الأمم المتحدة: مستعدون لتقديم كل أنواع المساعدة للشعب السورى
ما زالت الأوضاع السياسية فى سوريا تبحث عن الوصول للاستقرار رغم عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل كبير، فبينما تسعى المنظمات والتكتلات الدولية لتهيئة الظروف للاستقرار، تعربد قوات الاحتلال الإسرائيلى فى الأراضى السورية مستغلة التغيرات الأخيرة فى المشهد السياسي.
قالت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى كايا كالاس أمس إنها أصدرت تعليمات لأكبر دبلوماسى معنى بسوريا فى التكتل بالذهاب إلى دمشق والتواصل مع الحكومة الجديدة، وأضافت، فى تصريحات صحفية، لدى وصولها إلى اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى ببروكسل، أن أعضاء الاتحاد الأوروبى سيبحثون كيفية التعامل مع الحكومة الانتقالية السورية.
أكدت كالاس أن الاتحاد لن يرفع العقوبات عن سوريا قبل أن يضمن أن حكامها الجدد سيحمون الأقليات وحقوق المرأة داخل حكومة موحدة تنبذ التطرف الديني، موضحة أنه من المهم أن يكون هناك توافق بين القوى الإقليمية والدولية بشأن سوريا.
يذكر أن المفوضية الأوروبية اطلقت أمس عملية جسر جوى إنسانى جديدة لمن هم فى أمس الحاجة إليها فى سوريا، لتقديم الرعاية الصحية الطارئة وغيرها من الامدادات الأساسية، فضلاً عن زيادة تمويلها الإنساني.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين – فى بيان نشرته عبر موقعها الرسمي: إن مساعدتنا للشعب السورى أصبحت أكثر أهمية من أى وقت مضي، ولهذا السبب قمنا بزيادة تمويلنا الإنسانى لهذا العام، إلى أكثر من 160 مليون يورو، كما نطلق جسرًا جويًا إنسانيًا يحمل امدادات حيوية، مثل الغذاء والأدوية ومواد المأوي.
ذكر البيان أن رحلات المساعدات الممولة من الاتحاد الأوروبى تحمل إجمالى 50 طنًا من الامدادات الصحية من مخزونات الاتحاد الأوروبى فى دبي.
فى السياق ذاته قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها سترسل فريقا يضم 4 من الدبلوماسيين إلى سوريا اليوم الثلاثاء لأول مرة منذ 12 عاماً لتقييم الوضع السياسى والأمني، دون تحديد الشخصيات السورية التى من المنتظر أن يلتقيها وفد باريس.
تأتى التحركات الأوروبية فى الوقت الذى أكد فيه مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا أمس أن المبعوث جير بيدرسون، أبلغ القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع ورئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير، خلال اجتماع فى دمشق بأن المنظمة عازمة على تقديم جميع أشكال المساعدة للشعب السوري.
أوضح البيان أن المبعوث شدد على «نيه الأمم المتحدة فى تقديم كل أشكال المساعدة للشعب السوري»، وأنه استمع إلى أولوياتهم والتحديات التى تواجههم، مؤكدًا أن بيدرسون سيجرى مزيدًا من الاتصالات على مدار الأيام المقبلة.
وحول الأوضاع الداخلية فى سوريا، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية فى شمال شرق البلاد، فى بيان، عن مبادرة للوصول الى اتفاق مع دمشق والحل فى سوريا، وحددت 10 خطوات، داعية جميع الأطراف السورية إلى التكاتف والوحدة لإنجاح الفترة الانتقالية.
رأت الإدارة الذاتية الكردية أن التعاون بينها وبين الإدارة السياسية فى دمشق سيكون فى مصلحة جميع السوريين، وسيُسهم فى تسهيل الخروج من هذه المرحلة العصيبة بنجاح، وفقاً للبيان.
حددت المبادرة عدة خطوات، من بينها الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضى السورية وحمايتها من الهجمات التى تشنها الدولة التركية. وقف العمليات العسكرية فى كامل الأراضى السورية للبدء بحوار وطنى شامل وبناء. اتخاذ موقف التسامح والابتعاد عن خطاب الكراهية والتخوين بين السوريين. عقد اجتماع طارئ تشارك فيه القوى السياسية السورية فى دمشق لتوحيد الرؤى بشأن المرحلة الانتقالية.
كما تضمنت المبادرة ضرورة توزيع الثروات والموارد الاقتصادية بشكل عادل بين كل المناطق السورية، باعتبارها ملكا لجميع أبناء الشعب السوري. ضمان عودة السكان الأصليين والمهجرين قسرا إلى مناطقهم، والحفاظ على إرثهم الثقافى وإنهاء سياسات التغيير الديموجرافي.
من ناحية أخري، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميترى بيسكوف أمس أن روسيا لم تتخذ قرارات نهائية بشأن القواعد العسكرية الروسية فى سوريا، وأوضح أن موسكو «على اتصال بالمسئولين فى سوريا».
مع التطورات المتسارعة فى سوريا، أصبح مصير القاعدتين العسكريتين الروسيتين هناك، قاعدة طرطوس البحرية ومطار حميميم العسكري، موضع تساؤل.
كانت روسيا أجلت جواً قسماً من طاقمها الدبلوماسى فى دمشق الأحد الماضي، حسبما أعلنت موسكو بعد أسبوع من سقوط نظام بشار الأسد.
حول الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضى السورية، شنت طائرات الاحتلال الحربية أمس غارات مُكثفة استهدفت مواقع عسكرية من بينها وحدات للدفاع الجوى ومستودعات صواريخ أرض-أرض فى منطقة طرطوس الساحلية السورية.
تعد الهجمات -وفق وسائل إعلام سورية- الأعنف فى منطقة الساحل السورى منذ بدء الغارات الإسرائيلية عام 2012.
الغارات «الإسرائيلية» الأخيرة تسببت فى تدمير معدات ومختبرات عسكرية تابعة للجيش السوري، دون تسجيل سقوط ضحايا، وفق التقارير الأولية.