الدولة المصرية تتابع عن كثب الأوضاع الإقليمية والدولية
تحدثنا الأسبوع الماضى فى هذا المكان عن بعض من ملامح المؤامرة التى تتعرض لها الدولة المصرية، بعد ان أفسدت المخطط الذى جرى تنفيذه لما كان يطلق عليه الربيع العربي، وبوعى حقيقى من الشعب المصرى وابنائه من القوات المسلحة والتى مازالت مستمرة ولن تتوقف لوقت ليس بالقليل اليوم نستكمل معا ملامح تلك المواجهة.
قال الرئيس السيسى إن امتلاك مصر القدرة والقوة يضمن لها الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات شعبها، وأنه على الدولة المصرية تتابع عن كثب الأوضاع الإقليمية والدولية استنادًا لثوابت السياسة المصرية القائمة على التوازن والاعتدال اللازمين فى التعامل مع الأحداث والمتغيرات المتلاحقة، والعمل على إنهاء الأزمات وتجنيب المنطقة المخاطر المتصاعدة بالانزلاق إلى بؤر جديدة للصراع تهدد استقرار دول المنطقة بأسرها..تلك التصريحات للرئيس جاءت عقب اجتماعه الأسبوع الماضى بعدد من قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية المختلفة بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور رئيس مجلس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي، ووزير الداخلية، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة، والمحافظين، وكبار قادة القوات المسلحة ،وقد اعقب هذا الاجتماع لقاؤه، بعدد من سيدات ورجال الصحافة والإعلام ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات، تناول فيه تطورات الأوضاع الإقليمية فى منطقة الشرق الأوسط، وغيرها من الموضوعات .
لكن ما يهمنا هنا تلك الأوضاع التى تم تناولها بالرصد والتسجيل، والبداية فيما يتعلق بقوه وقدره الدولة المصرية فى التعامل مع ما يحيط بها من اخطار تهدد الامن القومى للبلاد واستقرارها وهى العبارة التى يحرص الرئيس على التأكيد عليها بين الحين والآخر لما لها من دلالات يريد أن يؤكدها للشعب ،ويساعد على الفهم رصد تداعيات ما يحدث فى سوريا والمنطقة على الامن القومى المصرى بما فى ذلك ايضا الامن المائى الذى يمثل امراً وجوديا.
وكانت البداية محاولات التوطين والتهجير والوطن البديل فى سيناء للشعب الفلسطينى ،ولكن هذا فشل فعملت على خلق ازمه بما يسمح بتعليق الملاحة البحرية فى البحر الأحمر وقناة السويس، صحيح تأثر الاقتصاد المصرى بنسبة كبيرة لكنها لم تتوقف، كما عمل على غلق مضيق باب المندب،لكن سرعه اتخاذ القرار، والرؤية المستقبلية للقيادة السياسية لما يدور حول الدولة المصرية تحركت القوات المسلحة لمنع هذا الغلق … ناهيك عن خلق أزمات اقتصادية مستمرة امام المصريين لإحداث شرخ فى الجبهة الداخلية للدولة لكنهم لا يعرفون المصريين الذين تحملون، ومازالوا يتحملوا تلك الأزمات لأنهم يدركون حجم ، وأبعاد المخططات التى ترسم ضد امن واستقرار الدولة هنا ولابد من الاشارة على أن تلك المعارك التى خاضها ويخوضها المصريون تتم بكل مؤسساتها الوطنية.
الخلاصة علينا الاعتراف، والتأكيد بأن ما يجرى على الساحة الدولية والإقليمية الآن هو واحد من أخطر التحديات الوجودية التى تواجه مصر وشعبها، كما أن الدولة المصرية وما قامت به منذ 2014 لإعداد وتجهيز الدولة لهذه الأيام العصيبة والفارقة من عمر الإقليم.
السؤال هنا كيف استعدت مصر لما هو قادم بالرصد ؟
سوف نكتشف أن الدولة المصرية استعدت منذ وقت ليس بالقليل لهذه السيناريوهات التى تحدث بالمنطقة أو الاحدات التى تشهدها إذا جاز التعبير من خلال خطوات عملية.
هنا لابد من التأكيد على ان القدرة على استشراف المستقبل إحدى أهم نقاط قوة الدولة المصرية، يضاف اليها صلابة وإيمان الشعب المصرى بقدراته وبعشقه لهذا الوطن.
وتبقى كلمة اخيرة ان قوة وجاهزية أجهزة الدولة، وبشكل خاص القوات المسلحة والشرطة المدنية على مواجهة أى تحديات داخلية أو خارجية، وتماسك المصريين، وحدتهم هو العامل الأول والأهم فى الحفاظ على الدولة المصرية .
خارج النص :
يمكن القول بأن حرص الرئيس على التأكيد المستمر بأن امتلاك مصر القدرة والقوة يضمن لها الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات شعبها، أصبحت فعلا، وليس قولا فقط ،كما ان الظروف الحالية التى نمر بها من أزمات اقتصادية برهنت على أن وعى الشعب المصرى وتكاتفه هو الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات المحيطة.