أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى مصدر من مصادر الطاقة السلبية فعقب تتبعى لما يتداوله وينشره البعض فى مختلف جوانب الحياة تبين لى مدى النظرة السلبية لبعض الأمور فى الحياة وهو ما دفعنى لكتابة هذا المقال، فبداية البعض يتحدث عن غدر أقرب الناس له سواء تمثل فى فرد من أفراد العائلة أو من الأسرة أو الصديق أو الحبيب أى من الأشخاص المقربين للإنسان والكل تعرض لذلك ولكن البعض فقط من تمعن فى سبب حدوث ذلك؟! فالسبب الرئيسى هو ارتفاع سقف التوقعات لمن أمامنا سواء تمثل فى أشخاص أم أحداث، والحل بكل تأكيد هو خفض سقف التوقعات وتوقع غير المتوقع وتعود على ألا تتعود والاستعداد لذلك حتى لا يصبح صدمة تؤثر على حياتك وان حدث ذلك فاستغل ذلك الصدمة فى تصحيح مسارك وتغيير نظرتك للعديد من الأمور فى الحياة، فيصبح ما كان صدمة بالأمس متوقع فى المستقبل.
البعض يتحسر على الماضى ويجعل الماضى حاضرا ويصطحبه معه للمستقبل فبكل تأكيد سيؤثر الماضى على المستقبل، فرسالتى لهؤلاء الماضى مضى وأصبح ذكرى وحتى لا يؤثر على الحاضر والمستقبل لا تتذكره بأحداثه السلبية بل اجعله أداة قوة ومصدر لإصلاح ذاتك وأخطائك وكأنه الماضى بأحداثه وناسه درس للحاضر والمستقبل حينها ستنظر للماضى نظرة شكر وامتنان لأن لولاه لما أصبحت ما أنت عليه الآن شخص قوى الإرادة لديه ثقة بالنفس قادر على التعامل مع المستقبل بشكل أفضل، بخلاف ذلك تستطيع أيضاً تغيير الحاضر، تستطيع تغيير العمل إذا لم تجد ذاتك فيه، تستطيع تغيير الأشخاص الذين لا يدعموك ولا تشعر بالراحة معهم، تستطيع تغيير دائرة المقربين والمحيطين بك، فلك الحرية الكاملة فى جلب السعادة لذاتك بأبسط الأشياء وأدق التصرفات، فلست مجبراً على شيء تذكر ذلك!
البعض الاخر لا يعرف ماذا يريد وهناك من يعرف ماذا يريد ولكن لا يعرف كيف يحصل على ما يريد فكلاهما يفتقد كيفية اتخاذ القرار بحياته، فهناك عوامل وصفات يجب أن يتحلى بها الشخص كى يستطيع اتخاذ أى قرار بحياته ولا يصاب بالتردد والحيرة التى من الممكن أن تؤثر سلباً على حياته وطاقته النفسية، فبداية يجب أن يعرف الشخص ماذا يريد جيداً ومقتنع بذلك، ثانياً يجب أن يجمع ما بين التمعن فى التفكير والسرعة فى اتخاذ القرار، ففى بعض الأمور عندما يطيل الشخص مدة اتخاذ القرار وتنفيذه يترتب على ذلك خسارات فادحة لا يستطيع تفاديها، فعنصر الوقت مهم بحياتنا ويجب أن يتعلم الشخص جيداً كيف يستخدم الظرف الزمنى متي، فقد يصاب الشخص بجرح ولا يتخذ قرار علاجه الفورى ويماطل فى اتخاذ قرار علاجه ظناً منه أنه يفكر كثيراً ولا يعلم أن زيادة المدة فى اتخاذ القرار من الممكن أن تصل إلى البتر!
فالحياة عبارة عن مغامرة للحصول على الحياة ولكى يعيش الإنسان بسعادة يجب أن يتحلى بقوة ذاتة ونفسية تجعله يتحمل ما يحدث له من صدمات وعقبات وعوائق ويعرف كيف يتعامل مع تلك الصدمات، ويتعلم كيفية تحويل الأحداث والمواقف السلبية إلى ايجابية، يتعلم أن لا شيء فى هذه الحياة يحدث مصادفة بل كل ما يحدث قدر مقدر من الله سبحانه وتعالى حتى لو ظن الإنسان أن ما يحدث صدفة! من الممكن ألا يعرف الشخص حينها لما حدث ذلك لكن بكل تأكيد مع مرور الوقت يعرف لماذا حدث ذلك، ويتعلم أيضاً أن يستمد ثقته من الله ثم نفسه ولا ينتظر الدعم من الآخرين بل من ذاته، فبداخل الإنسان قوة خارقة إن علمها استطاع أن يفعل الكثير ويجتاز جميع مشاكل الحياة المعنوية منها قبل المادية وتذكر ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وكل شيء وقع بإرادة الله وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة التى بها الخير المطلق.