فى الجزء الأول من المقال طرحنا تساؤلات عديدة حول طبيعة العلاقة بين إيران وإسرائيل وفى هذا الجزء نطرح بعض الحقائق.
يحج يهود العالم إلى إيران، لأن فيها جثمان «بنيامين» شقيق نبى الله يوسف عليه السلام، وفاق حب اليهود الإسرائيليين لإيران أكثر من حبهم لمدينة القدس. اليهود يقدسون إيران أكثر من فلسطين، لأنها دولة «شوشندخت» الزوجة اليهودية الوفية للملك «يزدجرد» الأول، ولها مقام مقدس يحج إليها اليهود من كل العالم. إيران بالنسبة لليهود هى أرض كورش مخلصهم، وفيها ضريح «استرومردخاي» المقدس، وفيها توفى النبى «دانيال»، ودفن النبى «حبقوق»، وكلهم أنبياء مقدسون عند اليهود.
كيف استطاعت إيران أن تخادع العرب بعداوتها لإسرائيل، وشركات إسرائيل لها الأفضلية فى الاستثمارات داخل إيران، عبر أكثر من 200 شركة إسرائيلية.
وأخيرًا هل تعلم أن ثلثى الجيش الإسرائيلى هم من يهود إيران، وأكبر المستوطنات يقبع فيها يهود إيران، وإيران تعتبرهم مواطنين مهاجرين.
الذى يتابع المسرحيات الهزلية التى تتم بين إيران وإسرائيل يجد، أن بعد مهاجمة إسرائيل القنصلية الإيرانية فى دمشق، وقتل سبعة ضباط وعلى رأسهم العميد محمد رضا زاهدي، أحد أهم قيادات الحرس الثورى الإيراني، هددت إيران وتوعدت إسرائيل بالثأر والانتقام، وقبل توجيه ضربتها الانتقامية باثنتين وسبعين ساعة، أبلغت الولايات المتحدة بموعد الضربة، والأسلحة المستخدمة فى الهجوم، وهو ما يعنى أبلغت إسرائيل، فعملت إسرائيل حسابها واستعدت للضربة، وعندما بدأت الهجمة، أطلقت إيران 320 صاروخاً باليستيا وكروز وطائرات بدون طيار، فى أكبر عملية عسكرية مباشرة تقوم بها إيران ضد إسرائيل، استمرت العملية ٥ ساعات، لكن حصيلة هذا العدد الكبير من الصواريخ والطائرات سقوط 99 % منها قبل الوصول إلى أهدافها وتعاود إسرائيل الهجوم على أصفهان الإيرانية بطائرات صغيرة مسيرة دون أن تلحق بإيران أى خسائر تذكر.
ولذلك هل العلاقة الحقيقية بين إيران وإسرائيل هى سلام بين البلدين، ويتحاربان فى العلن ليتقاسما النفوذ على بلدان الشرق الأوسط؟، ويدفع ثمنه العرب؟.