لكل شعب عادته وتقاليده وثقافاته التى اعتاد عليها ولا تنفك عنه، منها ما هى صالحة، ومنها ما هى فاسدة.. الشعوب الأوروبية وغيرها تقدمت بثقافة إتقان العمل، باعتباره أساس بناء الأوطان وسراً من أسرار تفردها عن غيرها.
رأيت بعينى احدى الشركات اليابانية وهى تنشئ محطة لتحلية مياه الشرب منذ سنوات فى بلدنا بالشرقية، وبالتحديد فى قريتنا.. وكنا نتابعهم عن كثب منذ الصباح الباكر، حيث كان العاملون يقفون منذ السابعة صباحا فى طابور الصباح وكأنهم فى مدرسة ثانوية يحيون العلم ويوزعون مهام العمل على فريق العمل اليومي، وكانوا يعملون فى جد ونشاط دون كلل أو ملل، بل كانوا يعملون بحب ومثابرة وكل واحد منهم يعرف ما له وما عليه.. وفى نهاية اليوم لا ينصرفون، إلا فى طابور لمعرفة ما تم إنجازه على مدار اليوم المنتهي.
كان من مهام الشركة اليابانية، مد خطوط المياه إلى كل القرى والمدن، بل والشوارع الداخلية.. حتى قلنا إن البنية التحتية قد تهشمت وماذا بعد؟!.. والشركة قامت برد الشيء لأصله، بل أفضل مما كان عليه من قبل.. هذه ثقافة إتقان العمل لدى اليابانيين، حتى قلت ربما هذا البلد استثناء دون غيره.
تأكد لى ما حدث لليابانيين أثناء سفرى لألمانيا ضمن رحلة أوائل الثانوية التى تنظمها جريدة «الجمهورية» كل عام منذ عام 2016، وقبل عودتنا للقاهرة بيوم وأثناء زيارتنا للسفارة المصرية على شرف د.بدر عبدالعاطى سفير مصر بألمانيا أنذاك، ولكننى اعتذرت عن ركوب الأتوبيس مع الزملاء على أمل اللحاق بهم، وكان معى الزميلة أسماء أحمد، حيث اصطحبنا الزميل أحمد السيد مدير مكتبنا فى برلين فى سيارته الشخصية لشراء بعض الهدايا ثم اللحاق بالزملاء إلى مقر السفارة، وأثناء السير سمع الزميل إذاعة برلين توجه السائقين التوجه إلى شارع آخر لمدة ساعتين لإصلاح كسر ماسورة مياه بالشارع.. بالفعل بعد ساعتين وأثناء عودتنا مع الزميل رأينا، أن العطل قد تم إصلاحه وتم رصف مكان العطل كأن شيئاً لم يكن وبإتقان دون خلل أو ملل حتى تعجبنا جميعاً مما حدث.
لماذا لا تحذو بعض الشركات المصرية حذو هذه الشركات الأجنبية فى إعادة الشيء لأصله حتى تظل الطرق والشوارع التى كلفت الحكومة المليارات من الجنيهات لتنفيذ البنية التحتية لخدمة مواطنيها ليعيشوا فى سلام اجتماعى حياة سعيدة هنيئة مستقرة؟!
الخلل ليس فى الشركات المنفذة، بل فى المدن والأحياء، لأن الشركات قبل تنفيذ مشروعاتها وحتى المواطنين الذين يقومون بتوصيل المرافق لمصانعهم ومنازلهم يحصلون على موافقة المجلس المحلى بالمدينة أو الحى التابعين لهم ويتم عمل مقايسة ودفع الرسوم المقررة لرد الشيء لأصله، وبعد مرور وقت ما نجد الشوارع كأنها لم ترصف من قبل، لأن الجهات المحلية المذكور توجه هذه المبالغ فى أبواب أخرى.
نتمنى من كل محافظ أن ينزل إلى الشوارع والحوارى والأحياء لينظر الحالات المتردية فى الشوارع.
مصر جميلة ورائدة، علمت الدنيا بأسرها، ولكنها للأسف بسبب إهمال بعض المقصرين حدث لها ما حدث.
رسالة إلى وزيرة التنمية المحلية التى تعمل ليل نهار من أجل الإنجاز وظهور المحليات بشكل لائق يرضى المواطن، أن تحسن اختيار قيادات المحليات من أجل مصر والمصريين.