منهج جديد ورؤية حديثة تواكب مصر الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى دار الإفتاء المصرية يدشن لها الدكتور نظير عياد مفتى الديار المصرية. فقد تم افتتاح الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية تحت رعاية مباشرة من رئيس الجمهورية احتفاءً باليوم العالمى للفتوى وذكرى تأسيس «الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم» لتحقيق الأمن الفكرى وتعزيز السِّلم العالمي. تأتى هذه الندوة المهمة فى ظل التحديات الجسيمة والواقع الجديد الذى يهدد الأمتين العربية والإسلامية. الندوة تضمنت محاورها وسائل التواصل الاجتماعي والتى كان لها دور كبير وساعدت على انتشار فوضى الفتاوي، وأثَّرت بالسلب على الأمن الفكرى والاستقرار المجتمعى بشكل خطير، ثانيا الأمن الفكرى وحمايةَ العقول الإنسانية من أيِّ تطرُّف أو غلو فى فهم النصوص الدينية أو تطبيقها بشكل خاطئ مما كان له أثر سلبى على عقول الناس. ثالثاً خطورة الجماعات المتطرفة والتى شكَّلت انحداراً على الأمن الفكرى والمجتمعى وغرست أفكاراً شاذة فى العقول جعلت الإنسان بلا انتماء أو هُوية من خلال ترسيخهم الأفكار المغلوطة التى تعارض صحيح الدين. دار الإفتاء تستكمل دورها الرائد فى صياغة الفكر المستقر وإبراز روح الإسلام السمح الذى يعالج كل مناحى الحياة. ويرسم صورة واضحة أن الإسلام دين الرحمة والتعايش مع الآخر. الدكتور نظير عيَّاد مفتى الجمهورية ألقى كلمة جامعة ومانعة بعنوان «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري» فحذر من التحديات الجسيمة والخطيرة التى تواجهنا فى الواقع الذى نعيشه اليوم ومنها «الفتاوى الشاذة» و»فوضى الفتاوي»، والتى تفتقد الدليل الراسخ والاستدلال الصحيح وتصدر ممن ظن وبعض الظن إثم أنه عالم وجهبذ. مع أنه لا يحمل فى جعبته إلا القشور وليس مؤهلاً للفتوي. هذه الفتاوى للأسف أصبحت مدخلاً للطعن فى الإسلام وتشويه صورته وفتحت الباب أمام خصومه للطعن فيه. وكم من الفتاوى صدرت من الهواء بتكفير المسلمين، واستباحة دمائهم، وتخويف الآمنين وترويعهم وهذا ليس من الإسلام فى شيء. وسائل التواصل الاجتماعى ساعدت هى الأخرى على انتشار هذه الفوضي، حتى أننا نجد عدد المفتين فى الواقع الافتراضى يكون بعدد مَن لهم صفحات أو مواقع عليها، الأمر الذى أثر بالسلب على الأمن الفكرى والاستقرار المجتمعى بشكل خطير، ومن ثَمَّ فإن المرء ليتعجب عندما ينظر فى حال هؤلاء القوم، ويقارن بينهم وبين حال الصحابة الكرام رضى الله عنهم جميعا فقد كان الواحد منهم يتحرج ويتراجع عندما يسئل وقد قيل لا يفتى ومالك فى المدينة وهو من هو؟.