هناك الكثير من المتآمرين على مصر ، وربما نعرف بعضهم من فعالهم وأقوالهم بينما نشير إلى البعض الآخر بحذر وصبر شديدين ، وهناك من يحاول ممارسة أكبر قدر من الابتزاز للدولة المصرية حيث يتصيدون المواقف والأزمات والأحداث لتحقيق مكاسب مسمومة فى أوقات شديدة الحساسية والتعقيد ، إذن لدينا متآمرون ولدينا مبتزون ، لكن الجديد هنا هو هذا الفصيل الجديد من المتآمرين المبتزين وهو ما أطلقت عليه « الابتزاز التآمري» ، ودعونى هنا اعترف ان هذا المقال وفكرته جاءتنى حينما كنت استمع واتابع مداخلة السيد الرئيس فى اكاديمية الشرطة مع أبنائه الطلاب وهو يشرح لهم محددات العمل الوطنى وتحدياته خلال هذه المرحلة ، وشخصت عيناى حينما قال الرئيس ما نصه
>>>>>>
«بالمناسبة أوعوا تفتكروا ان ده حاجة داخلية ، لا ، اللى بتشوفوه ده بيتعمل بين اجهزة مخابرات ، وانا مش بتكلم على دول خالص ، من حق الناس انها تفكر انها تخرب ، مش انت وبتلعب مباراه الخصم اللى قدامك عاوز يهزمك لو انت متدرب كويس هتستطيع ان تفشل خطته لهزيمتك ، الفكرة كلها إنكم لازم تكونوا عارفين ، ان لينا خصوم ، والخصوم دول مش من مصلحتهم ان مصر تبقى كويسة ، بلد فيها 120 مليون ، معدل الحركة فيها والنمو لو استمر كدة 10 او 15 سنة محدش هيقدر علينا « هذه كلمات الرئيس والتى اقف فيها عند مفردات محددة «خصوم مصر « و»اجهزة استخبارات «و» مش من مصلحتهم مصر تبقى كويسة
>>>>>>
«والسؤال الذى لا انتظر ولا احتاج إجابته هو من هم خصوم مصر الذين تحركهم او يتحركون مع اجهزة استخبارات لتعطيل مصر عن استكمال مشروعها الوطنى وهنا اقف عند عدة ملاحظات مهمة ، الأولى ان هناك خصوما لمصر لا يريدون لها الخير ، الثانية ان هناك مؤامرات مرصودة تحاك ضد مصر ، الثالثة ان الدولة يقظة وتعرف كل ما يدور وليس كل ما يعرف يقال ، إذن نحن نتعرض لمؤامرات ومن لا يؤمن ويعترف بان هناك مؤامرة كبرى تحاك ضد الدولة المصرية فهو جزء منها قولا واحدا ، الرئيس وهو يتحدث مع الشباب فى اكاديمية الشرطة اكد لهم ان المؤمرات لا تنجح طالما هناك وعى وفهم واستعداد للمواجهة ،
>>>>>>
وضرب لهم مثلا بمباراة رياضية فكل خصم يحاول العمل بكل الطرق على تحقيق الفوز وإلحاق الهزيمة بالطرف الآخر ، وهذا شئ متفهم جدا ومن حق الجميع السعى لتحقيق أهدافه ومصالحه ، لكن علينا ان ننتبه ونعى جيدا أننا قادرون على مواجهة كل التحديات طالما بقينا على قلب رجل واحد متسلحين بالوعى والفهم والإيمان بالدولة الوطنية ومشروعها التنموى الحضارى ، لكن هل سيتركنا الخصوم نعمل ونخطط ونبنى فى هدوء ؟ هل سيتعاملون معنا ومع تجربتنا بأخلاق الفرسان؟ هل نأمن جانبهم ونتعامل معهم على أنهم دعاة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، أتصور أننا نواجه اكبر عملية ابتزاز تآمرى باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، فهناك حالة سعار ضد مصر والإعلام المصرى بحجة انه إعلام الصوت الواحد والرأى الواحد وأننا رجع صدى للدولة ومسؤوليها فقط ويجب ان يكون هناك متنفس للصوت الآخر ليعبر عن رأيه بمنتهى الحرية ، هنا أقول ما أومن به تماما فى هذه المسألة وهو ان التنوع ثراء وإثراء لكل الملفات ، وانا شخصيا عندى استعداد تام لسماع كل الآراء مهما كانت معارضة طالما انها متفقة على جملة الثوابت الوطنية وخطوطها الحمراء ، لن امنح الشيطآن فرصة ليمرح فى وادينا الطيب حينما افسح الطريق امام أعداء الدولة الوطنية والجيش الوطنى وكل المؤمنين بالإخوان والمتعاونين معهم والمؤمنين بضرورة وجودهم فى المعادلة السياسية ، ما عدا ذلك فأدعو جميع الأصوات والآراء إلى المشاركة الجادة دون شروط – وهنا أتحدث عن منبرى الوحيد الذى أتحكم فى مكوناته وهو برنامجى التلفزيونى – فليس هناك فرز على حسب الاراء وإنما فقط نحترم خطوطنا الحمراء ، أتمنى ان تكون الصورة واضحة .