تواصل «الجمهورية» الحوار حول الرسائل المهمة التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى من أكاديمية الشرطة خلال حضوره كشف الهيئة للطلبة المتقدمين لكلية الشرطة
رسائل الرئيس التى شملت كل الملفات أجابت عن اسئلة مهمة فى الشارع حول التحديات التى تواجه الدولة إقليمياً وداخلياً، وكشفت أيضا عن رؤية الرئيس للتعامل مع هذه التحديات.
كان فى مقدمة الرسائل الرئاسية التحذير من الخطر الذى يهدد مصر بسبب الشائعات ونشر الأكاذيب وكيف تتم مواجهتها.
الرئيس تحدث بصراحة مؤكداً أن الاستهداف لمصر لن ينتهى ولن يتوقف، وعلينا أن ندرك ذلك، كما أن الأوضاع الإقليمية الصعبة تستوجب التكاتف بين أبناء الوطن.
وطالب الرئيس الجميع بالحذر جداً جداً جداً لأن خصوم مصر لا يريدون لها أن تقوم أو تنجح، ويعلمون أن معدلات النمو لو استمرت بهذا الشكل فسوف تكون مصر فى منطقة أخرى خلال 10 سنوات.
كشف الرئيس رؤيته الواضحة للدولة المصرية، سواء ما تحتاجه من موازنات يجب ألا تقل عن 50 تريليون جنيه سنوياً، وما تتطلبه من عمل لا يتوقف فى كل المجالات، وكذلك تغيير فى فكر الشباب للتعليم والتخصصات.
تحدث الرئيس عن حقيقة ما يشاع عن مبانى الحكومة ليؤكد أن كل هذا يتم من حساب شركة العاصمة الإدارية التى يبلغ رصيدها الآن أكثر من 80 مليار جنيه بالإضافة إلى مستحقات تزيد على 160 ملياراً لدى المطورين.
رسائل رئاسية كثيرة أكدت أن الدولة المصرية تسير فى الاتجاه الصحيح، لكن علينا الحذر لأن التحدى كبير.
معركتنا هى بناء الوعى لشبابنا
سالم: هدف المغرضين هز الثقة بين المواطن والدولة
عزام: سلامة الجبهة الداخلية للدول لحمايتها هى التحدى الأكبر
هناء محمد وشادية السيد
لا يختلــف اثنــان عــلى أهمــية رسائـــل الرئيس عبدالفتاح السيسى للمصريين، لانها بالفعل تمثل رؤية لسلاح يمكن أن نواجه به الخطر الذى يهدد الدولة والتحديات المحيطة بنا فى ظل حالة الاستهداف الواضحة، والعدو لا يريد لنا أن نتقدم خطوة واحدة.
اللواء نصر سالم – خبير إستراتيجى يقول إن ما حدث فى سوريا يجعلنا ننتبه جيداً ان عدونا الأخطر دائماً من الداخل وهو الذى يستطيع هز الثقة وبث الشائعات المغلوطة فما حدث فى سوريا كان نتيجة لانتشار العديد من المواطنين الذين استطاعوا غلط المفاهيم لدى السوريين مما جعلهم يشاركون فى اسقاطها ومن هنا نقول إن أكبر عدو لأى إنسان التقدير والفهم الخاطئ الذى يجعله لا يستطيع التفرقة بين الصح والغلط حيث نرى أصحاب أفكار متطرفة كارهين يتمنون حدوث مثل الذى حدث فى سوريا بمصر هل هذه هى الوطنية؟
نعم لا.. لذا من الضرورى الانتباه لهم ولغيرهم الذين يرغبون فى زعزعة الأمن واسقاط البلاد.
يضيف سالم ان معركتنا الآن معركة وعى من الدرجة الأولى لأولادنا وشبابنا ومن الواجب محاورتهم ومناقشتهم ومعرفة مشاكلهم والعمل على ايجاد حلول جذرية وسريعة لها وطالما اننا نبنى قدراتنا التى هى درع لأعدائنا وبما اننا نقوم بتنفيذ إستراتيجية الردع فلن نكون لقمة سائغة فى فم أى عدو فنحن الآن كالجسد الذى يمتلك مناعة قوية والأعداء كالميكروبات المتحوصلة التى ستنتشر وتهاجم لحظة ضعف ولو بسيطة ومن هنا لابد أن ننتبه جيداً لكل مفاهيمنا، فمعركتنا الآن معركة وعى من الدرجة الأولى والعلم ثم العلم والعلماء حيث يجب أن تكون هناك انتفاضة فى العلم لأقصى درجة فالحروب الهجينة والأجيال الجديدة كلها تعتمد على العلم فالأسلحة القديمة كالطائرات والدبابات وغيرها تعد الآن أقل الأسلحة دماراً فالثورة والحرب القادمة حرب علماء وان لم ننتبه لها سنكون من الخاسرين.
دكتور محمد عزام استشارى إدارة التكنولوجيا يوضح أننا نواجه الكثير من التحديات والتغيرات التى تحدث بالعالم على المستوى الاقتصادى والجيوسياسى بدأت بجائحة كورونا التى تسببت فى أزمة اقتصادية كبيرة تلاها الأزمة الروسية – الأوكرانية التى أدخلت العالم فى مشاكل كبيرة جدًا متعلقة بسلاسل الإنتاج والاضطراب الاقتصادى وتخفيض نسب النمو الاقتصادى بكل الدول وصولاً لأزمتى غزة وسوريا وما تبعهما من اضطرابات أمنية تهدد مصر بشكل كبير هذا بالإضافة إلى ما تتعرض له مصر منذ عام 2013 بعد إزاحة الإخوان من المشهد فنحن نواجه حملة ممنهجة للفرقة وتأليب الرأى العام واستخدام السوشيال ميديا فى التشكيك وخلق صورة ذهنية مختلفة ومغايرة للواقع وبث الشعور باليأس والاحباط بين المواطنين وبالتالى أصبحت سلامة الجبهة الداخلية وحمايتها من التفكيك هى التحدى الأكبر الذى نواجهه فى الوقت الحالى مضيفاً أنه يجب علينا جميعًا العمل على زيادة الوعى لدى المواطن فى ضوء المصارحة المستمرة من الدولة حتى يستطيع المواطن التفرقة بين الحقائق والشائعات ومواجهتها، فالشائعات هى الخطر الأكبر، وكل الاحصاءات الراصدة تقول إن حجم الشائعات ضد مصر يتزايد.
يرى أن الاهتمام بنوعية التعليم استعدادًا للمستقبل من أهم رسائل الرئيس فالمستقبل يبدأ من اليوم فنحن بحاجة إلى تغيير مفاهيمنا عن التعليم حيث يرى المواطنون أن التعليم مسئولية الدولة فقط وفى الحقيقة أنه أصبح مسئولية فردية فى ظل عصر التطور التكنولوجى والمعلومات المفتوحة ومصادر المعرفة المتاحة للجميع فالجهل فى عصر ما بعد جوجل هو الاختيار وليس العكس فلم نعد بحاجة إلى التعليم التقليدى الذى أصبح فى طريقه إلى الزوال والتطور والتسارع يفرض علينا معلومات جديدة بصفة دائمة وبالتالى لم تعد أى مؤسسة تعليمية تستطيع مواكبة ذلك فى أى دولة بالعالم ويقتصر دورها على منح الطلاب الأساسيات العلمية ولكن التعلم المستمر هو التحدى الحقيقى أمام كل فرد بغض النظر عن المرحلة العمرية والخلفية الاجتماعية والاقتصادية.
الدكتور ماجد عثمان- مدير مركز المعلومات والاتصالات يقول إن ما تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته لأكاديمية الشرطة رسائل اهمها خطر الشائعات التى يبثها المغرضون والمحرضون عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا لابد أن نتصدى بالوعى والفهم لأن الأوطان لا يحميها إلا شعوبها.