سؤال هام.. ماذا عن من تأتيه ..«منحة القتال المادي».. حينئذ.. أرى والرؤية الحق لله ـ سعة معنى القتال ..«منحة عامة لمن يشاء».. نعم.. «لمن اعتصم بالحق وتمسكه أداء به».. سواء كان ..صانع صنعة ..أو تاجر سلعة ..أو قاضياً بحكم.. أو مدافعاً عن الحق بالكلم المنطوق أو المكتوب ..إلخ.. وقد آمن وأسلم نفسه وعمله ..«لله وفى سبيله».. واتقى الله .. فهو ممن لا خوف عليه ولا هم يحزنون.. دنيا وآخرة وما بينهما ..وهكذا رحمة الرحمن.. وعدله ..والعلم والحكم لله..
وإلى لقاء إن الله شاء