«الجمهورية».. تتوقف فى محطة عنوانها «المستقبل»: 60 شركة مصرية + استقطاب شراكات خارجية = انطلاقة تكنولوجية إلى العالمية
فى الـ «10» سنوات الاخيرة، وضعت الدولة المصرية اساسا فى عملية الاصلاح والتطوير، شعارها «التنمية المستدامة» وفق تكنولوجيا العصر، جنبا إلى جنب مع عملية الاصلاح الاقتصادي، يتوجد «بناء الانسان المصري.. اولا وقبل اى وكل شيء».
وفى مقدمة عمليات التطوير، اعتماد الصناعات الالكترونية، اساسا فى توطين الصناعات، بل تخطى هذا إلى صناعات الكترونية دقيقة، قى مقدمتها «الرقائق الالكترونية» كونها صناعة استراتيجية «رفيعة المستوي.. شديدة الدقة.. واسعة الاستخدام».
وفى هذا الاتجاه، عملت الدولة المصرية وبتوجيهات من القيادات السياسية بقوة فى هذا الاتجاه من خلال تشريعات وقوانين جديدة، وحزم دعم متنوعة، وعوامل جذب كثيرة، اضافة إلى مجموعة شركات مصرية نشطة، والعمل على جذب شراكات خارجية قوية تكون سندا فى هذه الصناعات.
«الجمهورية» وفى جولاتها بين انجازات الدولة المصرية الحديثة، تتوقف فى محطة من محطات بناء «الجمهورية الجديدة»، هى محطة الصناعات الالكترونية «عموما»، ومحطة «الرقائق الالكترونية» تحديدا وتشمل آراء الخبراء، ويقترب من ثروات مصر فى المواد الخام الاساسية، التى تمثل كنوزاً، وفى هذا الملف تفاصيل كثيرة، نتابعها فى السطورة التالية.
الصناعات الإلكترونية .. ثروة الجمهورية الجديدة
مصر.. اتخذت خطوات قوية: استثمارات وخبرات = مكانة رئيسية فى سوق تصنيعها
الرقائق الإلكترونية.. الصناعة الواعدة
وسط عالم مضطرب، وسباق محموم على صناعات متميزة، شهدت السنوات الأخيرة، سابقاً «صعباً»، حول صناعة «الرقائق الإلكترونية»، كونها أساسية فى الصناعات الاستراتيجية وشديدة الدقة، ومن هذا الاتجاه اتخذت مصر «خطوات جادة»، مدعومة بتوجيهات من القيادة السياسية، ومجموعات شركات واعدة، وخبرات متنوعة وقوية، يمكنها أن تمنح مصر مكانة خاصة ومتميزة، فى سوق هذه الصناعة.
وفى هذا الاتجاه، كانت الفكرة الرئيسية، من خلال تنفيذ مشروع وادى السيليكون، فى المنطقة الصناعية، بالقرب من مدينة العلمين، فى منطقة الساحل الشمالى الغربي، اضافة إلى الاستفادة من الخامات الطبيعية، وهى ثروات مصرية، فاخرة بالفعل.
«الجمهورية» تجولت بين سطور حكاية صناعة الرقائق الإلكترونية، من أجل أن يتعرف القارئ على تفاصيلها واستخدامها والسباق فى هذه الصناعة.
الرقائق الإلكترونية هى قطع صغيرة مصنوعة من السيليكون يتم تغليفها فى حاوية من البلاستيك أو الخزف تسمى الحزمة وتعمل الرقائق الإلكترونية على تضخيم الإشارات الكهربائية أو تعمل كمفتاح تشغيل/ إيقاف فى تطبيقات الحاسب الآلى ومن الممكن أن تكون الرقاقة عبارة عن ترانزستور واحد، أو دائرة متكاملة تضم مجموعة مترابطة من الترانزستورات.
تعد الترانزستورات، أهم عنصر فى الدائرة الإلكترونية وتعمل كصمامات تسمح بتدفق التيار فى اتجاه واحد، وتتكون الدائرة الإلكترونية من عناصر أخرى بجانب الترانزستورات مثل المكثفات والمقاومات، حيث تعمل المقاومات على توفير جهد محدد من المقاومة للتيار بينما تقوم المكثفات بتخزين الشحنة الكهربائية وهناك عنصر فى الدائرة الإلكترونية يعمل على تخزين الطاقة فى شكل مجال مغناطيسى يسمى بالمحرض.
الخبراء، قالوا لـ «الجمهورية»،إن الرقائق الإلكترونية تتميز بأنها تحوى مجموعة من الأبواب الكهربائية التى يمكن التحكم فيها للسماح بتدفق التيار الكهربائى أو حجبه، ويتطلب تصنيعها مصانع خاصة وتبدأ عملية الإنتاج بتقطيع ألواح المواد إلى شرائح رقيقة، ثم تضاف العناصر الإلكترونية على سطح الشريحة باستخدام تقنية الطباعة بالضوء، وتربط هذه العناصر معاً باستخدام الأسلاك الرفيعة لإنشاء الدوائر الإلكترونية.
وأضافوا أن الرقائق الإلكترونية، تختلف فى الحجم والتعقيد والتصميم والأداء، ويتطلب تصنيعها استخدام تقنيات حديثة ومتطورة، فى عملية تتطلب مراقبة دقيقة لدرجة الحرارة والضغط وتركيز المواد المستخدمة، كما تتطلب إجراء تنظيف وتحضير دقيق للسطح قبل إضافة العناصر الإلكترونية، ولذلك تعد الرقائق الإلكترونية من الابتكارات المهمة فى عالم الإلكترونيات وتتمتع بأهمية كبيرة فى تحسين أداء ووظائف العديد من الأجهزة الإلكترونية المتوفرة فى السوق.
وذكر الخبراء، أن توصيل الرقائق الإلكترونية بالأجهزة والأدوات الإلكترونية الأخري، يكون باستخدام تقنية تسمى «ربط الأسلاك»، ويتم ذلك بتوصيل أسلاك نحاسية رفيعة بالرقاقة الإلكترونية، ثم توصيل هذه الأسلاك بالأجهزة الإلكترونية الأخري.
مما تتكون الرقائق الإلكترونية: وقالوا إنه يمكن تصنيف الرقائق الإلكترونية ضمن السلع النادرة نسبياً لعدة أسباب من بينها تكلفة التصنيع: فتصنيع الرقائق الإلكترونية يتطلب استخدام تقنيات ومعدات متطورة ومكلفة، وهذا يجعل تكلفتها باهظة الثمن، والطلب العالمى يزيد على الرقائق الإلكترونية من الدول المتقدمة تكنولوجياً ويحدث هذا فى الوقت الذى يشهد اتساعا فى استخدام الرقائق الإلكترونية فى العديد من الصناعات والتطبيقات، ومن ثم يؤثر هذا الطلب العالمى على توفير الرقائق الإلكترونية فى الأسواق، بالاضافة إلى الاعتماد على المواد النادرة حيث تحتوى الرقائق الإلكترونية على عدد من المواد النادرة مثل التنجستن والتانتالوم والكوبالت والجاليوم وغيرها والتى تستخرج من مناجم خاصة فى بعض الدول، وهذا يجعل توفرها صعباً ويزيد من تكلفة الإنتاج.
والولايات المتحدة الأمريكية تعد من الدول الرائدة فى تصنيع الرقائق الإلكترونية، حيث تحظى بمجموعة كبيرة من الشركات والمصانع التى تعمل فى هذا المجال مثل شركة إنتل، وشركة آبل، اضافة إلى ان قطاع تصنيع الرقائق الإلكترونية فى اليابان كبير ومتطور، ويضم العديد من الشركات الكبير مثل شركة سونى وشركة توشيبا، وتنشط فى كوريا الجنوبية، مجموعة من الشركات الكبيرة فى صناعة الرقائق الإلكترونية بكوريا الجنوبية مثل شركة سامسونج وشركة إل جي، و تنشط العديد فى تايوان العديد من الشركات الناشئة والمتخصصة فى صناعة الرقائق الإلكترونية مثل شركة تايوان سيميكوندكتور وشركة تايوان ستار، وتعد الصين من الدول الناشئة فى صناعة الرقائق الإلكترونية، وتضم العديد من الشركات الكبيرة والناشئة فى هذا المجال، مثل شركة هواوى وشركة شاومي.
ويتفق الخبراء، على أن صناعة الرقائق تواجه بعض التغييرات فى ظل التوترات القائمة بين الصين وتايوان– ثانى أكبر لاعب بقطاع صناعة الرقائق– إلى جانب الصراع الجيوسياسى بين الصين وأمريكا الذى كانت حرب الرقائق جزءاً كبيراً منه بالاضافة إلى جائحة كورونا مما يؤكد ضرورة دخول لاعبين جدد ونقل تلك التكنولوجيا المتطورة إلى بلدان أخري، وعلى الرغم من اتجاه الطلب للتراجع فإن الطلبيات الخاصة بالرقائق من صانعى السيارات تعوض خسائر شركات صناعة الرقائق الناجمة عن الحرب التجارية بين الصين وأمريكا وتباطؤ معدلات الطلب على الإلكترونيات الشخصية.
وأشاروا إلى أنه نظراً للتوتر السياسى المستمر بين الصين وتايوان وبعد أزمة نقص الرقائق التى شلت العديد من القطاعات قررت الولايات المتحدة تخصيص حوالى ٠٨٢ مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة «قانون الرقائق والعلوم»، كى تحد من سيطرة الصين على هذه الصناعة وتتمكن من استعادة مكانتها الرائدة فى هذا المجال، إذ تصنع الولايات المتحدة اليوم ٢١ فى المائة من أشباه الموصلات فقط، بينما كانت نسبة إنتاجها ٧٣٪ فى عام ٠٩٩١، ولم تكتف الولايات المتحدة بذلك، ففى أكتوبر العام الماضى فرضت عقوبات جديدة على الصين هدفها منع الشركات الصينية من الوصول إلى أحدث المعدات والتقنيات الأمريكية اللازمة لصنع الرقائق الإلكترونية المتطورة صغيرة الحجم، مما أدى إلى انخفاض مشتريات الصين من معدات صنع أشباه الموصلات بنسبة ٧٢٪، بالاضافة إلى ذلك، تحاول الولايات المتحدة الضغط على الشركات الأوروبية كشركة «إيه إس إم إل» من تصدير تقنياتها ومعداتها الحديثة إلى الشركات الصينية المصنعة للرقائق الإلكترونية، وتحاول دول الاتحاد الأوروبى تفادى حرب الرقائق والتركيز على مصالحها الاقتصادية، ففى نوفمبر من العام الماضي، وافق ممثلو دول الاتحاد الأوروبى على تخصيص ٦،٦٤ مليار دولار أمريكى لتصنيع ٠٢ فى المئة من أشباه الموصلات المصنعة حول العالم بحلول عام ٠٣٠٢.
مركز المعلومات فى مجلس الوزراء: معدن إستراتيجى+ أساسى فى الصناعات الإلكترونية: توفير العملة الأجنبية + المزيد من فرص العمل
الكوارتز .. ثروة مصرية
في تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الكثير من المعلومات عن معدن الكوارتز وأهم الصناعات التي يدخل فيها، والدول الفاعلة في تصديره واستيراده بالاضافة إلى التطرق للتجارة الخارجية لمصر فيما يتعلق بمعدن الكوارتز والجهود المبذولة لاستغلال هذا المعدن، والذى يتوافر في العديد من المناطق سواء علي قمم الجبال أو رمال الشواطئ أو الانهار أو الصحراء وله حضور قوى بين الثروات المصرية.
تقرير مركز المعلومات في مجلس الوزراء أشار إلي استخدام الكوارتز فى عدد من الصناعات بينهما:
صناعة الالكترونيات وأشباه الموصلات: حيث تستخدم بلورات الكوارتز في الالكترونيات نظراً لكونها تولد تياراً على سطحها وذلك في حالة ثنيها أو ضغطها كما يتم استخدام بلورات الكوارتز لإعطاء تردد دقيق لكل أجهزة الارسال وترجع هذه الدقة إلى (gps) اللاسلكية وأجهزة التلفاز والراديو بالاضافة إلى أجهزة الحاسب الآلى وأجهزة ارسال عدم تأثر بلورة الكوارتز بمعظم المذيبات.
المجوهرات والاحجار الكريمة: يستخدم الكوارتز بشكل شائع للزينة إذ يتميز بصلابته واللمعان الفائق والبلورة ومن أمثلة المجوهرات والاحجار التي تستخدم الكوارتز: أحجار السترين والجمشت والكوارتز الوردي والعقيق وغيرها .
صناعة البترول: ويتم ذلك من خلال عملية تعرف باسم »التكسير الهيدروليكى« حيث يتم دفع رمال الكوارتز مع الماء– ومواد كيميائية أخرى تحت ضغط مرتفع أسفل آبار النفط والغاز ويؤدى هذا الضغط إلى تكسير صخور الخزان، وإنشا ممر لتدفق الغاز الطبيعى إلى فتحة البئر.
صناعة الزجاج: حيث يتم تصنيع الزجاج من خلال مركب كيميائى يعرف باسم ثانى أكسيد السيليكا– يكون هذا المركب على درجة كبيرة من النقاء تصل إلى ٩،٩٩٪ ويترك حتي يبرد تماماً ويشكل بعد ذلك إلى أى شكل يفضله الصانع.
صناعة بوتقات المختبرات: وهي عبارة عن الحاويات التى تستخدم لحمل المواد الكيميائية عند القيام بإجراء الاختبارات الكيميائية والحرارية حيث يتمتع الكوارتز بقدرة انصهار عالية وهو خامل كيميائياً هذا بالاضافة إلي مزايا أخري مثل: التمدد المنخفض ومقاومة الصدمات الحرارية واستقرار الابعاد.
صناعة الساعات: تمتاز بلورات الكوارتز بالقدرة علي الاهتزاز بترددات دقيقة مما يساهم في تنظيم حركة الساعة ويجعلها دقيقة للغاية.
وأوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن القيمة السوقية لسوق الكوارتز بنحو ٢٠،٧ مليارات دولار في عام ٣٢٠٢، ومن المتوقع ان تصل إلى ٢٦،٨ مليارات دولار أمريكى بحلول عام ٨٢٠٢ وذلك بمعدل نمو سنوى (٨٢٠٢–٣٢٠٢) مركب قدره ٩١،٤٪ خلال الفترة.
وأكد التقرير، أن الكوارتز يدخل فى صناعة الالكترونيات وأشباه الموصلات بسبب المرونة العالية التي يتمتع بها والذبذبات الدقيقة التى تستخدم لإعطاء تردد عال لجميع أجهزة الارسال لذا فإنه من المتوقع ان يرتفع الطلب عليه نظراً لزيادة الطلب على الاجهزة الالكترونية مثل الهواتف المحمولة والاجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر هذا بالاضافة إلي استخدام بلورة الكوارتز كمذبذب فى أجهزة الراديو والساعات ومقاييس الضغط كما يستخدم كريستال الكوارتز في صنع مرشحات التردد وأدوات التحكم في التردد وأجهزة ضبط الوقت في الدوائر الالكترونية لمختلف المنتجات.
وأشار إلى انه من المتوقع ان تساهم التقنيات الرقمية مثل انترنت الاشياء وتقنيات الاتصالات الحديثة مثل الجيل الخامس فى تطوير المنتجات الالكترونية وقد ارتفعت ايرادات المنتجات الالكترونية عالمياً لتبلغ نحو ٤،٣ تريليونات دولار أمريكى عام ٢٢٠٢ مقارنة بنحو ٣ تريليونات دولار أمريكي عام ٠٢٠٢ كما من المتوقع ان يبلغ نحو ٥،٣ تريليونات دولار عام ٣٢٠٢.
وكشف التقرير أن قيمة صادرات الكوارتز عالمياً نحو ٦٠٧ ملايين دولار عام ٢٢٠٢ بمعدل نمو بلغ ٢،٢٪ عن العام السابق له وقد جاءت الصين في مقدمة الدول المصدرة للكوارتز بإجمالى قيمة تبلغ نحو ٧،٦٠٢ مليون دولار وهو ما يمثل نحو ٣،٩٢٪ من إجمالى الصادرات العالمية عام ٢٢٠٢ تلتها الهند بنسبة ٤،٣١٪ ثم النرويج بنسبة ٢١٪.
وذكر أنه في المقابل بلغت قيمة واردات الكوارتز عالمياً نحو ٨،٠٧٩ مليون دولار عام ٢٢٠٢ بمعدل نمو سنوي بلغ ٥،٩١٪ وقد جاءت الصين أيضاً في المرتبة الاولي كأكبر الدول المستوردة للكوارتز بقيمة ٢،٤٨٢ مليون دولار بما يمثل نحو ٠٪ ٣،٩٢٪ من واردات الكوارتز عالمياً عام ٢٢٠٢ تليها اليابان بنسبة ٢،١١٪ ثم النرويج بنسبة ٦،٧.
وأشار التقرير إلى أهم الجهود المبذولة لتنمية صناعة الكوارتز في مصر حيث تعد مصر من أكبر دول العالم التي تمتلك مخزوناً ضخماً من الكوارتز، كما انه يتميز بنسبة نقائه العالي التي تصل إلى ٩،٩٩٪ مما يجعله يتمتع بمزايا تنافسية عالية على المستوي العالمى وتتبنى مصر في الوقت الراهن استراتيجية توطين الصناعة المصرية التي يتم من خلالها دعم الصناعة المحلية وتنميتها وفي هذا الاطار حرصت القيادة السياسية على توطين صناعة الكوارتز فى مصر وذلك بدلاً من تصديره كمادة خام.
وذكر أن مصر كانت تقوم بتصدير الكوارتز في شكله الاولي كمادة خام دون إجراء أى عمليات تصنيع عليه ثم استيراده بعد إعادة تصنيعه نظراً لدخوله في العديد من الصناعات إلي أن تقرر في عام ٠٢٠٢ إنشاء أكبر مجمع صناعي فى إفريقيا والشرق الاوسط لاستغلال هذا المخزون والاستفادة من القيمة المضافة من تصنيع الكوارتز وفى مايو ٣٢٠٢ تم بالفعل افتتاح مجمع مصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة في محافظة السويس.
وذكر التقرير ان مجمع مصانع الكوارتز يتكون من ٥ مصانع مصنع التكسير الاولى لخام الكوارتز بمرسي علم وذلك لتكسير خام الكوارتز إلى أحجام صغيرة بمقاسات تصل من ٣ سم إلى ٥ سم بالاضافة إلى أربعة مصانع أخرى بالعين السخنة منها مصنع التكسير الرئيس لخام الكوارتز لتكسير الكوارتز إلي حبيبات أصغر وذلك بعد إجراء عمليات الفصل الضوئى والغسيل ومصنعين آخرين لطحن خام الكوارتز إلى حبيبات صغيرة للغاية وطبقاً للمواصفات المطلوبة لإدخالها فى انتاج ألواح الكوارتز ويقوم هذا المشروع على استغلال خامات الكوارتز عالية الجودة من جبال البحر الاحمر والتي تصل درجة نقائها إلى ٩٩٪ في منجم فى مرسى علم.
وأشار التقرير إلى ان القيمة الاقتصادية لمجمع مصانع انتاج الكوارتز تكمن في عدم تصدير الكوارتز بشكله الاولي والاعتماد علي تصنيعه محليا للاستفادة من القيمة المضافة والتى سيترتب عليها العديد من الفوائد الاقتصادية لمصر وتتضمن: إيقاف استيراد الكوارتز نتيجة لانشاء هذا المجمع وفتح أسواق للتصدير للخارج مما سيعمل على توفير العملة الصعبة- تلبية احتياجات السوق المحلية من الكوارتز والاعتماد عليه في كثير من الصناعات وتعظيم العائد منه وتحقيق القيمة- المضافة وبالتالى دعم الاقتصاد الوطنى.. توفير فرص عمل سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر في الصناعات التى يدخل الكوارتز في إنتاجها وبالتالي- خفض معدل البطالة.
الأمم المتحدة: مصر «التالتة» أفريقياً: إمكانات هائلة+ ثروات طبيعية = لاعب رئيسى
مجلس وطنى.. لـ «توطين التكنولوجيا»
نجحت مصر خلال الـ «٠١ سنوات الماضية» فى توطين العديد من الصناعات الإلكترونية مثل «الأجهزة المنزلية والهواتف الذكية» حيث تم تصنيف مصر وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة كثالث أكبر مركز للصناعات الإلكترونية بالقارة الافريقية.. وتمتلك مصر امكانات هائلة يمكن تعزيزها داخل القارة السمراء للدخول فى صناعة الرقائق الإلكترونية التى تدخل فى إنتاج السيرات ذاتية القيادة والأجهزة التكنولوجية كالهواتف والكثير من المنتجات التى تعتمد على الذكاء الاصطناعى وانترنت الأشياء، ووفقاً لتقديرات مؤسسة «ماكينزي» العالمية شهدت الرقائق الإلكترونية نمواً فى حجم المبيعات بما يزيد على ٠٢٪ عام ١٢٠٢ لتصل إلى ٠٠٦ مليار دولار.. وبسبب تعطل سلاسل التوريد خلال جائحة كورونا كان لابد من التفكير فى بدائل للشركات والدول المحتكرة تلك الصناعة وضرورة دخول لاعبين جدد لامتلاك هذه التكنولوجيا المتطورة ذات الأهمية الاستراتيجية، ومن هنا بدأت مصر للدخول فى هذه الصناعة.
وتمتلك مصر ثروة معدنية فريدة تسعى جاهدة للاستفادة منها خاصة خامى «الرمال البيضاء» و»الكوارتز» بجانب العمل على تعظيم القيمة المضافة من الصناعات القائمة على الثروة المعدنية ومن ضمن الصناعات القائمة على هذه الخامات صناعة «الرقائق الالكترونية» التى تدخل فى جميع الصناعات الكبيرة ومنها «الطائرات والسيارات والهواتف الذكية».
وتخوض مصر حالياً سباق تكنولوجيا الرقائق الإلكترونية بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة السياسية من خلال تنفيذ مشروع وادى السيليكون بالمنطقة الصناعية بالعلمين الجديدة للاستفادة من خصائص خام الكوارتز بالصناعات التكنولوجية المتقدمة.. ولأن مصر تعرف جيداً أهمية الرقائق الإلكترونية ولأن الحكومة تسعى بكل جهد لرسم مستقبل مشرق لأبناء الوطن عقد دكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء مؤخراً اجتماعاً بشأن تشكيل المجلس الوطنى لتوطين التكنولوجيا الخاصة بتصنيع الرقائق الإلكترونية وجهود توطين تلك الصناعة الاستراتيجية الهامة.
أكد رئيس الوزراء على أهمية تحفيز الاستثمار فى مجال توطين التكنولوجيا الخاصة بتصنيع الرقائق الإلكترونية نظراً لكونه مجالاً مهماً تعتمد عليه العديد من الصناعات الحيوية فضلاً عن خلق البيئة الملائمة لتلك الصناعة مشيراً إلى أهمية الاستفادة من الخبرات الدولية المتوافرة فى هذا المجال.
ووجه دكتور مدبولى بوضع خطة مقترحة بخطوات تنفيذية محددة حول كيفية التحرك فى هذا الصدد، تمهيداً لعرضها على المجلس الوطنى لتوطين التكنولوجيا الخاصة بتصنيع الرقائق الإلكترونية عند تشكيله مؤكداً أهمية التنسيق بين الجهات المعنية لوضع تلك الخطة مع الاستفادة من امكانيات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء فى هذا الشأن واتخاذ خطوات إيجابية.
وأكد د. محمد معيط وزير المالية على الإعفاءات القائمة التى يمكن منحها للمستثمرين فى تلك الصناعة بما يدعم جهود توطين صناعة الرقائق الإلكترونية، إلى جانب امكانية تطبيق العديد من المزايا الممنوحة للشركات الخاضعة لقانون الاستثمار أو القوانين المنظمة للمشروعات المتوسطة والصغيرة أو نظام المناطق الحرة.
علماً بأن هناك نحو ٠٦ شركة عاملة فى مجال الإلكترونيات والأنظمة المدمجة فى مصر وتتمتع تلك الشركات بامكانيات كبيرة فى تصنيع الإلكترونيات بالاضافة إلى وجود شركات واعدة فى مجال تصميم الرقائق الإلكترونية يمكنها الانطلاق إلى العالمية.
يأتى ذلك إلى جانب الحرص على الاستفادة من الخبرات الدولية فى مجال تصنيع الرقائق الإلكترونية خلال الفترة المقبلة من خلال استقطاب خبرات وشريك أجنبى عالمى يعمل فى هذا المجال الحيوى الذى يمثل مستقبل توطين التكنولوجيا فى مصر.
م. محمد سالم خبير تكنولوجيا المعلومات:
الصراعات كثيرة.. ولابد من انتقال التكنولوجيا
صناعة إستراتيجية.. امتلاكها ضرورى
قال المهندس محمد سالم خبير تكنولوجيا المعلومات ان الرقائق الالكترونية صناعة استراتيجية وتستخدم كمكون رئيسى بالعديد من المنتجات والصناعات الحيوية وتسعى العديد من الدول الكبرى إلى امتلاك سلاسل الانتاج الخاصة بها.
وأضاف في تصريحات لـ »الجمهورية« ان قطاع صناعة الرقائق لن يشهد تغييرات جذرية فى الاسواق المصدرة لتلك الرقائق الالكترونية خلال العام الحالى مشيراً إلى أن الصناعة من شأنها ان تنتقل بلداناً أخرى ولكن لن يحدث ذلك قبل عدة سنوات وان ابرز البلدان المرشحة بقوة لصدارة المشهد بالنسبة لصناعة الرقائق الالكترونية هى المانيا التى رصدت ٠٢ مليار يورو لنقل تكنولوجيا صناعة الرقائق لديها إلى جانب امريكا التى رصدت نحو ٠٥ مليار دولار للتوسع فى طاقتها الانتاجية من تلك الصناعة.
وأوضح »محمد سالم« ان حرب الرقائق بين الصين وامريكا ظهرت فى السنوات الاخيرة والصين، على الرغم من كونها أحد اللاعبين المؤثرين بالقطاع إلا أن امريكا وتايوان يدخلان معها فى صراع على تطوير تلك الصناعة الحيوية، حيث ان تايوان تعد أكبر منتج للرقائق فى العالم اذ تنتج نحو ٠٦٪ من احتياجات الشركات الكبرى العالمية وفى حالة تصاعد الصراع بين الصين وتايوان قد يصاب العالم بحالة من الشلل مما يؤدى إلى رجوعه سنوات إلى الوراء مشيراً إلى ان أحد الاسباب الرئيسية فى التوترات الجيوسياسية بين أمريكا والصين هى رغبة كلا الجانبين فى الاستحواذ على انتاج تايوان من الرقائق.
د. هشام هدارة خبير تكنولوجيا المعلومات:
التصميم فى الرقائق أسهل وأفضل ويحقق مكاسب
تصنيع الأنظمة الإلكترونية.. يقودنا إلى التصدير
قال دكتور هشام هدارة خبير تكنولوجيا المعلومات إن صناعة الرقائق الإلكترونية تحتاج إلى استثمارات بمليارات الدولارات، وبالتالى عندما نفكر في الدخول فى تلك الصناعة لابد أن يكون هناك شريك أجنبى لديه رأس المال والتكنولوجيا المتطورة، بالاضافة إلى القدرة على التسويق.
أضاف، فى تصريحات لـ »الجمهورية«: ان التفكير فى توطين الصناعات التكنولوجية شىء ممتاز، ولكن صناعة الرقائق الإلكترونية تحتاج إلى تكنولوجيا عالية جداً، بالاضافة إلى أننا لو نجحنا فى التصنيع سنكون فى حاجة إلى بيع جزء كبير للسوق العالمى، وهو تقريباً شبه متشبع لأن هناك شركة واحدة في تايوان تصدر لوحدها ٠٦٪ من احتياجات شركات العالم فى هذا المجال.
وأضاف هدارة ان كل الشركات الكبرى فى مجال التكنولوجيا ليس لديهم مصانع مثل شركة أبل، ولكن تصنع منتجاتها فى مصانع فى الشرق الأقصى، ونحن فى مصر من الأفضل أن ندخل فى مجال تصميم الرقائق الإلكترونية وليس تصنيعها لأن التصميم أسهل وأفضل بكثير، ويمكن أيضاً أن نستفيد منه ويحقق مكاسب مرتفعة، ولكن التصنيع يحتاج استثمارات ضخمة وعمالة وخبرة وتكنولوجيا متطورة وقدرة على المنافسة والتسويق وهناك دول كثيرة حاولت أن تدخل فى التصنيع ولم تنجح ولم تحقق ما كانت تخطط له فى تلك الصناعة.
أوضح أننا فى مصر من الممكن والأفضل أن ندخل فى مجال تصنيع الأنظمة الإلكترونية وإنتاج وتصدير المنتجات الإلكترونية بداية من الحواسب والهواتف والتليفزيون والأجهزة المنزلية والطبية ولدينا أسواق تحتاجها فى أفريقيا والشرق الأوسط والخليج.
د. محمد خليف استشارى الابتكار والتحول الرقمى: الرقائق المكون الأساسى في دعم المجتمع التكنولوجى
الخبرات المصرية تقود لـ «مكانة عالمية»
قال دكتور محمد خليف استشارى الابتكار والتحول الرقمى ومقرر لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الاعلى للثقافة وخبير تكنولوجيا المعلومات، ان الرقائق الالكترونية تعتبر واحدة من المكونات الاساسية التى تدعم المجتمع الرقمى الحديث ومبادرات التحول الرقمى وكذلك استخدامات الذكاء الاصطناعى حيث تظهر الرقائق وجودها الواسع فى العديد من المنتجات التى نعتمد عليها فى حياتنا اليومية وتلعب دوراً اساسياً فى تصنيع الحواسيب والمواقف الذكية والسيارات والعديد من المنتجات الاخرى.
أضاف فى تصريحات لـ »الجمهورية« ان تصنيع الرقائق الالكترونية يتطلب عمليات تصنيع ذات تكنولوجيا متقدمة واستثمارات كبيرة واصبحت تلك الصناعة مع الوقت تتركز بشكل كبير فى مجموعة محددة من الدول والشركات مما نتج عنه العديد من التحديات والمشاكل فى سلاسل الامداد للرقائق الالكترونية.
وأشار د. خليف إلى أن ذلك ظهر بوضوح فى أعقاب جائحة كوفيد ٩١ وايضا التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الامريكية والصين مما أثر على مجموعة واسعة من الصناعات وادى ذلك إلى تأخير خطط انتاج العديد من المنتجات على الرغم من زيادة الطلب وفى ضوء هذا الضعف اصبحت قدرة الاستجابة والتنوع فى سلاسل الامداد أموراً ضرورية وحيوية لضمان الاستمرارية مما أدى للبحث المستمر عن وجهات جديدة لتصنيع الرقائق.
أضاف ان هنا برزت مصر كأحد أهم الوجهات التى يمكنها تبنى هذه الصناعة نظراً لسابقة خبرتنا فى مجال تصميم الالكترونيات وهى إحدى المراحل المهمة في تصنيع الرقائق الالكترونية وهذا التوجه تثبت الارقام أهميته حيث اثبتت التقارير والاحصائيات مؤخراً أننا أمام صناعة سوف يصل حجم الطلب عليها تريليون دولار هذا العام لانها تدخل فى جميع الهواتف الذكية والحاسبات الالكترونية والتقنيات الجديدة مثل انترنت الاشياء وتطبيقات السيارات ذاتية القيادة.
ويرى انه من المتوقع ان يزيد الطلب على الرقائق بشكل اكبر نتيجة التقدم فى استخدامات الذكاء الاصطناعى والاحتياج للقدرات الحسابية الكبيرة للتعلم الآلى وتكنولوجيا البلوكشين وغيرها من التكنولوجيا الجديدة.
وأكد د. خليف ان مصر امامها طريقان الاول التركيز على ما نمتاز به حالياً والتوسع في تدريب الكوادر وتحويل مصر لمركز عالمى لتصميم الرقائق وتطبيقاتها وخدمات التعهيد للدول الكبرى مع امكانية الاستفادة من موقع مصر فى تقديم حلول للسوق العربية الافريقية بالشراكة مع المصنعين الكبار أما الطريق الثانى فهو الدخول فى مراحل التصنيع مع العمل على الاستثمار الوطنى أو اجتذاب استثمارات عربية وعالمية فى هذا المجال وهو ما يتطلب أموالاً طائلة وتحديث السياسات المنظمة لبيئة العمل لتناسب مطالب الشركات الكبرى والعمل على نقل التكنولوجيا.
إيهاب سعيد رئيس شعبة الاتصالات فى الغرفة التجارية: إنتاجنا يحمينا من الاحتكار ويؤكد قوة اقتصادنا
توطين صناعة حيوية.. أمن وطن
قال إيهاب سعيد رئيس شعبة الاتصالات فى اتحاد الغرف التجارية إن توطين مثل تلك الصناعات الحيوية يمثل أمناً قومىاً لما لها من أهمية كبيرة والدخول فى أشياء كثيرة وتصنيع منتجات أصبحنا جميعاً لا نستغنى عنها اليوم مثل الهواتف الذكية والسيارات ومنتجات أخرى.
وأوضح فى تصريحات لـ «الجمهورية» بأن احتكار تلك الصناعة من بعض الشركات أو الدول ليس بالشىء الجيد، ونحن يجب علينا أن تكون لدينا صناعتنا المحلية التى نعتمد عليها لكى نبتعد تماماً عن تحكم أى شخص أو شركة أو دولة فى مصيرنا، كما يجب أن تكون لدينا القدرات على توفير الصيانة وخدمات ما بعد البيع وقطع الغيار وكلها أشياء تؤكد الثقة فى الاقتصاد المصرى.
أشار إيهاب سعيد إلى أهمية الدراسة الجيدة للمشروع وتحديد نقاط القوة والضعف فى دراسة الجدوى الاقتصادية لتوطين تلك الصناعة حتى لا يحدث أى تعثر فى المستقبل بالاضافة إلى التأكيد من توافر المادة الخامة المطلوبة وجميع مستلزمات الإنتاج والبنية التحتية وتحديد مكان إقامة المصنع.
أضاف سعيد أننا دائماً نشجع أى صناعة محلية طالما سوف يكون لها مردود إيجابى على السوق وتشغيل العمالة حتى لو كانت فى البداية ليست على مستوى مثيلاتها لأنه مع مرور الوقت سوف تكتسب خبرة وسيكون المنتج منافساً ولكن المهم أن نبدأ على أسس سليمة.
د. محمد شديد الخبير التكنولوجى:
علينا توفير عناصر النجاح وتهيئة البيئة المناسبة
القاعدة العلمية.. الطريق إلى التوطين
قال دكتور محمد شديد خبير تكنولوجيا المعلومات، إن التفكير فى توطين التكنولوجيا شىء جيد ولكنه يحتاج إلى أشياء كثيرة للتنفيذ فلابد أن يكون لدينا قاعدة علمية ومعرفية للدخول فى صناعة الرقائق الإلكترونية، ويجب أن يكون لدينا نظم تعليمية على أعلى مستوى ومزيد من الأبحاث العلمية المتطورة لأنه لابد أن تتوافر كافة عناصر التكنولوجيا قبل التفكير فى توطين الصناعة أى لابد أولاً من توافر جميع عناصر النجاح وتهيئة البيئة والمناخ لذلك.
أضاف، فى تصريحات لـ »الجمهورية«، أن الصين وتايوان يمتلكون وحدهم ٥٦٪ من صناعة الرقائق الإلكترونية على مستوى العالم أى أنه تم توطين تلك الصناعة الحيوية في دول شرق آسيا لأنهم استثمروا فيها منذ سنوات طويلة وخططوا لذلك جيداً لأن خط الإنتاج فى تلك الصناعة عمره الافتراضى لا يتجاوز ٣ سنوات والتطوير بها سريع جداً ويحتاج كل فترة ضخ استثمارات جديدة.
وأضاف ان أمريكا على سبيل المثال رصدت حوالى ٠٠١ مليار دولار منذ عامين تقريباً للدخول فى تلك الصناعة ومنافسة الصين وتايوان ولكنها لم تستطع تحقيق ما كانوا يخططون له حتى الآن وبالنسبة لنا وجود شريك أجنبى مهم للغاية بما يمتلكه من رأس المال والخبرة والتكنولوجيا والتسويق ولكن لابد أن نوفر له البيئة التشريعية والاقتصادية المناسبة والتعليم والبحث العلمى والأيدى المدربة بالاضافة إلى وجود نظام حديث ومتطور فى الصناعة والتصدير.
أوضح د. شديد ان كل هذه العناصر هى مقومات النجاح لتلك الصناعة الصعبة لأننا إذا لم نحسن التخطيط والتنفيذ سوف نواجه تحديات وعراقيل كثيرة قد تهدد ما تم اتخاذه من خطوات كما حدث مع بعض الدول ولابد أن نستفيد من تجارب الآخرين.
د. وليد جاد خبير تكنولوجيا المعلومات: تحديد الأسواق والقيمة المضافة من الشريك الأجنبى
مكونات الإنتاج.. مصرية
قال دكتور وليد جاد خبير تكنولوجيا المعلومات: إن مصر تمتلك بعض مكونات الإنتاج فى صناعة الرقائق الإلكترونية مثل المادة الخام والتى تمثل فى الرمال البيضاء بالاضافة إلى الأيدى العاملة غير المكلفة ولكنها لا تمثل ٥٪ من تكلفة إنتاج تلك الصناعة.
وأضاف، في تصريحات لـ »الجمهورية« أن هذه الصناعة تعتمد على الكم فلابد من إنتاج مليارات الإلكترونية وهذا مكلف جداً وبالتالى فإن فكرة الشريك الأجنبى جيدة لشراء التكنولوجيا اللازمة والخبرة المطلوبة بالاضافة إلى رأس المال والقدرة على المنافسة والتسويق فى السوق العالمى.
أشار دكتور وليد جاد إلى أن هناك مكونات أخرى لتلك الصناعة موجودة فى تايوان والصين ومتاح شراؤها ولكنها تحتاج استثمارا مرتفعا ولكن لابد أيضاً من التفكير فى كيفية التوزيع ونحن نفكر فى دخول تلك الصناعة، علماً بأن الرقائق الإلكترونية تنقسم إلى عدة مستويات وفقاً للتكنولوجيا المستخدمة والخبرة العالية وهناك بعض الآلات والواح الطاقة الشمسية التى يمكن إنتاجها باستخدام تلك الرقائق دون الاحتياج إلى تكلفة مادية مرتفعة.
أوضح أنه يجب علينا أن نفكر جيداً ونحدد الأسواق التى سوف نوجه لها هذا الكم من الإنتاج، وما هى القيمة المضافة التى سوف نحصل عليها من الشريك الأجنبى بالاضافة إلى أنه يجب أن يكون لدينا الخبرة فى التكنولوجيا والتسويق وطريقة البيع وفى البداية يجب ألا تشغلنا النسبة فى المرحلة الأولى ولكن يجب ألا يكون العقد ملزماً لفترات طويلة مع الشريك الأجنبى.
ويرى جاد أن التصدير أهم شىء فى الموضوع بعد تغطية احتياجات السوق المحلى ويجب أن نعلم ان العمل فى هذا المجال ليس نمطىاً وهناك مكون له مواصفات محددة والخبرة هنا فى التصميم واستخدام تلك الشرائح ولابد من تكثيف تدريب ابنائنا على هذه التكنولوجيا علماً بأن هناك مستويات مختلفة من القيمة المضافة لتلك الرقائق الإلكترونية.