لا أود أن أقع فى دائرة الكتابة الموسمية المكررة حول موضوع ما من الموضوعات.. فأنا وعلى المستوى الشخصى والمهنى أمقت الروتين والبيروقراطية والتكرار، وهى الطرق المؤدية الى الملل وما أدراك ما الملل.. اليوم تحتفل مصر بيوم الشهيد الذى يوافق استشهاد أحد أهم القادة العسكريين، وهو الفريق عبدالمنعم رياض على خط الجبهة.. ورغم أننى ومنذ عقود طويلة تمثل سنى عمرى، أنتظر يوم الشهيد حتى أنعش ذاكرتى الوطنية بقصص وحكايات عن أسيادنا الشهداء.. ومن واقع تفاصيل هذه الحكايات، أجدد وضوئى الوطنى الذى نحتاجه بين الوقت والآخر.. وكلما غصت فى تفاصيل قصة من قصص هؤلاء الأسياد الشهداء، اكتشفت اننى لا أعرف الكثير عن معنى التضحية والفداء، ودوماً ما نسمع ونقول إن هؤلاء ذهبوا من أجل أن نبقى نحن.. من أجل أن تبقى مصر الدولة ومصر الأمة ومصر الرسالة ومصر المواقف.. مصر باقية كالنخلة الباسقة فى أرض طيبة رويت بدماء الشهداء وعرق المخلصين وكانت التضحية هى المياه النقية التى تسقى تلك الأرض الطيبة.. اليوم نعيش حالة عظيمة من الشعور الوطنى الممزوج بمشاعر التضحية والفداء، فتتجدد المشاعر وترتفع الهامات وسط حزمة من التحديات غير المسبوقة إقليمياً ودولياً ومحلياً.. كلما مرت بنا أزمة من الأزمات وظهر أمامنا تحدى من التحديات المتنوعة التى تنهك أرواحنا وتستنزف مشاعرنا أتذكر كل هؤلاء الشهداء الذين رحلوا عن عالمنا تاركين خلفهم قصة كفاحهم ونضالهم وإخلاصهم لتكون عبرة وعظة لنا نستلهم منها العبرة والعظة.. اليوم لن أكرر ما كتبته من قبل ولن استحضر مفردات وعبارات مقولبة.. اليوم فقط أذكر نفسى وإياكم بأننا نعيش فى رحاب أسيادنا الشهداء.. ومهما ضاقت علينا سبل العيش وحاصرتنا الأزمات، فلابد أن نتذكر أولاً وقبل أن نشتكى ابن وبنت وزوجة وأم وأب الشهيد.. دمتم فى أمان الله.