كلما اقتربت أيام عام جديد.. كان شغفنا ان نعرف ماذا تم انجازه سياحيا فى العام الذى اقتربت أيامه على الرحيل.. وقد تعددت التصريحات التى تشير الى أن عام 2024 قد تحققت فيه زيادة فى أعداد السياح بنحو 5 % رغم الأوضاع المحيطة بمنطقتنا والمؤثرة بلا شك على حركة السياحة العالمية.. ولكن الرقم الحقيقى لن يعرف بالطبع الا فى بدايات العام الجديد.. وان كانت كل التوقعات تشير الى تخطى رقم عام 2023 وكان قد وصل الى 14.9 مليون سائح..
ومن التوقعات أو التنبؤات المنشورة ما نسب الى وكالة فيتش عن وصول السياح الزائرين لمصر فى عام 2024 الى 15.9 مليون سائح.. وان عام 2025 سيزيد بمعدل 5.5 ٪ ليصل العدد الى 16.8 مليون سائح فى عام 2025 ويستمر بعد ذلك فى الزيادة بمعدل سنوى بنسبة 4.8٪ ليصل فى عام 2028 الى 18.8 مليون سائح..
وتتوقع فيتش أيضا أن يحقق عام 2024 دخلا سياحيا يصل الى 17.4 مليار دولار.. وكان قد وصل الى 13.2 مليار دولار فى عام 2023.. ومن المتوقع أن يصل فى عام 2028 الى 19.8 مليار دولار..
وترى فيتش ان مصر تتمتع بشعبية كبيرة كمقصد مفضل فى الشتاء باعتبارها بلدا مشمسا وشواطئه دافئة فى الشتاء وأن مصر تقع فى نطاق الرحلات المتوسطة من أوروبا.. حيث تلقى الرحلات طويلة المدى عزوفا.. فتكون مصر هى الخيار الأفضل للكثيرين فى أوروبا.. ولهذا ترى فيتش ـ توقعا ـ أن يصل عدد السياح الزائرين لمصر فى عام 2025 والقادمين من أوروبا.. الى حدود 9.8 مليون سائح.. وهذا الرقم يفوق الرقم الذى تحقق فى عام 2019 قبل جائحة كورونا وكان 8.4 مليون سائح من أوروبا..
كما ترى فيتش ان مصر تعتبر كذلك دولة محببة للسائحين الروس.. كما أن العقوبات الموقعة على روسيا تحد من قدرة سائحيها على الاختيار من الوجهات المتعددة.. ولهذا فان مصر ستظل مقصدا مرغوبا فيه من السياح الروس..
وتتوقع فيتش ان تزداد أعداد السياح الوافدين الى مصر من منطقة الشرق الأوسط لتصل الى 3.7 مليون سائح فى عام 2025 فى مقابل 3.2 مليون سائح فى عام 2019 قبل جائحة كورونا..
كما تتوقع ايضا ان تظل السعودية المصدر الأكبر للسياح الزائرين الى مصر من الدول العربية فى الأعوام من 2024 الى 2028 لما يربط مصر والسعودية من روابط تاريخية وثقافية وقومية الى جانب قرب مصر من السعودية مما يجعلها وجهة مفضلة لدى السعوديين.
وكما نرى فان التنبؤات السياحية لمصر كلها ايجابية.. ولكن الملاحظ أن نسبة الزيادة السنوية فى أعداد السياح قد انخفضت وأصبحت فى حدود 5 ٪.. وكنا طوال سنوات عديدة نحافظ على نسبة زيادة سنوية تتراوح بين 18 ٪ و٢٢٪.. ولكن الظروف الجيوسياسية والاضطرابات التى اصبحت تميز منطقة الشرق الأوسط اصبحت تؤثر بشكل واضح على معدلات الزيادة..
ولكننا من ناحية أخرى لابد أن نبحث فى مختلف العوامل التى تؤثر على نسبة الزيادة السنوية ، ولا نركن الى التعليل السهل وهو الظروف الجيوسياسية.. فربما هناك عوامل أخرى كانت تزيد من نسبة الزيادة السنوية.. ولكنها تأثرت.. وهناك على سبيل المثال تكرار الزيارة.. فتكرار زيارة السائحين هو الذى يرفع من النسب السنوية للسائحين بشكل كبير.. وهو الذى يراكم الزيادة عاما بعد عام مع كل سائح جديد يعود مرة أخرى ويضاف الى سابقه الذى يعود كذلك.. وهكذا.. أما ان تعرض السائح لتجربة سلبية فإنه لن يعود مرة أخري.. والأخطر أيضا أنه قد يوحى لغيره بألا يزور مصر..
من هنا تبدو أهمية الجهود الرامية الى تحسين التجربة السياحية بالنسبة للسائحين.. وتلافى أى سلبيات قد تؤثر على انطباعاتهم عن رحلتهم..
جانب آخر فى تناقص نسبة الزيادة قد يعود الى تناقص حملات الترويج لمصر.. أو عدم فاعليتها.. أو عدم تقديمها فى الوقت المناسب.. أو عدم اختيار الوسيلة المناسبة.. أو عدم ملاءمة المادة المستخدمة فى الترويج.. وأظن أن هذه كلها عوامل تحتاج الى التوقف طويلا عندها واعادة دراستها وتحليلها.. والبناء على ما يتم التوصل اليه من نتائج..
على أى حال.. علينا أن ننتظر حتى تعلن النتائج الرسمية لحصاد عام 2024 سياحيا من حيث أعداد السياح.. ولياليهم السياحية التى امضوها فى مصر.. وما تحقق من دخل سياحي..
رحلات البحر المتوسط
ميناء الاسكندرية استقبل فى عام 2024 نحو ثلاثين باخرة بركاب من البواخر العاملة فى رحلات بين موانئ البحر المتوسط.. وهى بواخر تعمل على خطوط عديدة معظمها من ايطاليا واليونان.. ولو افترضنا ان موانينا وضعت على جداول رحلات عدد من هذه البواخر.. ولو حتى شركتين فقط.. فان معنى هذا أن تستقبل رحلة أسبوعية من كل باخرة ليتجاوز عدد مرات دخول هذه البواخر ميناء الاسكندرية المائة رحلة.. واختصار العدد الى 30 رحلة فى السنة.. معناه اننا لسنا ضمن جداول عمل هذه البواخر.. وانها رحلات عارضة لمرة واحدة أو أكثر.. ولكى تعود هذه الرحلات الى ميناء الاسكندرية وكذلك ميناء بورسعيد علينا أن نبحث فى كيفية جذب هذه الخطوط الملاحية لادراج هذين الميناءين فى جداول رحلاتها.. ونقدم بعض الاغراءات أو الميزات سواء للركاب أو الخطوط الملاحية نفسها وبواخرها.. بحيث تجد هذه الخطوط الملاحية مصلحة لها فى المرور بالاسكندرية.. والتى من خلالها نستطيع أن نجذب مليون سائح ينعشون السياحة فى الاسكندرية وبورسعيد.. وتمتد رحلاتهم الى القاهرة ايضا..