اشتهرت مصر دون غيرها بكتاتيب تحفيظ القرآن الكريم فى القرى والمدن والنجوع. الثابت أن الكتاتيب انتشرت فى ربوع مصر منذ دخول سيدنا عمرو بن العاص رضى الله عنه إليها. وفيها تم تحفيظ القرآن الكريم واللغة العربية ومبادئ الحساب وخصص لها الأغنياء وقفيات للإنفاق عليها واستمرارها. وقد كانت كل قرية تضم ما بين 6 إلى 8 كتاتيب. وفى دراسة بعنوان «مسيرة التعليم فى مصر من الكتاتيب إلى المدارس الدولية» وثقت الباحثة رضوى منتصر الفقى نشأة الكتاتيب والتى مرت بعدة مراحل بداية من العصور الإسلامية الأولى بمصر حيث كانت المساجد تؤدى دورها المنوط بها فى تحفيظ القرآن الكريم وأنه كان حجر الأساس فى بذرة التعليم. ولقد كانت الكتاتيب هى المنفذ الأصيل للتعليم بالأزهر الشريف ومدارس التربية والتعليم حتى وقت قريب. كتاب سيدنا وفلكته والخرزة التى كان يحملها فى يده ذهابًا وإيابًا هما من خرجوا الأفذاذ.
الذكريات كثيرة لا يمكن أن ينساها من وطئت قدماه الكتاب لا يمكن اغفال دور سيدنا فقد كان مدرسة متكاملة، ويا ويله ويا ظلام ليلته من تخلف دون عذر قهرى. كتاتيب زمان لماذا لا تعود فى المساجد من خلال التوسع فيها وفى البيوت من خلال المحفظين نحن أحوج إلى كتاب زمان فقد كانت مخرجاته مثمرة. دعونا نعيش فى جلباب الآباء والأجداد. فى الزمن الماضى رأينا الجهابذة فى كل العلوم وقد بدأوا رحلة العطاء بكتاب القرية ومن منا لم ينله الجزاء الرادع لأنه تقاعس وأهمل فى حفظ اللوح أو لأنه انشغل عن الماضى والقدر المحفوظ من قبل. الشيخ والعريف كانا محور نجاح الكتاتيب أما عن الشيخ فهو سيدنا من يقوم بالتحفيظ أما العريف فهو الرجل الثانى من يقوم بالمراجعة ويقوم بدور سيدنا عند غيابه ولا يمكن إنكار دور السيدات فى تحفيظ كتاب الله ورحم الله الشيخة توحيدة عثمان وقد لقبت بخادمة القرآن الكريم وقد ولدت بقرية الشرقاية مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية عام 1935 وأتمت حفظ القرآن فى عمر تسع سنوات وعملت محفظه بالمعهد الأزهري. وجعلت من بيتها كتابًا صغيرًا للتحفيظ تحت إشراف الأزهر الشريف، تفرغت لتحفيظ القرآن ولم تتزوج وكان لها ورد يومى مقداره عشرة أجزاء من كتاب الله. خطوة طيبة تدشين نسخة الكتاتيب فى زمانها الزاهر واليانع والوارف. لو أمعنا النظر سنجد أن غالبية العلماء والأدباء والأطباء والمهندسين والصحفيين وغيرهم من قادة المجتمع كان لهم حظ وافر فى تلقى العلم فى بداياته من خلال هذه الكتاتيب. نعم كتاتيب زمان. حفظ الله مصر أرضًا وشعبًا وجيشًا ورئيسًا.