أبداً، لن تنكسر إرادة مصر والمصريين مهما اشتدت الأزمات والخطوب، ومهما واجهوا من تحالفات أهل الشر ومكائدتهم ومؤامراتهم.. فإن الشعب المصرى العظيم كان وسوف يبقى حصن الوطن المنيع.. لم ولن ينحنى إلا لله عز وجل، مهما كلفه ذلك من تضحيات بالنفس والمال.. ليبقى الوطن شامخاً ولو كان الثمن أرواحنا فداءً.
هذا ما ينطق به المواطن المصرى فى ضميره.. وبينه وبين ربه.. لم ولن يهتز هذا المواطن أمام الحروب النفسية وحملات الكذب والخيانة والتشويه والحقد والكراهية.. ولم ولن يقف فى عضده تكالب قوى الإرهاب وذبابهم الإلكترونى وشائعاتهم المليونية التى تنطلق ليل نهار، تزرع اليأس والقنوط والفُرقة.. لكنها أبداً لن تفلح.. فقد أصبحت تجارة خاسرة بائرة.. رصدها المصريون واختبروها، وسقطت الشائعات ومطلقوها ومروجوها وممولوها فى بئر الخيانة أمام قلب وعقل وضمير كل المصريين.. فكانت صلابة المصريين واصطفافهم الوطنى خلف قيادتهم وجيشهم تضرب الأمثال.. ولولا صلابة معدن الشعب المصرى وقوة إرادته واصطفافه بكل قوة خلف الرئيس الراحل الزعيم جمال عبدالناصر ورفضهم الهزيمة وقبول التنحى فى ٩ و10 يونيو، ما كان يمكن لمصر أن تقف على قدميها بمنتهى السرعة وتحقق نجاحات مشهودة فى حرب الاستنزاف.. ولما كان أيضا العبور العظيم لمصر فى 1973 ونجاحها فى اجتياز خط بارليف المنيع فى 31 نقطة حصينة وقهر الساتر الترابى الرهيب بطول 175 كيلو متراً وبارتفاع يتجاوز 15 متراً ويتم تحرير آخر سنتميتر من الأرض المصرية.
ولولا اصطفاف الشعب المصري، ما كان يمكن أبداً »خلخلة« حكم الإخوان المجرمين خلال أقل من عام أسود فى حكمهم الذى اعتمد سياسة الإقصاء والتخوين وأخونة مفاصل الدولة والمناصب للإخوان ومحاسيبهم ومعاداة المؤسسات الوطنية.. ومحاولات هيكلة الشرطة والجيش والقضاء، وكانوا يخططون للحكم أجيالاً بعد أجيال.. لكن الشعب المصرى البطل كان لهم بالمرصاد، فأفسد كل مخططاتهم.. وكانت ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو المجيدة خير دليل وبرهان على عظمة هذا الشعب وقدرته على صنع المستحيل.. إنه أبداً لا ينهزم ولا يستكين ولا يلين.. ولولا اصطفاف الشعب المصري، ما كان يمكن للحرب على الإرهاب أن تنجح.. ولولا صلابة الشعب المصرى وصبره وتحمله، ما كان يمكن لمصر أن تشيد هذه البنية التحتية العملاقة، من طرق وموانئ ومطارات ومستشفيات ومراكز طبية عملاقة، جامعات حكومية وأهلية وتكنولوجية ودولية، 28 مدينة ذكية جديدة للجيل الرابع والجيل الخامس وتأخذ بأحدث تكنولوجيا العصر، عاصمة إدارية جديدة، 25 محوراً على النيل يربط شرق الصعيد بغربه وطرق طولية شرق النيل وغربه وسكك حديدية تمتد طولاً وعرضاً.. انتقالاً بالخير والأمل والتنمية إلى ربوع سيناء عبر ٦ أنفاق تمتد إلى العريش شرقاً ومنها تنطلق جنوباً نحو وسط شمال سيناء والمناطق القاحلة وحتى طابا بطول 500 كيلو متر.. وقبلها تتأجج مشاعر المصريين احتفالاً بإنجاز قناة السويس الجديدة خلال عام، إلخ.
ولولا إرادة هذا الشعب العظيم، ما كان هذا الإجماع الدولى على ريادة التجربة المصرية فى اجتثاث فيروس »سي« واعتبارها نموذجاً يجب على العالم أن يحتذى به، ونجاح حملة »100 مليون صحة« وإنهاء قوائم الانتظار للأمراض والجراحات الدقيقة والحرجة، والاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، والأمراض غير السارية، وإدماج ذوى الاحتياجات الخاصة فى المجتمع وإعادة الاعتبار لهم ومعاونة ذويهم.
لقد أثبت الجيش المصرى دوماً أنه نبت طيب طاهر نقى لهذا الشعب المصرى العظيم الأبي.. ومنذ عهد الفراعنة وحتى تأسيس الدولة المصرية الحديثة على يد محمد على باشا، أكد الجيش المصرى أنه بحق خير أجناد الأرض.
الجيش المصرى بحق، هو أقدم الجيوش النظامية فى العالم، تأسس قبل أكثر من 5200 عام وكان ذلك عام 3200 قبل الميلاد بعد توحيد الملك نارمر لمصر.. فأصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة الملك.
لا أريد التوقف كثيراً أمام عظمة جيش مصر منذ القدم.. فهذا »تحتمس الثالث« أول امبراطور فى التاريخ، وأحمس قاهر الهكسوس.. وكان المصريون الجزء الأعظم فى جيش صلاح الدين الأيوبى وتحرير القدس من أيدى الصليبيين.. وبالمصريين أيضا تمت هزيمة المغول بقيادة القائد قطز.. وهذه معركة مجدو 1468 قبل الميلاد ضد القادشيين ومعركة قادش 1285 قبل الميلاد بقيادة الملك رمسيس الثاني.. ومعركة حطين عام 1187؟.. وعين جالوت 1260؟.. ومعركة عكا 1831؟، وقونيا 1832 وغيرها كثير.
وفى تاريخنا الحديث الدرس والعبرة.. فإن الشعب المصرى العظيم كان دائماً الحصن الحصين لهذا الوطن بالتكاتف والتوحد مع جيشه وخلف قيادته.
ولولا اصطــفاف الشــــعب المصرى خلف جيشه وقيادته، ما كان نصر مصر الكبير ضد ثلاث من أكبر قوى العالم، انجلترا وفرنسا واسرائيل عام 1956.
قالها الرئيس السيسى فى قاعة مجلس النواب:
لقد أثبت هذا الشعب دوماً عظمته وعراقته وكبرياءه، وبرهن بلا أدنى شك على تفرده فى صناعة الحضارة وكتابة التاريخ، وأكد صلابته وسلامة معدنه وهو يواجه بكل جسارة المخاطر تحيق بدولته من الداخل والخارج.. فإن دولتنا تواجه أعتى التحديات، وتجتاز أشق المصاعب وتقهرها.
إننا ماضون قدماً فى مشروع وطنى لبناء الدولة الحديثة.. ولن نسمح لأحد أن يعرقل مسيرتنا نحو البناء السياسى والتقدم الاقتصادى والنهوض الاجتماعى والثقافى والمعرفى والتكنولوجي.. فقد قرر المصريون إنفاذ إرادتهم ولن يثنيهم عن إرادتهم كائن من كان.
وقالها الرئيس: أنا والشعب.. نحن واحد ولسنا اثنين.. أقولها لكل من يتوافق أو لا يتوافق معي، وأقولها بكل الصدق: إن ما تواجهه الدولة المصرية شعباً وجيشاً وحكومة وقيادة ومؤسسات من تحديات جسام، خطيرة وغير مسبوقة، تفرض على الجميع أداء استثنائياً ومسئولية تاريخية تتضافر فيها الجهود كل الجهود، لكى يبقى الوطن شامخاً.. شاغلنا الشاغل، المصلحة العليا لهذا الوطن، بتكاتف كل قوى المجتمع بكل أطيافه وألوانه ومشاربه.. وتبقى مصر.. ولا تنقطع الكلمات.. ونتواصل فى العدد القادم بإذن الله تعالي.