بالمنطق وحده يمكن أن نصل إلى حقيقة الأشياء وأصولها ومن ثم نستطيع فهم التفاصيل وكل ما يدور حولنا، المنطق علم له قواعد واضحة وضعها أرسطو وصارت حولها الكثير من الخلافات الفلسفية، فهناك المؤيد والمعارض والجميع يمارس رأيه بمنتهى العنف حتى وصل بالبعض إلى تكفير المناطقة والفلاسفة وعلماء الكلام، لن أخوض فى ذلك الملف الشائك فهذا ليس مجاله ولا وقته، وإنما أتحدث عن مقدمات تقود إلى نتائج لا يمكن ان يختلف أحد حولها، اليوم ووسط هذه الحالة السائلة الفوضوية التى اختلط فيها الحابل بالنابل وصار الإيمان والكفر والحق والباطل قضايا خلافية ووجهات نظر يخوض فيها الخائضون.
>>>
لذلك عندما يقع حادث هنا أو حادثة هناك يكون الحق واضحاً وضوح الشمس ولكننا نتفاجأ دائما بمن يخرجون على تلك المسلمات والثوابت ويتوجهون صوب أهوائهم ومرجعياتهم الوهمية وينحازون مؤمنين إلى الباطل وكأنه الحق، نعيش حالة من العبث الحلزونى الذى يقودنا إلى دهاليز الكهوف والأنفاق، فى تقديرى ان أساتذة هذا النوع من العبث هم التيارات التى استغلت الدين فوظفته فى غير موضعه، وحاولت ان تصنع من الدين وقواعده جسورا يصلون بها إلى السلطة، أرى كذلك ان الإخوان المسلمبن كجماعة وتيار تم زراعته فى التربة المصرية الخصبة والتى تحتضن الدين والمتدينين منذ عصور الفراعنة ومرورا بمرحلة صدر الإسلام وحتى الآن.
من اخترع جماعة الإخوان ومن وضع دستورها وهيأ لها الأجواء لتكون كما أرادها أعداء هذه الأمة، أرى أنها أخطر وافد ورافد على الدين نفسه قبل ان يكون الخطر على الدولة الوطنية، عندما أتابع آراء الإخوان عن الثورات التى تشتعل بأيدى أجهزة الاستخبارات الغربية والصهيونية مجتمعة، وعندما أرى فرحة الإخوان وسعادتهم وتهللهم لكل مصيبة أو كارثة أو أزمة تمر بها دولة عربية أو إسلامية تتفاجأ من هذا الكم من الغباء والحماقة، ثم تتحدث مع أحدهم أو أحد وكلائهم بالمنطق والعلم وليس بالرأى والمشورة، ستكتشف أن المنطق قد اغتيل على أياديهم النجسة.
>>>
فعلى مدار 10 سنوات كاملة ظل الإخوان وأبواقهم وكلابهم النابحة وبومهم الناعم يهاجمون مصر الدولة والجيش والقيادة والشعب، يشوهون كل إنجاز ويشككون فى كل مخلص، وما ان اندلعت الحرب على غزة إلا وجدنا الإخوان يعلنون الجهاد والنفير العام! لم تكن دعوتهم لنصرة غزة أو تحريرها عبر تسيير رحالهم إلى هناك، وإنما كان جهادهم هو الهجوم على مصر والموقف المصرى ومحاولة تشويهها والتشكيك فيها، كان الإخوان يحاولون تأليب الشارع المصرى ضد الدولة الرسمية بحجة ان مصر لم تسعف وتنقذ الفلسطينيين، كان هؤلاء يخططون لتوريط الجيش فى حرب خارجية بأى ثمن.
حاولوا فى ليبيا ثم إثيوبيا ثم السودان والآن فى غزة، اكتشف العالم أن تنظيمات القاعدة وداعش والنصرة والإخوان والجهاديين والتكفيريين عبارة عن خلايا من العبيد الذين تحركهم أجهزة استخبارات أجنبية، فليس لديهم مشروع وليس لديهم مبادئ، فهذه فلسطين مغتصبة وها هى تنظيماتهم المسلحة فهل حركوا ساكنا؟ إذن كانت فلسطين وحرب غزة فاضحة لكل هؤلاء، واليوم يحاولون استكمال مسيرة الغى والضلال فيما يجرى فى سوريا، لقد تولى أحدهم زمام المبادرة فى سوريا فكان التأييد المطلق الغبى الأعمى، تحركت إسرائيل لتحتل الأرض السورية وتدمر المقدرات العسكرية السورية دون كلمة واحدة من الإخوان تنتقد حتى بالكلمة السلوك الإسرائيلى، الخلاصة نعيش حالة إعمال العقل فيها شىء من الجنون وهنا لابد وان نقر بأن قواعد المنطق قد تغيرت وتحول العبث إلى شمل حلزونى لا ينتهى.