لا يمكن أن نغفل الآثار المترتبة على ما جرى ويجرى فى سوريا، ودون الدخول فى تفاصيل السيناريوهات المتوقعة والمخاوف والتحديات، نشير هنا إلى تغيير حاد فى المزاج العام للشعبين السورى واللبناني، فهناك حالة تفاؤل برحيل الاسد من سوريا ونصرالله من لبنان وهذا يعنى انكسار موجة المد الشيعى او على الأقل الحد من تمددها، هذه الروح وهذا التفاؤل الذى خرج من رحم الحرمان والاستبداد والخوف والكراهيه له ما يبرره، لكن التجارب السابقة علمتنا الكثير بعد رحيل صدام والقذافى والبشير وعبدالله صالح على سبيل المثال، هناك من يقول ان الشعب السورى يختلف والظروف مختلفة وهنا نقول اللهم وفقهم وفقط.
لكن الغريب هو دور الاخوان الذين تهللت اساريرهم وأعلنوا النفير العام وكأنهم حرروا القدس وهزموا الاسرائيليين، يتباهى الإخوان بما جرى فى سوريا! بينما الجولانى يقول فيهم وفى «مرسيهم» ما قال مالك فى الخمر ومع أحد المنتسبين اليهم وهو احمد منصور.
>>>
الاخوان أدمنوا الفشل والحماقة فهم فاشلون فى كل شيء وهنا وحتى لا يتهمنى أحدهم بأننى أبالغ فى وصفهم أورد ما سطَّره أحد غلاة المدافعين عنهم وهو الاستاذ جمال سلطان حيث قال ما نصه متحدثا عن الاخوان تحت عنوان « لماذا يحتقر الاخوان الشعب المصرى « فشلوا فى إدارة الدولة، وفشلوا فى تجربة الحكم، وفشلوا فى مواجهة خصومهم، وفشلوا فى فهم عدوهم من صديقهم.
وفشلوا فى تقدير المخاطر فظنوا أن الخطر على حكمهم هو عبد المنعم أبو الفتوح وباسم يوسف وفشلوا فى عمل إنقاذ لمركبهم وهى تغرق، وفشلوا فى احتواء غضب الناس، وفشلوا فى احتواء قلق الدول المحيطة وفشلوا فى صناعة جبهة وطنية قوية تحمى مكتسبات ثورة يناير بفعل الطمع، وفشلوا فى اختيار الكفاءات لقيادة الدولة فى المرحلة الحرجة وفضلوا اختيار أهل السمع والطاعة، وفشلوا فى استيعاب نصيحة دهاة السياسة ثم فشلوا فى إدارة حوار سياسى مثمر.
>>>
وفشلوا فى العمل على خطة سياسية واضحة تقلل الخسائر وتحمى الدماء، ثم فشلوا بعد ذلك فى إيجاد معارضة سياسية جادة وقوية ومؤثرة محليا وإقليميا ودوليا.
باختصار، فشلوا فى إدارة الفرصة، وفشلوا فى إدارة الأزمة، فشلوا فى كل شيء يتصل بالسياسة والإدارة، لكنهم لا يريدون الاعتراف بأنهم فشلوا، لذلك فى كل مرة يحاولون أن يبحثوا عن شماعة يعلقون عليها فشلهم، ويجدون أن «الشعب المصري» هو «الحيطة المايلة»، التى يسهل تحميلها فاتورة فشلهم وعجزهم وضعفهم وهوانهم، فيهينون الشعب المصري، ويحقرون الشعب المصري، ويسبون الشعب المصري، ويشمتون فى معاناة الشعب المصري، لكن الشعب خاب أمله فيهم، وفوجئ بأنهم ضعفاء وفارغون وعاجزون وبلا خبرات حقيقية ويسهل التلاعب بهم، فانفض من حولهم وتركهم لمصيرهم.
>>>
لم تستوعب الجماعة أنها قوة سياسية واجتماعية من بين القوى التى تعيش بين الشعب، يمكن أن يقبل بها أو يرفضها، أو يدير لكم ظهره إذا رأى أن لا خير فيكم له، أنتم لستم أنبياء الله أو رسله، يكفر بالله أو بالوطن من يختلف معكم أو يرفض مشروعكم أو لا يثق بكم، لستم أبناء الله وأحباءه، لكى يكون الشعب المصرى ملزما بكم وبمشروعكم وقادتكم، خاصة عندما يكون فشلكم صارخا وواضحا للعيان رغم أى مكابرة أو مراوغة، ودع عنك ذلك السلوك غير المسئول بالتهرب من مسئولية الاعتراف بالخطأ، وتحمل مسئولية الفشل بشجاعة ونبل، ومحاسبة النفس بأمانة وإحساس عال بالمسئولية، ودع عنك تفكيرهم دائما فى إلقاء «بلاويهم» على الشعب، ألا يفهمون أن هذا الهجاء المستمر للشعب والتحقير له والشماتة فيه تضعهم تلقائيا فى خندق «أعداء الشعب» وخصوم الشعب، وأن هذا الشعب سيفكر ألف مرة بعد ذلك قبل أن يضع يده فى أيديهم أو يتحمل أى جهد أو تضحية من أجل مساعدتهم؟ ألا يفكرون فى ألف باء السياسة؟ أما آن للإخوان أن يمتلكوا الشجاعة الأخلاقية ويعترفوا بأنهم فشلوا فى تجربتهم، وأنهم أخطأوا التقدير؟ وأنهم مسئولون ـ وحدهم وآن لهم أن يعتذروا للشعب وأما آن لهم أن يتوقفوا عن هجاء الشعب المصرى وتحقيره؟ أو أن يبحثوا لهم عن شعب آخر ينتمون إليه ويتحدثون باسمه».
>>>
انتهى جمال سلطان من مقاله الأشرس ضد الاخوان وما ان انتشر حتى فوجئ بتهديدات اخوانية تحذره من الاقتراب من الاخوان او نقدهم، فى نفس الأثناء خرج علينا المارق المرتزق محمد ناصر يشكو لنا أفاعيل وأباطيل الاخوان وتكبرهم وفسادهم وعنصريتهم وكذلك التهديدات التى وصلته منهم وهو الذى لم يتوقف نباحه دفاعا عنهم وعن ضلالاتهم، اليوم يخرج الكائن الرخو عمرو عبدالهادى ليهاجم سليم عزوز ويتهمه اتهامات مذهلة فيرد سليم عزوز بمقال يغرى فيه عبدالهادى وينزع عنه صفة الرجولة والمروءة ويدخل على الخط سامى كمال الدين وزوجته ابنة المرحوم سليمان الحكيم ونعود لنتذكر ما قاله امير بيان فى ذمة محمود حسين وما قاله عصام تليمة عن محمود حسين، ثم هذا التنابذ بين جبهات الاخوان الثلاثة واتهاماتهم المتبادلة والتى وصلت إلى الطعن فى الأعراض والإخراج من الملة، الحقيقة أننى أراجع نفسى واتساءل بينى وبين نفسى هل هؤلاء يستحقون ان يكونوا خصوما؟ بيد ان هؤلاء المرتزقة لا يستحقون شرف خصومتنا.