المجتمعات السوية تختلف ولا شك عن غيرها من المجتمعات التى تحدد مسارها قوى الشر والكراهية والحقد والحسد.. والمجتمع السوى ولا شك.. يقام على مبادئ واضحة وثابتة لعل أهمها الصفاء النفسى ومكارم الأخلاق.
من هنا.. يأتى وقت على القيادة الحكيمة العادلة تصدر فيه أكثر القرارات الحاسمة والحساسة..وهى واثقة أبلغ الثقة فى أن الجماهير سوف تلتف حولها أكثر وأكثر .. لتعد عدتها بعد أن عاشت معها سنوات وسنوات..
أقول ذلك بمناسبة القرارات المتتالية التى يصدرها الرئيس عبدالفتاح السيسى بالإفراج عن بعض المحكوم عليهم أو الذين مازالوا يمضون عقوبة الحبس الاحتياطى والتى لم تكن متوقعة من الكثيرين.
ولعل ما يؤكد ذلك ويظهره للعيان تلك القائمة التى صدرت بالأمس والتى ضمت 54 شخصا من المحكوم عليهم من أبناء سيناء..!
بصراحة.. «الأخوة السيناويون» نزل عليهم هذا القرار بردا وسلاما.. وسط تلك الغيوم التى يعيشها المجتمع الدولى بصفة عامة والأجواء المحلية فى مصر والتى شهدت من قبل الإفراج عن 3610 بمناسبة الاحتفالات بنصر أكتوبر وفيما بين القرارين تم رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرهاب والكيانات الإرهابية.
>>>
أيضا وأيضا.. فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يعيش نبض مواطنيه يعرف آمالهم وأحلامهم ومشاكلهم على بينة ولا شك من مستوى الخدمة التى تقدم لهم فى شتى المجالات والتى تبذل الدولة أقصى جهودها لتحسينها أولا بأول ورغم ذلك فمازالت بعض فروع هذه الخدمة أقل من المستوى المطلوب وبالتالى جاء تكليف الرئيس لعدد من الأشخاص بالاتصال بمصادر هذه الخدمات أولا بأول وتقديم تقرير بنتائجها للرئيس شخصيا الذى أشار إلى أنه قد يكون هو واحداً من المتصلين على سبيل المثال بمرفق الإسعاف أو شرطة النجدة أو شرطة المطافئ.
وأنا شخصيا أصدقكم القول بأن هذا الأسلوب الجديد سوف يؤدى إلى تحسين مرافق الخدمات تلقائيا وانتظروا كيف سيصير إليه الحال بعد تنفيذ التجربة بفترة زمنية قصيرة..!
>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فيمكن القول إن أهم المقاصد السياحية على مستوى العالم قد عادت ثانية إلى دائرة الضوء..
أقصد مصر الواعدة التى تدفق عليها سياح كثر للاحتفال على أرضها وبين دروب آثارها وعلى ضفاف بحارها بعيد الكريسماس وقد وجد هؤلاء السياح ما كانوا ينتظرونه منذ سنوات وسنوات.. معلنين ومؤكدين على أنهم سيكونون من أهم وسائل الدعاية والترويج لمصر فى شتى بلدان العالم.
>>>
على الجانب المقابل فإن مصر التى كانت وستظل موضع تقدير وإعجاب وإشادة الشرق والغرب فهناك للأسف من لا يريدون أن يتعلموا أو يعترفوا بالفضل وأقصد بهم الإسرائيليين الإرهابيين الذين مازالوا مصرين على تنفيذ تهديداتهم بإبادة الفلسطينيين وفى سبيل تحقيق هذا الغرض المؤسف والمستفز والإجرامى لم يوقفوا عمليات القتل والتذبيح وانتهاك الحرمات وللأسف تحوًّل المجتمع الدولى كله إلى ما يشبه «عداد التاكسي» حيث يقوم نتنياهو صباح كل يوم بارتكاب مجزرة ضد أهالى فلسطين فى غزة بحيث تحوًّل المجتمع الدولى كله إلى إحصاء عدد الشهداء والجرحى والمشردين وسط صمت مقيت وما من مغيث.
يا أيها السادة الأمريكان.. ويا أيها المنادون بالسلام والأمن فى كل مكان.. بالله عليكم إلى أى مدى ستظلون تنظرون إلى تلك الجرائم الفاحشة بغير حراك أو سبيل واحد من سبل المواجهة والاعتراض والتهديد والوعيد؟!
وطبعا لا حل ولا أمل ولقد وصل غرور وصلف وجبروت سفاح القرن بنيامين نتنياهو إلى الاعتراف فى بجاحة واستفزاز بأنه وراء اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى قلب العاصمة الإيرانية طهران كما أنه مشارك مشاركة فعًّالة فى إسقاط حكم بشار الأسد.
بديهى .. هذا الكلام كفيل ببث نوازع الخوف فى نفوس البشر ومع ذلك لم يتراجع الفلسطينيون ولم يهنوا ولم يهرولوا إلى خارج منصات الحرب.
>>>
والآن.. اسمحوا لى بالتوقف قليلا أمام بعض أحوال مصر والمصريين وسعيهم الحثيث نحو كل درجات التفوق والنجاح..
ولقد قرأت بالأمس خبرا يقول إن وزير الاستثمار حسن الخطيب يؤكد أن الدولة تعمل على تسهيل حركة التجارة الخارجية وبالتالى تسهيل إجراءات الإفراج الجمركى وأولها إنهاء هذه الإجراءات فى فترة لا تزيد على يومين فقط ..
وأرجوكم سوف أعلق أنا شخصيا على هذا الخبر وأجزم للوزير بأنى سمعته وتابعته وصدقته منذ أكثر من ستين عاما بالتمام والكمال.. وبتوضيح أكثر أقول إنى كنت أعمل محررا للطيران فى هذه الصحيفة الغراء «الجمهورية» فى أوائل الستينيات وكنت حينما أذهب إلى صالة البضائع فى جمرك مطار القاهرة بين كل شهر وآخر كان رئيسها يستقبلنى مرددا هذه العبارة التى تتضمن الإفراج عن البضائع خلال يوم واحد وها هى الأيام والشهور والسنوات تمر والحال هو الحال..
لذا لزم التنويه..!
>>>
أخيرا.. ها نحن ننتظر مع المنتظرين حلول عام جديد كل ما نرجوه منه أن يكون لنا مؤيدا ونصيرا لأحاسيس الحب والصدق والإيمان.. وتأكدوا .. تأكدوا أن هذه المشاعر إذا خرجت للنور من رحم النوايا الحسنة والعقول الناضرة والقلوب الخلاقة التى تدق بكل إيمان ويقين فسوف تؤتى من الثمار ما هى بالفعل تريح الأبدان وتعكس أحسن وأحلى مظاهر وأشكال العصف والريحان.
>>>
و..و..شكرا