الوزير.. والنجم»، أو «النجم والوزير» كانت عنوان حلقة جيدة، ومهمة، من البرنامج الذى تقدمه منى الشاذلى على قناة «اون» الفضائية المصرية، وأهمية هذه الحلقة التى قدمت فور ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الاخيرة هى فى تعبيرها عن التفاعل المطلوب بين وزير الثقافة وبين حدث ثقافى مهم داخل مصر وخارجها، فالمهرجان واحد من إثنى عشر مهرجانا فى خريطة الاتحاد الدولى لمهرجانات السينما فى العالم، ومع تغير رؤسائه مع تعدد دوراته استطاع الصمود والتحدى حتى هذه الدورة الخامسة والأربعين وهو ما استطاع البرنامج ومعديه ومقدمته شرحه للمشاهدين عبر الحوار مع الوزير د.احمد هنو، والنجم أو رئيس المهرجان حسين فهمي، حوار فردى لوجهة نظر كل منهما، وحوار جماعى لم نره فى برامج اخرى على شاشاتنا حيث كان للوزير خصوصية ولرئيس المهرجان خصوصية أخرى وكأن كل منهما فى عالم آخر، ومن جهة اخرى فقد استطاع البرنامج ايضا تقديم حلقات لا تنسى مثل حلقات ابناء قرية البرشا فى الصعيد الذين حضروا لدعم بناتهم بعد مشاركتهن فى فيلم «رفعت عينى للسما» الذى استغرقت صناعته سنوات من مخرجيه ايمن الأمير وندى رياض، وآخر الحلقات منذ ايام عن فريق جديد قادم من ممثلى السينما المصرية بدأ يستحوذ على الاهتمام من خلال فيلمين متتاليين بعنوان «الحريفة» والبرنامج هنا يقدم كل صناع العمل او المشاركين، المؤلف والمخرج والمنتج والمصور والممثلون وغيرهم وهو أمر مهم لأنه يتيح لملايين المصريين معرفة ما يجرى فى ساحات بلدهم فنيا ومجتمعيا، وبدون تغييب اصحاب العمل او التجربة الإبداعية، ومن خلال حوار جيد تجريه مقدمة البرنامج مع ضيوفها، يدخل فى تفاصيل مهمة وضرورية، وهنا يصبح للخبرة السابقة لمنى الشاذلى قيمة كبيرة كونها لا تعتمد على الذاكرة او الهوى الشخصى فقط وانما على فريق عمل قوى وإعداد جيد وهو ما نفتقده فى برامج اخرى كثيرة على شاشاتنا، وهو أيضا ما نتمنى وجوده فى كل انواع البرامج التى تملأ قنواتنا.
الصحفيون.. والمستقبل القريب
بعد يومين من التساؤلات والمناقشات والحوارات فى المؤتمر السادس للصحفيين والذى عقد بنقابتهم اتضح لهم ان قضاياهم اصبحت أصعب من الماضي، وأكثر تنوعا مع رقمنة الاعلام ووجود نسخة رقمية للصحيفة، وما ترتب على هذا من اختلاف الأصل عن الصورة، واهمية معرفة الصحفى الجديد بكل تطورات التحول الرقمي، والاهم من هذا هو النظرة إلى الصحافة نفسها، وهل هناك وقت ستندثر فيه ليصبح علينا ان نعرف ما نريد من المواقع الالكترونية فقط؟ وماهى مواصفات العاملين بالمهنة اليوم؟ وهل اصبح الحلم الاكبر لمن يدرس الصحافة هو تقديم البرامج على شاشات التليفزيون؟ وهل من الطبيعى ان تتزايد كليات الاعلام، وتقدم نفس المناهج القديمة فى زمن اختلفت كل شروطه ؟ بل هل نحتاج هنا فى مصر لكل هذا العدد من كليات الاعلام وأقسام الصحافة. بلا صحف جديدة ؟ ولماذا نتجاهل دراسة شروط العمل فى السوق المصرى والتى اصبحت ضرورة لمعرفة مستقبل خريجين الاعلام الجدد؟ عشرات بل مئات الاسئلة طرحها اهل الصحافة والعاملين بها، وأساتذة الإعلام وغيرهم من الخبراء حول مستقبل الصحافة والصحفيين، فى دورة حملت أسم فلسطين، لتأتى توصياتها مهمة فيما يخص كل ما يتعلق بمستقبل الصحافة.