أيام معدودة تفصلنا عن نهاية عام 2024، لتصبح جميع أيامه ذكرى مع بداية العام الجديد.. أحداث كثيرة شهدتها مصر والمنطقة والعالم أجمع خلال هذا العام.. كان أكثرها صخباً الانتخابات الامريكية، خاصة بعد انسحاب الرئيس الامريكى جو بايدن من سباق الانتخابات لأسباب صحية ودخول نائبته كامالا هاريس سباق الانتخابات.. ليتفوق عليها دونالد ترامب ويعود لرئاسة امريكا من جديد.. وسط مخاوف من تصريحاته العديدة التى أعلنها خلال حملته الانتخابية للداخل الامريكى أو خارجها.
كان أكثر أحداث العالم آلاماً، استمرار الحرب فى غزة.. التى بدأت فى 7 اكتوبر من عام 2023، واستمرار حرب الإبادة الصهيونية على يد قوات الاحتلال الاسرائيلية.. وصمت المجتمع الدولى على كل جرائم الحرب التى ترتكبها اسرائيل، وقتلها لأكثر من 45 ألف فلسطيني، أكثرهم من الاطفال والنساء.. وعجزه ايضا عن تنفيذ حكم محكمة العدل الدولية الصادر ضد رئيس الوزراء الاسرائيلى النتنياهو.. ولم تكتف اسرائيل بالمجازر التى ترتكبها يوميا فى الارضى الفلسطينية المحتلة، بل انتقلت بحربها إلى لبنان ودمرت العديد من قرى الجنوب اللبناني.. واغتالت قادة حزب الله.. وشردت أكثر من مليون لبنانى من منازلهم.
وكأن هذا العام لا يريد أن يغلق أبوابه قبل أن نتألم من جديد خلال الاسبوع الاول من ديسمبر الجاري.. بدلاً من أن نفرح مع اخواننا السوريين، بعد فرار بشار الاسد من سوريا لينهى حقبة حكم عائلة الاسد التى تجاوزت الخمسين عاما.. ليفاجئنا من جديد جيش الاحتلال الاسرائيلى بتوغله فى الاراضى السورية لأكثر من 240 كيلو متراً.. واحتلاله عدداً من القرى والمناطق السورية.. أهمها جبل الشيخ الذى يرتفع 600 متر عن الجولان المحتلة.. دون أن تتحرك أى من الفصائل التى كانت تحتفل بسقوط نظام الاسد.. وتسيطر على عدد من المدن.. لتتاح الفرصة أمام الجيش الاسرائيلى ليتوغل فى سوريا ويدمر كل معدات وعتاد الجيش السورى من طائرات ودبابات وسفن حربية ومواقع عسكرية ومعامل بحثية.. با ختصار، كل شيء لتصبح سوريا بلا جيش يحميها ويدافع عن أراضيها.. ويصبح مستقبل سوريا مجهولاً.. ويدفعنا إلى التساؤل، هل بات تقسيم سوريا أمراً واقعاً؟!.. أم ستنجو سوريا بتماسك أهلها والدفاع عن أرضهم؟!.. وهل ستظل الفصائل التى تمسك بزمام الامور الآن فى سوريا على صمتها؟!.. أم ستعلن عن عزمها تحرير الاراضى السورية من هذا العدوان الغاشم، خاصة مع جلب اسرائيل عدداً من المستوطنين إلى الاراضى التى احتلتها، التى يطالبون بإقامة مستوطنات بها؟!.. كل هذا يحدث والعالم فى سبات عميق.. وفى المقابل تنتشر حوارات وأحداث عديدة على وسائل التواصل الاجتماعى وعبر عدد من الفضائيات تشير كلها إلى أن محمد الجولانى ليس سورياً.. وهو أحد أعضاء تنظيم القاعدة وهو يعترف بذلك خلال لقاء تليفزيونى على احدى الفضائيات الامريكية.. وحتى الآن لم تتضح صورة ما يحدث داخل الاراضى السورية.. وهل حقاً تخلص الشعب السورى من قمع بشار ورجاله وحان له أن يفرح ويعيش حياة افضل؟!.. أم وقع الشعب السورى فى قبضة الجماعات والفصائل المختلفة، التى تتصدر المشهد حاليا وستحكم سوريا بالحديد والنار؟!
لا شك ان كل ما يحدث فى سوريا، يؤثر على مصر. وإذا كنا نتحدث عن أهم الاحداث التى وقعت خلال العام الذى سنودعه خلال أيام إن شاء الله، فلابد أن نشير إلى اجتماع منظمة الدول الثمانى النامية، الذى عقد فى العاصمة الادارية الجديدة يوم الخميس الماضي.. وطموحات هذه الدول فى زيادة التعاون فيما بينها لتحقيق تنمية فى مختلف المجالات، خاصة الصحة والسياحة والتجارة.. وهذا الاجتماع خصص جلسة لمناقشة الاحداث فى غزة ولبنان.
لابد أن نعود لمصر، ونذكر أن هذا العام سجل استمرار الدولة المصرية فى تنفيذ مشروعاتها التنموية فى مختلف محافظات مصر.. وشهد أيضا عودة الروح لشركة «النصر» من جديد لتعود إلى مصر واحدة من الشركات صاحبة التاريخ فى صناعة وتجميع السيارات.. ونأمل أن تحقق حلمنا جميعا فى تقديم سيارة يكون سعرها فى متناول الاسر المصرية.. وأن يكون المستقبل أفضل بإذن الله.. ونستقبل عاماً جديداً بتفاؤل فى غد أفضل.. وتحيا مصر.