الاحتلال يستهدف «الجوعى» أثناء انتظارهم للمساعدات .. وينفذ مداهمات بالضفة
واصل الطيران الإسرائيلي، شن غارات على مختلف أنحاء قطاع غزة، وقد جددت القوات الإسرائيلية استهداف تجمعات لفلسطينيين ينتظرون المساعدات الإنسانية.
أفادت مصادر بأن الغارات طالت حى الجنينة شرق رفح جنوب القطاع، ومنازل فى مخيم النصيرات ودير البلح، كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية المربعات السكنية والمناطق المأهولة ومحيط مراكز الإيواء.وأفيد بارتفاع عدد قتلى القصف الإسرائيلى على منازل فى النصيرات ودير البلح وسط قطاع غزة إلى 35.
قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح إن «أكثر من 45 شهيدا و90 مصابا وصلوا للمستشفى منذ الليلة الماضية معظمهم نساء وأطفال».
وفى خان يونس، نسف الجيش الإسرائيلى عددا من المنازل، وشن قصفا مدفعيا مكثفا يستهدف مناطق المدينة وشمالا، شن الجيش الإسرائيلى قصفا مدفعيا على منطقة جحر الديك جنوب مدينة غزة، حيث اندلعت اشتباكات بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلى فى المنطقة.
وفى هذا السياق، أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامي، أنها نفذت «كمينا هندسيا» برتل من الآليات الإسرائيلية المتوغلة جنوب شرقى حى الزيتون بمدينة غزة. وأضافت السرايا، أن مقاتليها قصفوا بقذائف الهاون تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلى فى شارع 10 جنوب حى الزيتون.
الى ذلك، أعلنت وزارة الصحة فى غزة، أن القوات الإسرائيلية ارتكبت 9 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 83 قتيلا و142 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. وقالت الوزارة فى بيان إنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدنى من الوصول إليهم».
أكدت الوزارة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 30800 شهيد و72298 إصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي.
أفاد مراسلنا، بأن عشرات حالات التسمم الغذائى تصل إلى مجمع الشفاء الطبى فى غزة يوميا جراء تلوث المزروعات والأعشاب فى غزة بالذخائر الإسرائيلية.
على صعيد متصل، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلى أن إسرائيل أعادت إلى قطاع غزة عشرات الجثث التى سرقها الجيش من مستشفى ناصر «للاشتباه بوجود جثث للمختطفين الإسرائيلين بينها».
قالت الإذاعة إنه تمت سرقة الجثث بعد الاشتباه بأن المستشفى يحتجز جثث مختطفين إسرائيليين، وتم نقل الجثث لإجراء عمليات تشخيص للتعرف عليها فى إسرائيل، وتمت إعادتها بعد ذلك، من الواضح بشكل قاطع أنهم فلسطينيون».
كشفت هيئة البث الإسرائيلية عدد الجثث التى فحصها الجيش الإسرائيلى وقالت: «الجيش فحص 400 جثة من مستشفى ناصر وتبين أنها لا تعود لأى من المختطفين الإسرائيليين».. وأفادت مصادر فلسطينية بوصول «47 جثمان من معبر كرم أبوسالم كانت محتجزة لدى الجيش الإسرائيلي، وتعود لمواطنين من غزة، وتم تحويلهم إلى مستشفى النجار فى محافظة رفح».
فى المقابل، أظهرت إحصائية لإذاعة الجيش الإسرائيلي، سقوط خسائر كبيرة فى صفوف الضباط، منذ عملية «طوفان الأقصي»، والهجوم على قطاع غزة.
قالت إذاعة الجيش إن من بين القتلى 4 قادة ألوية، و39 قائد فصيلة، و13 قائد سرية، و6 ضباط برتبة مقدم منذ 7 أكتوبر».. وكان الجيش الإسرائيلى أعلن قبل أيام، مقتل ثلاثة جنود فى المعارك الجارية مع الفصائل الفلسطينية بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ليرتفع عدد قتلى الجيش منذ بدء الحرب إلى 585 عسكريا حتى يوم السبت الماضي.
وفى الضفة الغربية، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلى عشرات المواطنين، بينهم 4 نساء وفتيات، خلال عمليات دهم وتفتيش واسعة بعدد من المحافظات.. واقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة طوباس وبلدة طمون بعد منتصف الليل تحت غطاء كثيف من طائرات الاستطلاع، ودفعت بتعزيزات عسكرية ترافقها جرافة عبر حاجز تياسير العسكرى وبوابة عاطوف.
دارت مواجهات واشتباكات مسلحة عنيفة فى طوباس وطمون، تخللها إطلاق كثيف للنيران وتفجير عبوات ناسفة بدوريات الجيش الإسرائيلي، التى داهمت عشرات المنازل وفتشتها واعتقلت 13 مواطنا، بينهم أقارب شبان مطلوبين.
قالت جمعية الهلال الأحمر إن طواقمها فى طوباس تعاملت مع 3 إصابات نتيجة الاعتداء بالضرب، ونقلتها إلى المستشفى خلال اقتحام طوباس، وعرقلت القوات عمل طواقمها واحتجزتهم لفترة من الوقت.
اقتحمت القوات مدينة نابلس، وداهمت عددا من المنازل فى رام الله والبيرة وسط الضفة، واعتقلت الصحفية والأسيرة المحررة بشرى الطويل، بعد الاعتداء عليها بالضرب المبرح.
على صعيد المساعدات، فمن المتوقع أن تفتح إسرائيل نهاية هذا الأسبوع ما وصفته بأنه «ممر مباشر من أراضيها إلى شمال قطاع غزة»، بغرض إدخال المساعدات الإنسانية، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية.
ذكرت الهيئة أن الخطوة تأتى بضغط من الوسطاء «لا سيما من الولايات المتحدة ومصر».. ولم تذكر الهيئة موعدا للخطوة المتوقعة، لكنها نقلت عن قناة «كان» العبرية القول إن ذلك قد يتم خلال الأيام المقبلة.
أشارت الهيئة إلى شق ممر المساعدات الإنسانية خلال الأسبوعين الماضيين.. وقالت إن الممر يخرج من إسرائيل ويتجه غربا نحو البحر.. وأضافت أن لواء نحال يتولى مسئولية تأمين الممر، الذى قالت إنه سيمر بالقرب من جوهر الديك فى غزة، ومن هناك ستدخل الشاحنات، بعد فحصها فى معبر كرم أبوسالم.
كان الاتحاد الأوروبى سعى إلى فتح ممر بحري.. فقد حثت الكارثة التى هزت الرأى العام الدولى الأسبوع الماضى فى «دوار النابلسي» جنوب غربى مدينة غزة شمال القطاع، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية النار على مدنيين كانوا ينتظرون شاحنات الإغاثة، المجتمع الدولى إلى البحث عن سبل أخرى لإدخال الغذاء.
قال المتحدث باسم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إنها ستسافر إلى قبرص فى وقت لاحق من الأسبوع الجارى للعمل على فتح ممر إغاثة محتمل عبر الجزيرة الواقعة فى البحر المتوسط لدعم سكان غزة.