تقوم وزارة التربية والتعليم بجهود كبيرة للتخلص من شكل الثانوية العامة التقليدى وإجراء تغييرات جذرية فى النظام التعليمي.
أكد الخبراء ان التغييرات يجب أن تكون مبنية على أساس دراسة متأنية لما يتطلبه المستقبل من مهارات ومعارف مشيرين إلى قيام الوزارة بعدة إصلاحات عديدة مثل أساليب التقييم، المناهج الدراسية، التدريب المهني، استخدام التكنولوجيا، وتحقيق التوازن بين احتياجات مختلف الأطراف المعنية فى العملية التعليمية.
اكدت د. راندا الديب استاذ أصول التربية بجامعة طنطا ان الانتهاء من الثانوية العامة بشكلها الحالى يتطلب تغييرات جذرية فى النظام التعليمي، وأن يكون هذا التغيير تدريجيًا وليس فجائيًا، وذلك بسبب التغيرات الاجتماعية والثقافية والمستجدات حول العالم فى عصر التكنولوجيا.
اضافت د.راندا انه فى معظم الأنظمة التعليمية، تكون الثانوية العامة حجر الزاوية فى الانتقال إلى التعليم العالي، ولكن هناك دعوات مستمرة لتطوير هذا النظام ليصبح أكثر تكاملًا ومرونة مشيرة إلى أن الدولة فى خطتها الاستراتيجية تتبنى تطبيق إصلاحات تدريجية.
أكد د.حسن شحاتة استاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس ضرورة تغيير أسلوب التقييم فى المدارس الثانوية، بحيث لا يقتصر على الامتحانات النهائية، بل يتم إدخال مكونات أخرى مثل المشاريع البحثية، التدريب المهني، والتقييم المستمر هى خطوات على الطريق الصحيح.
طالب بالاعتماد على التقييم المستمر بدلاً من الاكتفاء بالامتحانات النهائية بحيث يتم تقييم الطلاب بناءً على أدائهم فى المشاريع، الأنشطة، والمشاركة فى الفصول الدراسية.
اشار إلى أهمية التركيز على مهارات عصر التكنولوجيا مثل دمج المهارات الحياتية، كالتفكير النقدي، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، والابتكار فى المناهج الدراسية بدلاً من التركيز فقط على الحفظ.
شدد د.حسن شحاتة على أهمية التنوع فى المسارات التعليمية من توفير مسارات تعليمية متعددة تلائم اهتمامات وقدرات الطلاب، سواء كان ذلك فى المجالات الأكاديمية أو المهنية أو التقنية، لتقليل الضغط على الطلاب وتوفير فرص أكبر لهم للتميز.
اكد اشرف بدوى كبير معلمين بإدارة المعادى التعليمية على أهمية إدخال التدريب المهنى بحيث تكون هناك فرص أكبر للتدريب بالتوازى مع الدراسة الأكاديمية، مما يساعد الطلاب فى اكتساب مهارات عملية يمكن أن تساعدهم فى سوق العمل.
أشار إلى ضرورة إلغاء الامتحانات التقليدية وتقديم بدائل مثل الامتحانات التفاعلية أو البرمجيات التى تركز على التطبيق العملى بدلًا من التقييم النظري.
أوضح خالد علاء كبير معلمين بإدارة وسط القاهرة أهمية استخدام التكنولوجيا فى التعليم من إدخال أدوات تعليمية متقدمة مثل التعلم عبر الإنترنت والذكاء الاصطناعى لتحسين تجربة التعلم والتقييم وإشراك المعلمين فى عمليات الإصلاح حيث إنهم الأكثر دراية بمشاكل النظام الحالى وقدرات الطلاب.
قال إن تحقيق التوازن بين الأطراف المختلفة يجب أن يكون هناك حوار مستمر بين الوزارات والمدارس والمعلمين، وأولياء الأمور لضمان تلبية احتياجات جميع الأطراف وتحقيق رضاهم حول أى تغييرات مقترحة.
أوضح حمدى السيد كبير معلمين أنه لابد من دراسة وتخطيط طويل الأمد، ولكنها يمكن أن تؤدى إلى تحسينات كبيرة فى النظام التعليمى وتخفف من الضغوط التى يعانى منها الطلاب حاليًا.
اكد امكانية دمج أساليب التعلم التقليدية مع التكنولوجيا الحديثة، مثل التعلم عبر الإنترنت ليكون وسيلة لتعزيز فعالية النظام التعليمي. هذا يتيح للطلاب دراسة المواضيع فى الوقت الذى يناسبهم وتوفير موارد تعليمية متنوعة.
أشارت سلمى مجدى معلم لغة عربية إلى التركيز على التفكير النقدى وتحليل المشكلات بحيث تركز المناهج الدراسية على تطوير مهارات التفكير النقدى وحل المشكلات بدلاً من الحفظ التلقينى و إدخال أساليب تدريس تعتمد على التفكير التحليلى وطرح الأسئلة وحل التحديات التى تشجع الطلاب على التفكير بطرق مبتكرة.
طالبت بإدخال التعلم التفاعلى باستخدام تقنيات الواقع الافتراضى والواقع المعزز لتعزيز عملية التعلم وتوفير تجارب تعليمية تفاعلية. على سبيل المثال، يمكن للطلاب تجربة بيئات علمية أو تاريخية من خلال هذه التقنيات، مما يجعل عملية التعلم أكثر إثارة ومتعة.
أشار حسام مصطفى كبير معلمين إلى اهمية إعادة هيكلة المناهج الدراسية لتقليل الحشو والتركيز على المفاهيم الأساسية التى يحتاجها الطلاب فى حياتهم اليومية أو فى مجالات عملهم المستقبلية ويمكن التركيز على فهم الموضوعات العميقة بدلاً من تغطية مواد سطحية قد لا تكون مفيدة على المدى الطويل.
أكد ضرورة زيادة الاعتماد على التقييم الذاتى والتقييم الجماعى حيث يمكن تشجيع الطلاب على إجراء تقييمات ذاتية لمهاراتهم وتقدمهم، بالإضافة إلى التقييمات الجماعية التى تسمح لهم بتعلم كيفية العمل مع الآخرين وتقديم تعليقات بناءة.
أوضحت هناء على اخصائية اجتماعية بالقاهرة اهمية الاهتمام بالصحة النفسية والرفاهية للطلاب ليكون النظام التعليمى أكثر اهتمامًا بالصحة النفسية للطلاب، حيث إن النظام الحالى قد يسبب الكثير من الضغط والقلق ويمكن تقديم برامج لدعم الصحة النفسية والتشجيع على ممارسة الرياضة والأنشطة الاجتماعية.