أطلق المنتدى الاستراتيجي للتنمية والسلام الاجتماعي مبادرة لغتك هويتك في ندوة الإعلام واللغة العربية في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بالتعاون مع أتيليه القاهرة.
أدارتها الكاتبة الصحفية الدكتورة سامية أبو النصر مدير تحرير الأهرام وقالت أنه جاء الاحتفال باللغة العربية فى 18 ديسمبر عام 73 بعد إنتصارات أكتوبر وتعلن الأمم المتحدة اللغة العربية اللغة السادسة الرسمية وأن عودة الكتاب (مقارئ القرآن ) أساسية للحفاظ على لغتنا العريقة كأحد اللغات الست المعتمدة فى الأمم المتحدة وأن اللغة العربية هى جوهر الهوية الإسلامية ولغة القرآن والسيرة النبوية.
وقال الفنان الكبير أحمد الجنايني رئيس أتيليه القاهرة: ” إن الأتيليه مر على إنشائه ٧٠ عاما وكان ومازال له دور في حراسة اللغة العربية وكل المبدعين الكبار خرجوا من هذا المكان منهم صلاح عبد الصبور وأمل دنقل كما كان عميد الأدب العربى د. طه حسين أحد الأعضاء والذى توفى فى ٣٠ أكتوبر ٧٣”.
كما تحدث د. خالد فتح الله رئيس معهد الإذاعة والتليفزيون والمشرف علي الإدارة المركزية للمعلومات بالهيئة الوطنية للإعلام قائلا: ” أن اللغة حياة.. واللغة العربية هى أساس التعاون بين الدول العربية، وأضاف: ” إن العلاقة جدلية بين اللغة والإنسان وأن اللغة المصرية استطاعت بالتقريب بين الشعوب العربية ولكن هذا لا يجعلنا نتخلى عن اللغة العربية وحذر من ظاهرة الطفل المدبلج… وقال إننا نحاول توحيد المفاهيم والمعايير من خلال معهد الإذاعة والتليفزيون وقال إن ماسبيرو هو أحد أهم حراس اللغة العربية وسوف تعود الهيئة لقيادتها وتعود لمسيرتها”.
وقالت د. عزة هيكل عميد كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا سابقا: “أنا من عائلة عاشقة للغة العربية والدى قبل توليه وزارة الثقافة كان أستاذنا في كلية دار العلوم ووالدتي كانت تلميذة عنده وكانت أول فتاة تلتحق بكلية دار العلوم وهي عطيات حافظ عام ٥٤ أما أنا التحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة وظل عشقي للغة العربية فأصبحت أستاذ للأدب المقارن”.
وأضافت الدكتورة عزة هيكل إن المشكلة في تعدد اللغات التي يدرسها الطلاب منذ المرحلة الابتدائية هوية مفقودة أو مشتتة ويجب أن تكون اللغة العربية مادة أساسية ويتقنها الطلاب في المراحل الأولى الابتدائية ثم بعد ذلك يتم دراسة اللغات الأجنبية الأخرى، وذلك لغرس الهوية لدى الصغار والتطوير المستمر لمناهج اللغة العربية وأن الأدب المقارن هو السبيل للترجمة الصحيحة ونقل ثقافتنا للآخر وقضايانا العديدة والمختلفة أما الإعلام فأشارت إلى أن اللغة المستخدمة في وسائل الإعلام لغة سيئة وركيكه.
كما أكدت على ان اللغة العربية في محنة كبيرة حيث أن طلاب الجامعات لا يستطيعون الكتابة باللغة العربية الفصحى وأشارت إلى أهمية عودة كراسة الخط العربي التي كانت متداولة في العقود السابقة كما قالت د.عزة هيكل أن العرب عاشوا في أسبانيا أكثر من 800 سنة وهو ما يعزز تواجد مفردات اللغة العربية في اللغة الاسبانية حتى الآن وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك قوة أي لغة في أنها تمحو لغة المهزوم.
وأشار الفنان أحمد الجنايني رئيس أتيليه القاهرة إلى أن العرب هم أول من اخترعوا العلوم الطبية والهندسية والفلكية في العالم وهناك كتاب بني موسى الذي يوضح ذلك وطالب بتعريب العلوم الطبية.
وأكدت د. مايسة فاضل أستاذ علم النفس التربوي بالمركز القومي للامتحانات أن اللغة العربية هي لغة الصلاة حتى الأجانب لا يستطيعون الصلاة بدونها ويكفينا فخرا أنها لغة القرآن وهي لغة معجزة الرسول التي أتى بها وهي القرآن الكريم وهي اللغة الوحيدة القادرة على استيعاب اللغات الأخرى كما أكدت على أن مفردات اللغة الفرنسية حوالي 150 ألف مفردة ومفردات اللغة الانجليزية 600 ألف مفردة أما مفردات اللغةه العربية فهي أكثر من ستة ملايين مفردة وهو ما يؤكد عظمة هذه اللغة التي ينبغي علينا تعزيزها وتعزيز بقائها في النشء العربي حتى يستطيع أن يحيا بها.
وطالبت بالاهتمام بتدريس اللغة العربية وإجراء مسابقات فيها لتشجيع الشباب على دراستها وتوعية أولياء الأمور كذلك بأهمية اللغة العربية وطالبت وزير التعليم بأن يعطي للغة العربية أعلى الدرجات أكبر من أي مادة أخرى وأن يكون الفيصل في النجاح أو السقوط للعام بالكامل هو مدى النجاح في اللغة العربية.
كما تحدث النائب سلامة الرقيعي عضو مجلس النواب قائلًا: “تدفعنا أهمية اللغة العربية في التعبير عن ذاتيتنا الثقافية مقترنة بالأزمة التي يمر بها التعامل مع هذه اللغة إلى معرفة حكم الدستور حول هذه اللغة فالدستور هو الذي يحكم مسيرة حياتنا العامة ويحدد المقومات الأساسية لمجتمعنا والنظرة إلى اللغة العربية في الدستور استخدام لغتنا، تلك الشرعية التي أقام أركانها الشعب المصري حين وضع دستوره لكي يحدد مسار حياته ويضع دعائمها. وتتحكم اللغة التي يكتب بها الدستور في تحديد مفاهيمه وقد استقر قضاء المحكمة الدستورية العليا في مصر في مقام تفسير الدستور علي أن نصوص الدستور متكاملة مترابطة تعمل في إطار وحدة عضوية وأن تفسير المبادئ والقواعد الدستورية يجب أن يتم في ضوء الغاية منها باعتبار أن الدستور وثيقة تقدمية يجب دوما ألا ترتد مفاهيمها إلي حقبة ماضية وأن تمثل انطلاقا إلي تغيير لا يصد عن التطور”.
وقال د. علاء رزق رئيس المنتدى الاستراتيجي للتنمية والسلام الاجتماعي: ” أن اللغة العربية لا شك أنها هي لغة القرآن وقد كرمنا الله سبحانه وتعالى عندما قال إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وهذا يعني أن القرارات الحكيمة تنطوي دائما على قدرتنا على استخدامها في اللغة التي هي وعاء الفكر والتي تمثل الهوية والانتماء لأبناء الوطن وقد قال ابن خلدون المغلوبون دائما مولعون بلغة المنتصر أي أن المغلوبين غالبا ما يتخلون عن لغتهم الأصلية لصالح لغة المنتصر وهنا يكون الفناء والانتهاء ويجب أن نشير إلى ثلاث تجارب في التاريخ الحديث تم الاعتماد على اللغة إنقاذ الهوية من التداعي والسقوط وكانت اولى هذه اللغات هي اللغة العبرية حيث تم إحيائها على يد العازر بن يهودا في منتصف القرن 19 عندما قال لا حياة لأمة بدون لغة وبالتالي أصبحت اللغة العبرية شديدة الحيوية وتدرس في كل العلوم أما اللغة الثانية فكانت اللغة اليابانية فبعد هزيمة اليابانيين في الحرب العالمية الثانية واستسلامهم إلا أنهم رفضوا التخلي والاستسلام على اللغة اليابانية ليحققوا البقاء والتحدي الاقتصادي في القرن العشرين أما التجربة الثالثة فهي اللغة الكورية فالسوريون وقعوا تحت الاحتلال الياباني في الحرب العالمية الثانية ولكنهم اعتمدوا على اللغة الكورية في كل شيء حتى تحققت المعجزة الكورية”.
وأشار رزق، أنه بعد انتصار أكتوبر 1973 أصدرت الأمم المتحدة قرارا باعتبار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولكن الحقيقة أننا نواجه تحديات خطيرة منها أنه رغم أن اللغة العربية هي إحدى اللغات الرسمية في الأمم المتحدة إلا أن ممثل الدول العربية يتحدثون في بياناتهم الرسمية باللغة الانجليزية وهذا يؤدي إلى نقص الولاء لدى شباب الدول العربية خاصة الأطفال الذين يرون في هؤلاء المثل والقدوة وبالتالي يبتعدون كل البعد عن لغتهم الوطنية إلى تعلم لغات الآخر كذلك فإن التحدي الآخر هو انتشار اللغات الآسيوية في الدول العربية خاصة في دول الخليج العربي نتيجة استقدامهم العمالة واعتبار اللغة العربية هناك لغة هجين وبالتالي فلا نتوقع في المستقبل أن تكون اللغة العربية هي لغة الأقلية وبالتالي سوف تتعرض هذه الدول لمخاطر أمن قومي حقيقي ولا يخفى علينا أن العولمة بالرغم من بعض مزاياها إلا أنها أسلوب استعمار ثقافي واجتماعي وسياسي يجب أن ننتبه لهذا التحدي الخطير.
وقد أقيمت الندوة بحضور نخبة من رجال الإعلام منهم أسماء الهواري مدير إذاعة الشرق الأوسط، ومجدي سليمان وعدد من أعضاء المنتدى الاستراتيجي منهم د.صلاح عرفة وأحمد الجزيري، وحنان الغزاوي.
كما تم تكريم المتحدثين في الندوة من قبل المنتدى الإستراتيجي للتنمية وتكريم الفنان أحمد الجنايني لدوره في خدمة المجتمع.