منذ أيام التقى فى القاهرة وزراء السياحة العرب فى اجتماعهم السنوى الذى يعقد بالتناوب فى أحد العواصم العربية أو فى مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية فى إطار المجلس الوزارى العربى للسياحة.. ويعود تاريخ إنشاء هذا المجلس إلى تسعينات القرن الماضي.. وكان اجتماعه فى الأسبوع الماضى الاجتماع السابع والعشرين.. وقد سبقت اجتماعات الوزراء اجتماع المكتب التنفيذى للمجلس.. وكانت رئاسته هذا العام لمصر.. وبالتالى تولى رئاسة الاجتماعات الوزير شريف فتحى وزير السياحة والآثار..
وقد أتيح لى أن أشارك فى الاجتماعات السابقة لوزراء السياحة العرب ومكتبهم التنفيذى بصفتى ممثلاً لاتحاد الكتاب السياحيين العرب ورئيساً للاتحاد.. وهو عضو منتسب بالمجلس.. وقد تنقلت هذه الاجتماعات بين القاهرة وعدة عواصم ومدن عربية بينها دمشق وبيروت وعمان والعقبة ومسقط وصنعاء والجزائر وتونس.. وسيعقد اجتماعها القادم فى ديسمبر 5202 فى العاصمة العراقية بغداد بدعوة من وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقى الدكتور أحمد فكاك أحمد البدراني.. وكان وزراء السياحة العرب قد وافقوا من قبل على فوزها بلقب عاصمة السياحة العربية لعام 5202.. وقد جرت فى اجتماعات وزراء السياحة ومكتبهم التنفيذى مناقشة موضوعات عديدة وإصدار قرارات وتوصيات بشأنها شملت العديد من أوضاع السياحة العربية خاصة ما يتعلق بالتنمية السياحية والسياحة البينية والاستثمار السياحي.. وتنفيذ استراتيجية السياحة العربية.. وقضايا التراث الحضارى وما تعرض له هذا التراث من خسائر فادحة وصلت إلى تدمير إسرائيل لعدد 26 موقعاً ومعلماً أثرياً وحضارياً فى غزة.
وكان موضوع استخدام الذكاء الاصطناعى فى السياحة مثار اهتمام كبير وقد أثاره الوزير شريف فتحى خلال رئاسته للمكتب التنفيذى لوزراء السياحة العرب، مشيراً إلى تجربة مصر فى الاستعانة به فى التسويق السياحى وتجربة إحياء التاريخ فى المتاحف المصرية.. وتناول بعض التحديات التى يواجهها استخدام الذكاء الاصطناعى مؤكداً الحاجة إلى حوكمة التعامل معه.. كما تناول شريف فتحى أيضاً أهمية التعاون العربى وتبادل الخبرات بين الدول العربية فى مجال الطاقة النظيفة بما يقلل من الانبعاثات الضارة.. ويذكر أن 23% من المنشآت الفندقية فى مصر تعمل بالطاقة النظيفة.. كما أن جميع منشآت شرم الشيخ تعمل بها..
وتستضيف مصر فى شهر فبراير القادم فى مدينة شرم الشيخ مؤتمراً عن دور المصارف العربية فى تنمية السياحة العربية.. وتنظم وزارة السياحة والآثار المصرية هذا المؤتمر بالتعاون مع اتحاد المصارف العربية وبالتنسيق مع منظمة السياحة العربية..
وفى هذا الشأن اقترح وزير السياحة والتراث فى سلطنة عمان الوزير سالم بن محمد المحروس إنشاء صندوق خاص لتمويل التنمية السياحية لتكون مؤسسة مالية عربية توفر التمويل للمنشآت السياحية العربية.. وقد جاء اقتراح الوزير العمانى خلال كلمته بعد توليه رئاسة اجتماعات وزراء السياحة العرب لهذه الدورة التى تستمر حتى انعقاد المجلس القادم فى عام 5202.. وتستضيف سلطنة عمان فى الربع الأول من عام 5202 الملتقى العربى للاستثمار فى مواقع التراث الثقافى وقد اقترح الوزير شريف فتحى تغيير اسم الملتقى إلى إدارة مواقع التراث.. وتستضيف عمان أيضاً فى عام 5202 مؤتمراً عن إحصائيات السياحة.. وقد أشار السفير الدكتور أحمد إبراهيم المالكى الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشئون الاقتصادية إلى الأهمية الاقتصادية للسياحة فى اقتصاد الدول العربية.. كما عرضت وزيرة سياحة البحرين فاطمة الصيرفى مقترحاً لتنمية السياحة العربية.. وقام السفير محمد بن يوسف سفير تونس فى مصر والذى رأس وفدها بترشيح تونس لكى تكون عاصمة السياحة العربية فى عام 6202 وطالب بدورية اختيار العواصم بين الأقاليم الجغرافية العربية.. وكانت هناك ورقة لحوكمة اختيار العاصمة قدمها الدكتور بهجت أبو النصر مدير إدارة السياحة والنقل بجامعة الدول العربية.. وقد أعلن أنه يتطلع الى سداد الدول لمساهماتها فى ميزانية المجلس الوزارى العربى للسياحة..
ويمكن أن نقول إن هذه الدورة من دورات المجلس الوزارى العربى كانت دورة مثمرة أسفرت عن وضع خطوات تنفيذ الاستراتيجية العربية للسياحة.. كما أقرت تنظيم ثلاثة مؤتمرات هامة للسياحة والتراث الحضارى وإحصائيات السياحة تعقد فى مطلع عام 5202.
سمير حلاوة.. فى رحاب الله
رحم الله الأخ والصديق العزيز والراحل الكريم سمير حلاوة الرئيس الأسبق للشركة الأم لشركات السياحة المصرية التى تحمل الترخيص رقم «1» بين شركات السياحة المصرية.. وقد كان سمير حلاوة رئيساً لمصر للسياحة فى عصرها الذهبي.. وكان يقودها من نجاح إلى نجاح.. وكان صاحب مبادرات وابتكارات.. وكان شخصية عالمية.. يعرفه منظمو الرحلات العالميون.. ويشارك فى كثير من المنظمات السياحية العالمية.. وأسهم فى إحضار أكبر مؤتمرين لهذه المنظمات ليعقدا بمصر.. مؤتمر «منظمة الأستا الأمريكية».. ومؤتمر منظمة «الايكا» وهى منظمة سياحة الحوافز والمؤتمرات.. وقد غادر «مصر للسياحة» بعد نجاح كان جزاؤه إخراجه منها غدراً وإسنادها لغيره.. ولكنه لم يتأثر وقابل الأمر بالرضا.. وظل وفياً لمهنته وزملائه.. وظلت متابعته لها لا تتوقف.. وكنا دائماً على تواصل معاً.. كانت لديه كثير من الآراء فى كثير من أمور السياحة.. وكان يتصل بى ونتناقش فيها معا.. كانت صداقة وأخوة اعتز بها.. رحمه الله.. وستبقى سيرته عطرة.. رائداً من رواد السياحة المصرية العظام.