قررت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بالعباسية، بإحالة أوراق المتهمين بقتل الممرض ميناء، لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في شأن إعدامهما، وتحديد جلسة 27 يناير للنطق بالحكم.
صدر القرار برئاسة المستشار محمد كامل عبد الستار، وعضوية المستشارين خالد إبراهيم عبد القوي العيسوي، وطارق محمود محمد حسن، وإيهاب فريد لبيب، وأمانة سر رجب شعبان، وأحمد عبد الرازق.
في ثاني جلسات محاكمة المتهمين بقتل الممرض مينا، وتقطيع جسده لأجزاء، استمعت هيئة المحكمة لمرافعة النيابة العامة، والتي ذكرت فيها، قضيتنا قضية خسة وقسوة وبشاعة، اعتصرت لها القلوب وتألمت لها النفوس، قتل فيها شابا جاوز العشرين من العمر وهو المجني عليه مينا موسى، شابا سعي للرزق الحلال فخرج باحثا عنه ولم يعد حتى جثة هامدة، بل عادت بعض أشلاءه ممزقة، وقاتلاه أولهم المتهم «إبراهيم. ع» الذي يبلغ من العمر 41 عاما، ويعمل بالتمريض، مفترض في صفات وظيفته الرحمة فقد خلا منها، ومفترض فيه الأمانة فقد خانها، والثاني«مصطفى. م» حاله كحال رفيقه شابه في الشر والطمع والخسة والغدر فبئس الصديقين فقد اجتمعا على الفحشاء، لذا نطالب بتطبيق أقصى العقوبة على المتهمين.
وبمثول المتهمين أمام هيئة المحكمة، وجه القاضي للمتهم الأول سؤالا عن سبب ارتكابه الواقعة، فرد الأخير بأنه لا يتذكر شئ، وأنه يعاني من مشاكل صحية بالقلب ويطلب العلاج لحالته، ودفعت المحامية عن المتهم الأول، بانتفاء القصد الجنائي الخاص بالمتهم، وكذلك انتفاء أركان جريمة القتل العمدي والاستدراج، كما دفعت بعدم توافر ركن سبق الإصرار، كما دفعت بعدم جدية التحريات وما تلتها، وكذلك عدم تواجد موكلها المتهم الأول في القضية في مسرح الجريمة.
أما المتهم الثاني فأنكر علمه بما كان ينوي المتهم الأول فعله، وأنه غرر به في الواقعة من المتهم الأول، وأن دوره كان مقتصر على الإيقاع بالمجني عليه عن طريق التحايل واصطحابه لمكان وقوع الجريمة، وأنه قام بتوثيقه للمتهم الأول دون مقاومة من المجني عليه فقد كان مسالما، وانه ضربه ضربتين بالعصا فقط، وعليه طالب دفاع المتهم الأول بتخفيف العقوبة على موكله إذ أنه لم يكن على علم بتدبير المتهم الأول لخطف المجني عليه وطلب فدية قدرها 120 ألف جنيه، ومن ثم قتله، والدليل على ذلك إن موكله لم يتقاضي غير ألف جنيه فقط نظير مشاركته في استدراج المجني عليه.
في وقت سابق، كشفت تحقيقات النيابة الأولية في واقعة مقتل شاب جاء من محافظة المنيا للعمل بالتمريض، بمنطقة الزاوية الحمراء في القاهرة، أن المتهمَين كان غرضهم الأول والأخير من ارتكاب الواقعة هو الطمع في الحصول على مقابل مادي من والد الشاب، فخططا لنشر إعلان وهمي مطلوب فيه ممرضين لأحد الأشخاص بمرتب مغري واستدراج أي شخص بحجة توفير فرصة عمل له في مجال التمريض، وسيكون المقابل المادي لها كبير للغاية لإغراء الضحية.
وجاء في تحقيقات النيابة، أن المتهم الأول يبلغ من العمر 41 عاما، يعمل ممرضا، ولا يعرف الشاب القتيل، ولا تجمعه به معرفة سابقة، وأنه كان يمر بضائقة مالية كبيرة، فاختمرت في ذهنه وصديقه « المتهم الثاني» والذي يمر بنفس الظروف، فكرة استدراج أحد الأشخاص من خلال إعلان توظيف وهمي لطلب فدية مالية من أسرة الشخص الذي سيقع تحت أيديهما، لكي يسددا الديون التي فرضتها عليهما الظروف المعيشية الصعبة، وقررا عرض الإعلان على الإنترنت.
وأكمل المتهم في اعترافاته أمام جهات التحقيق، أنهما بدءا في التنفيذ وقام في وقتها بنشر الإعلان على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ليشاهده صديق ” المجني عليه”، والذي قام بدوره بإقناعه بالذهاب إلى القاهرة، لأن هناك أحد المرضى من المسنين يريد ممرض علاج طبيعي لفترة بسيطة، وسيكون المقابل المادي كبيرا جدا مقابل العمل بضعة أيام فقط.
وأضاف المتهم أن ” المجني عليه” اتصل به من أجل الإعلان المنشور، وبالفعل في نفس اليوم حضر إلى القاهرة، فطلب منه “المتهم الأول” الحضور إلى منطقة الزاوية الحمراء، «وعندما حضر إلى المكان، استقبلته أنا وصديقي المتهم الثاني، وبدأنا الحديث معه، إلا أنه شعر بشيء ما، وحاول الهرب منا، وعندما حاولنا الإمساك به، قاوم بشدة، وبعدها قمنا بضربه، واستدرجناه إلى إحدى الشقق بعمارة سكنية في نفس المكان».
وأضاف المتهم الثاني في اعترافاته والذي يبلغ من العمر 36 عاما، ويعمل طباخا بأحد المطاعم، أنه والمتهم الأول قاما بخطف الشاب «القتيل» إلى إحدى الشقق السكنية، وقاما بتقييده وتصويره لإرسال الصور إلى والده عبر واتس آب، وذلك لطلب الفدية المتفق عليها فيما بينهما، إلا أنهما شعرا بأن والد ” المجني عليه” سيقوم بإبلاغ رجال الشرطة وكشفهما، فقاما بقتله وتقطيع جسده لاشلاء حتى يصعب التعرف عليه والوصول إليهما.