تابعت مصادفة إذاعة القاهرة الكبرى وأنا فى طريقى لجريدتى «الجمهورية» بالتقاط تنويه إذاعى أو ما يعرف بالبرومو «نسمات الصباح الأولي».
كان التنويه بسيطاً فى مادته لكنه شديد العمق فى محتواه، مجرد برومو دفعنى للاستمرار على الموجة، ومتابعتها وأنا المفترض أن اتنقل بينها بحكم مهمتى وبدافع مهنتى كمسئول الملف الإعلامى بالجريدة.
كانت التنويهات متعلقة باليوم العالمى للغة العربية، وهو ما تم لفت الانتباه إليه عبر إذاعة القاهرة الكبرى بسلاسة تحسب لمديرها الإذاعى المخضرم محمد عبدالعزيز صاحب اللمسات الفنية الذى اسميته قبل عشرين عاماً بصائد الجوائز من كثرة ما حصد من تكريم على المستوى العربى والمحلى من خلال مهرجان الإذاعة والتليفزيون ومهرجانات أخرى عديدة.
ما فعله عبدالعزيز ببساطة وذكاء ليس جديداً على إبداعاته حيث استدعى مسامع نادرة لطه حسين ومصطفى محمود والشعراوى وفاروق شوشة لا يتجاوز كل منهم دقيقة واحدة فضلاً على مسامع من أفلام شهيرة تتحدث جميعها عن اللغة العربية وقصائد فصحى بأصوات العمالقة أم كلثوم وعبدالحليم وفيروز وغيرهم، واتبع كل مقطع بعبارة مؤداة بصوت إذاعى مميز لمذيع لا اعرف اسمه للأسف الشديد، ينوه بتاريخ اليوم وأنه اليوم العالمى للغة العربية.
فكرة غاية فى البساطة، لم تكلف الإذاعة جنيها واحداً ولكنها كانت كفيلة بجذب المستمعين على مدار يوم إذاعى كامل، وهكذا تكون الإذاعة وهكذا عرفناها. ومع انتصاف اليوم وأثناء عودتى تابعت حلقة من برنامج «منطقتي» الذى يعده ويقدمه عبدالعزيز وأدار فيها حوارا راقياً بالفصحى مع الشاعر احمد الشهاوى فكانت بحق حلقة أصابت الهدف وإن كنت آخذ عليه أنه لم ينوه خلالها أنها بمناسبة الاحتفال بيوم الفصحي.
تقدير جديد منى وشكراً لكل المبدعين فى الإذاعة المصرية وتحية خاصة لصانع الأفكار وصائد الجوائز ونتمنى عودة الإذاعة لعصرها الذهبى فى ظل قيادات الإعلام الجديدة والتى تولت مؤخراً وان يكون الإعلام هو حائط الصد الأول أمام ما يروج من شائعات.
هى من الظواهر القاتلة والكوارث الاجتماعية التى تنخر كالسوس وتزلزل كيان المجتمعات خاصة فى ظل انتشار السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعى التى أصبحت دون ضابط أو رابط ولم تعد الشائعات تصدر من أفراد فقط بل كيانات مغرضة ومؤسسات بحثية ممولة ومنابر إعلامية لها اغراض خبيثة تدس السم فى العسل فتمكنت الشائعات من الانتشار فى لمح البصر، عابرة كل الحدود فى ظل السماوات المفتوحة والذكاء الاصناعى ومع جهل البعض بمضامينها وما تخفيه وأغراضها الخبيثة المتعمدة وأساليبها المتنوعة يقع الشباب وتضلل افكاره ويغيب عن الواقع ويصبح عرضة للقيل والقال فنظرة ايها الإعلام الوطنى قبل فوات الأوان.