أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الإندونيسى برابوو سوبيانتو على أهمية مواصلة الجهود للوصول إلى وقف إطلاق النار فى غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بدون أى قيود، كما شددا على ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وفقاً للقرارات الشرعية الدولية، وعبر الزعيمان عن أهمية عودة الاستقرار إلى كل من سوريا ولبنان، وضرورة احترام سيادتهما ووحدة وسلامة أراضيهما.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس أمس رئيس جمهورية إندونيسيا برابوو سوبيانتو، الذى يقوم بزيارة رسمية إلى مصر، حيث عقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية اعقبها جلسة موسعة حضرها من الجانب المصرى الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.
صرح السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بضيف مصر الكبير، مؤكداً على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الصديقين، مشيرا إلى تطلع مصر لتعزيز الشراكة الثنائية مع إندونيسيا فى شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف التعاون والتنسيق السياسى إزاء القضايا والأزمات الإقليمية والدولية.
كما أوضح المتحدث الرسمى أن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون الثقافى والعلمي، حيث أعرب الرئيس الإندونيسى عن شكره لمصر، قيادةً وشعباً، على الفرص التعليمية التى أُتيحت للطلاب الإندونيسيين على مدار السنوات الماضية فى الجامعات المصرية وبالأخص جامعة الأزهر الشريف، وما لذلك من أثر إيجابى على المجتمع الإندونيسى ومساهمته فى نشر الفكر الإسلامى الوسطي.
وأضاف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أكد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية فى مجالات التجارة والاستثمار، والتصنيع وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى أمن الغذاء والطاقة المتجددة، معرباً عن استعداد الدولة لتقديم كافة التسهيلات التى تضمن نجاح أعمال الشركات والمستثمرين الإندونيسيين فى مصر.
من جانبه أعرب الرئيس الإندونيسى عن تقديره للجهود التى بذلت فى مصر لإنشاء بنية تحتية قوية وجاذبة للاستثمارات الأجنبية، مشيراً إلى أهمية زيادة الاستثمارات الإندونيسية فى مصر، فضلاً عن إمكانية النظر فى إقامة شراكات لتوطين بعض الصناعات.
فى ختام اللقاء عقد الرئيسان مؤتمراً صحفيا طرحا خلاله ما تم خلال المباحثات .
.. وخلال مؤتمر صحفى
السيسى: حريصون على تطوير العلاقات مع إندونيسيا لمستوى الشراكة الإستراتيجية الكاملة
ضرورة وجود حلول دبلوماسية وسياسية للصراعات وانهاء حالة الاقتتال فى المنطقة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن العلاقات مع دولة إندونيسيا تتسم بالاستقرار والاحترام المتبادل والتعاون، مشيرًا إلى أن المباحثات مع الرئيس الإندونيسى برابوو سوبيانتو، شهدت الحرص على تطوير العلاقات فى المجالات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الكاملة، سواء فى المجالات السياسية أو الاقتصادية أو التجارية أو العسكرية أو الثقافية.
قال الرئيس السيسى – خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الإندونيسي، بقصر الاتحادية، «نتشرف بأن مصر كانت أول دولة تعترف بإندونيسيا وتقيم معها علاقات دبلوماسية، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن اتسمت العلاقات بين البلدين بالاستقرار والاحترام المتبادل والتعاون»، مبرزا فترة كان التعاون خلالها على مستوى العالم بين الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس سوكارنو وبين دول أخرى فيما يخص عدم الانحياز.
أوضح الرئيس السيسى أن المباحثات مع نظيره الإندونيسى شهدت الاتفاق على أن تكون اللجنة المشتركة رفيعة المستوى تحت الإشراف المشترك لقيادتى البلدين، وأن يكون هناك زيارات متبادلة لمتابعة التطورات والملفات التى سيتم التعاون فيها بينهما.
وقال الرئيس السيسى «نتحدث عن شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين والتعاون فى مجال التجارة والصناعة، وجرى الاتفاق على أنه يكون هناك منطقة لوجيستية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بين إندونيسيا ومصر بشراكة بين الشركات الحكومية وشركات القطاع الخاص فى البلدين، لأننا على سبيل المثال نستورد فقط ضمن علاقات التجارة بين البلدين، ما يقرب من مليار دولار زيت نخيل، ودولة اندونيسيا تستورد من مصر أسمدة فوسفاتية وأشياء أخري»، مضيفا أن «المنطقة اللوجيستية التى نتحدث عنها والتعاون الذى نتحدث عنه، سيكون هناك فرصة كبيرة جدا من خلال إرادتنا السياسية التى أكدناها .
أشار إلى أنه جرى الحديث عن أهمية تنسيق المواقف بالنسبة للقضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمى والدولي، قائلا «التطورات التى تمر بمنطقتنا أخذت وقتا ليس بالقليل فى مباحثاتنا، وتحدثنا على الأوضاع التى تمر بالمنطقة وأهمية تخفيض حجم التصعيد الموجود فى المنطقة».
وتابع الرئيس السيسى «تحدثنا فى سوريا على سبيل المثال عن أهمية أن يكون هناك عملية سياسية شاملة لا تقصى أحدا خلال هذه المرحلة حتى يشارك فيها كل الأطياف والقوى الموجودة فى سوريا».
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى إنه تم الحديث خلال المباحثات مع الرئيس الإندونيسى برابوو سوبيانتو، عن أهمية وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن، وأيضًا أن حل القضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة المستقلة على حدود يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية».
أوضح السيسى أنه تم الحديث – كذلك – عن أهمية وجود حلول دبلوماسية وسياسية للصراعات الموجودة فى دول المنطقة، وعلى سبيل المثل فى منطقة السودان، وهناك توافق كامل على أن القضايا الموجودة فى المنطقة تحل بأسلوب يؤدى إلى خفض التصعيد وإنهاء حالة الاقتتال والصراع الموجودة فى المنطقة.
أكد الرئيس السيسى وجود توافق كامل مع نظيره الإندونيسى على الموضوعات التى جرى تناولها؛ سواء التعاون بين البلدين أو التعاون فيما يخص القضايا التى تمر بها المنطقة.
وتابع الرئيس السيسى إنه تم الحديث عما يقرب من 15 ألف طالب إندونيسى يتم تعليمهم فى الأزهر ومصر، «وأقول للرئيس إننا مستعدون أيضًا أن يزيد هذا العدد بالشكل الذى يتناسب معهم».
اختتم الرئيس السيسى، كلمته فى المؤتمر الصحفى المشترك، بالترحيب بالرئيس الإندونيسى، مبديا سعادته بما جرى التفاهم عليه فى تطوير التعاون بما يليق بالبلدين، مؤكدا أنه خلال هذه الزيارة والأيام القادمة سنتبادل الوفود بين البلدين لمناقشة الموضوعات التى تم التوصل إليها.
من جانبه قال الرئيس الإندونيسى: نريد بشدة تطوير علاقاتنا مع مصر التى بالنسبة للإندونيسيين لها مكانة خاصة، فهى أول دولة عربية تعترف باستقلال إندونيسيا كما أن مصر دولة مهمة فى المنطقة.
وخلال المباحثات تحدثنا فى موضوعات مختلفة سواء حول العلاقات الثنائية أو المستجدات فى الشرق الأوسط، ونتفق مع الرئيس السيسى على ضرورة مواصلة التعاون ولدينا لجنة مشتركة للتجارة نريد تطويرها، كما نريد تطوير علاقاتنا الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية وفى التعليم والسياحة والدفاع.
.. وفى بيان مشترك:
إدانة أى مساس بسيادة سوريا وسلامة أراضيها
العدوان الإسرائيلى على الجولان مرفوض.. ويمثل انتهاكا لاتفاق فك الاشتباك عام ٤٧٩١ ولقرارات الأمم المتحدة
دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الإندونيسى برابوو سوبيانتو أمس، إسرائيل إلى إنهاء احتلالها لهضبة الجولان.. معربين عن إدانتهما لأى محاولات للمساس بسيادة سوريا وسلامة أراضيها خاصة العدوان الإسرائيلى على هضبة الجولان والذى يمثل انتهاكا لاتفاق فك الاشتباك عام 1974 ولقرارات الأمم المتحدة المتعددة.
اتفق الرئيسان، بحسب بيان مشترك صدر عقب المحادثات الرسمية بين الزعيمين، على أن الحل الوحيد المستدام للوضع فى سوريا يأتى من خلال إطلاق عملية سياسية سلمية شاملة وديمقراطية وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 تعطى الأولوية لتحقيق تطلعات ومصالح الشعب السورى وتضمن سيادة ووحدة أراضى سوريا.
فيما يتعلق بتطورات الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية.. استعرض الرئيسان سبل دعم الجهود للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وضمان النفاذ الآمن والمستمر دون عوائق للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين فى غزة، حيث أعرب الرئيس الإندونيسى عن تقديره لدور مصر الرائد فى تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة وأكد التزام دولته بالعمل مع مصر فى هذا الشأن.
أدان الزعيمان تهجير الفلسطينيين من أرضهم.. معربين عن رفضهما للممارسات الإسرائيلية التى ترمى لتحقيق هذا الهدف سواء التهجير من غزة أو الضفة الغربية أو القدس الشرقية..كما أدانا الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية والعنف الذى يمارسه المستوطنون وهدم بيوت الفلسطينيين والاقتحامات العسكرية فى المدن الفلسطينية، والممارسات التى تهدد الوضع القانونى والتاريخى للاماكن المقدسة فى مدينة القدس.
أكد الرئيسان على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها فى الرابع من يونيو 1967 ووقف كافة الإجراءات أحادية الجانب والالتزام بقواعد القانون الدولي، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وخاصة القرارات 242 و252 و267 و446 و2334، لاسيما وأن الممارسات أحادية الجانب لخلق واقع جديد على الأرض ـ فضلاً عن كونها انتهاكاً لالتزامات إسرائيل الدولية ـ تقوض حل الدولتين، والذى لا يزال تعتبره الدول المحبة للسلام الحل الوحيد لإنهاء الصراع.
اتفق الزعيمان على حتمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ومتصلة الاراضى وقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفيما يتعلق بالشأن اللبنانى .. رحب الرئيسان باتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان الذى دخل حيز التنفيذ فى 27 نوفمبر2024 ودعيا إسرائيل إلى التزام بالاتفاق.
أكد الزعيمان على أهمية التنفيذ الكامل القرار مجلس الأمن رقم 1701 -2006، وتمكين نشر الجيش اللبنانى وفرض سيطرته على كافة أنحاء البلاد بما فيها جنوب لبنان. كما أكدا على أهمية دعم المؤسسات اللبنانية.
من جهته.. ثمًّن الرئيس الإندونيسى دور مصر المحورى فى الشرق الأوسط كقائد للسلام والاستقرار فى المنطقة حيث أعربت إندونيسيا عن تقديرها العميق للجهود المصرية الحثيثة للتوصل للسلام فى نزاعات مثل العدوان الإسرائيلى على غزة.. مؤكدا على دعم بلاده الكامل للدور القيادى لمصر.. معربا عن رغبة إندونيسيا فى تعزيز العلاقات والتعاون الثنائى فى مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية خاصة فى دعم استقلال فلسطين، والحفاظ على الاستقرار فى المنطقة بما فيها لبنان وسوريا.
على صعيد العلاقات الثنائية.. أعاد الرئيسان التأكيد على التزامهما بتعميق التعاون الثنانى فى مجالات عديدة بما فيها التجارة وأمن الغذاء والطاقة والدفاع والتعليم والثقافة والسلم الإقليمي.
ثمًّن الرئيسان إمكانات اقتصاد البلدين، وأكدا ثقتهما فى استمرار نمو حجم التجارة والاستثمار بين البلدين، واتفقا على المضى قدماً فى تعزيز أنشطة التجارة والاستثمار فى مجالات زيت النخيل والأسمدة والطاقة المتجددة والسلع الزراعية والاقتصاد الرقمى والبنية الأساسية والنقل، باعتبار مصر بوابة للمنتجات الإندونيسية إلى كل من الأسواق الأورومتوسطية والإفريقية، واعتبار إندونيسيا مركزاً لنفاذ المنتجات المصرية إلى أسواق منطقة الآسيان.
كما ثمًّن الجانبان الانعقاد الناجح للجنة الإندونيسية للتجارة فى يوليو 2024 كخطوة رئيسية نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.. مؤكدين أهمية التعاون القائم فى مجال الدفاع والأمن بين البلدين، واتفق الجانبان على الحاجة لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتعزيز وتوسيع هذه المجالات.
أبرز الرئيسان أهمية الاستمرار فى التعاون فى مجال التعليم بين البلدين، وأعرب الرئيس «برابوو» عن الامتنان للدعم المستمر الذى تقدمه مصر فى استضافة نحو 15 ألف طالب إندونيسى وبخاصة أولئك الدارسين فى جامعة الأزهر.
أكد الرئيسان فوائد التبادل الثقافى بين بلديهما فى تعزيز الصداقة وتقوية علاقات الشعبين واقترح الرئيس «برابوو» اعتماد رياضة البينشاك سيلات، وهى رياضة إندونيسية تقليدية كرياضة رسمية فى مصر وتأسيس اتحاد مصرى لهذه الرياضة .
أعربت إندونيسيا عن اهتمامها بتعزيز التعاون مع مصر وجامعة الأزهر لتطوير التعليم الدينى وتعزيز الوئام الإقليمي.
ورحب الرئيسان باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين فى نوفمبر 2023 وبحثا فى كيفية اتخاذ المزيد من الإجراءات لتوطيد التواصل بين الشعبين .
أعرب البلدان عن تطلعهما لعقد اجتماع اللجنة المشتركة برئاسة وزيرى خارجية البلدين فى القاهرة فى عام 2025 والانتهاء من التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقات الجارى التفاوض بشأنها سعياً لوضع إطار فعال لدفع سبل التعاون بين البلدين.
أعاد الرئيسان التأكيد على أهمية الحفاظ على الأمن المائى والغذائى لكلا الدولتين من خلال تعزيز التعاون العابر للحدود وفقا للقانون الدولى لضمان استدامة إمدادات المياه اللازمة للحياة والزراعة وإنتاج الغذاء وخدمات النظم البينية.
فى نهاية اللقاء.. دعا «برابوو»، الرئيس السيسى لزيارة إندونيسيا فى توقيت لاحق يتم الاتفاق عليه بين الجانبين، حيث ستمثل هذه الزيارة محطة مهمة على صعيد الشراكة بين مصر وإندونيسيا، وفرصة لتحقيق المزيد من السلام والرخاء والتقدم لكلا البلدين.