جاء انعقاد قمة الدول الإسلامية الثمانية النامية فى القصر الرئاسى الجديد بالعاصمة الإدارية – عاصمة الجمهورية الجديدة – بمثابة افتتاح وتدشين دولى لهذه المدينة الذكية، وجاءت فخامة القصر الرئاسى لتعبر عن عظمة مصر عبر التاريخ، القصر بصورته المبهرة يتناغم مع المبنى العملاق الذى يضم بين جنباته غرفتى التشريع «مجلس النواب ومجلس الشيوخ» السلطة التشريعية ثم الحى الحكومى «السلطة التنفيذية» الذى يضم كل الوزارات المصرية فى مكان واحد لأول مرة فى التاريخ، وتمتد ساحة الشعب يتوسطها السارى الذى يحمل علم مصر الذى الذى يتوسطه ذلك النسر الجارح، هذه الساحة ترمز إلى سيادة الشعب الذى يملك كل السلطات ويمنح ويمنع كل السلطات ايضاً، أما المركز الثقافى والفنى العالمى فقصة أخري، وفى الطرف نجد مسجد مصر العظيم ثم كاتدرائية الميلاد المجيد لتكتمل صورة مصر الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ.
>>>
هذا وصف وشرح عابر بكلمات عابرة لا يمكن أن توفى العمل العظيم جزءاً يسيراً من حقه، لقد فرح المصريون بصورة بلدهم التى عكستها لقطات من القصر الرئاسى أثناء مؤتمر دولي، لكن البعض لم يعجبه لا العاصمة ولا القصر من الأساس، وبدأت رحلة البحث عن سردية تحمل ما يهيج الرأى العام ويشكك فى كل ما تراه عينه، تحدثوا عن الفخامة وقالوا إنها لا تتناسب مع ظروف البلد، وتحدثوا عن الزخارف والمنقوشات على حوائط القصر، البعض قال نحن فى دولة مدنية فلماذا كل هذه النقوش والآيات الإسلامية من أول كلمة اقرأ حتى مُلك مصر؟ بينما قال البعض لماذا تكتب آية
«ونادى فرعون فى قومه»؟ وأقول لكل هؤلاء، نحن نبنى دولة جديدة «زى الكتاب ما بيقول» العلمين الجديدة والمنصورة الحديدة والإسماعيلية الجديدة ودمياط الجديدة وصولا إلى أسوان وأسيوط والمنيا وبنى سويف الجدد.
>>>
ستجد أن كل المدن الجديدة متشابهة النسق والجمال والاكتمال، والقصر الرئاسى هو قصر مصر والمصريين يتوارثونها جيلاً بعد جيل وليس قصر الرئيس الذى يردد دائماً صادقاً ومؤمنًا ومجرداً وعلى رءوس الأشهاد «إحنا عايشين يومين على وش الدنيا»، أما الآيات القرآنية والنقوش الإسلامية فأقول إن القصر به أكثر من قاعة وقبة وجناح، كل منها تعكس حقبة تاريخيّة وحضارية لمصر، والقمة كانت إسلامية والحضور مسلمون فكانت القاعة المزركشة بالمخطوطات الإسلامية، وهناك قاعات أخرى تناسب كل حدث وكل مناسبة، أما الآية التى وقف عندها بعض الحمقى والأغبياء وهى «وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِى مِن تَحْتِى أَفَلَا تُبْصِرُونَ» أقول لهم.. ولماذا لم تقرأوا باقى الآيات فى نفس القاعة؟ لماذا حاولتم استنتاج فاسد؟ لماذا اجتزأتم الصورة؟
>>>
بيد أن القاعة كانت مزينة بخمس آيات متفرقات من القرآن ورد فيها اسم مصر وقد تم كتابتها على جوانب القاعة تبركا وتأكيداً على أن مصر مباركة فى كل الكتب السماوية خاصة القرآن الكريم كتاب المسلمين والحضور مسلمين وهذه الآيات هي:»وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا» «وَقَالَ الَّذِى اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِى مَثْوَاهُ» «فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ».»وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِى مِن تَحْتِى أَفَلَا تُبْصِرُونَ «اهْبِطُواْ مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ».
وفى النهاية تبقى كلمة:
منذ متى وهؤلاء المرجفون فى الأرض يشيدون بإنجاز تحقق على أرض مصر؟ منذ متى وقد وجدنا هؤلاء يحكمون بتجرد ويحقون الحق ولو خالف هواهم؟ وهنا أردد تلك المقولة العظيمة «إذا أردت أن تعرف طريق الحق فتتبع سهام الأعداء».