تشهد الدولة السورية مرحلة صعبة ومفصلية فى تاريخها الحديث ويواجه الشعب السورى تحديات ضخمة ومستقبلا غامضا فى ظل صراعات وتغيرات جيوسياسية متسارعة بعد سقوط نظام بشارالأسد .
فى ظل هذه التحديات تتأهب سوريا لعهد جديد يحمل الكثير من المخاطر والمخاوف من التدخلات الأجنبية واستمرار الاعتدءات الاسرائيلية على الأراضى السورية . الدول العربية الأعضاء فى لجنه الاتصال المعنية بالوضع فى سوريا عقدت منذ أيام اجتماعا بالعاصمة الأردنية العقبة لبحث تداعيات الأحداث الاخيرة ، وأصدرت بيانا أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية تمثل كل القوى السياسية السورية ، وكذلك الوقوف إلى جانب الشعب السورى الشقيق، وتقديم كل العون له فى هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته .
اللواء اركان حرب ايمن عبد المحسن وعضو مجلس الشيوخ ، قال ان اجتماعات اللجنة الوزارية حول سوريا والتى عقدت بالعقبة أكدت على أهمية الحفاظ على وحدة الدولة السورية والتى تعد الركيزة الرئيسية للأمن فى المنطقة ، ويعد أهم البنود التى جاءت فى البيان الصادر عن هذه اللجنة ، هو التأكيد على الوقوف بجانب الشعب السورى واحترام ارادة الشعب واختياراته.
وأوضح ان الدول ادانت التوغل الاسرائيلى داخل الأراضى السورية وداخل المنطقة العازلة واحتلال المناطق المجاورة واحتلال جبل الشيخ باعتباره هدفا استراتيجيا لاسرائيل وكذلك التأكيد على رفض اختراق اسرائيل لاتفاق فك الارتباط عام 1974 ، مشيرا الى أهمية التواصل مع كافة الشركاء الدوليين لبلورة موقف جامع لسوريا يحقق بناء المستقبل لها لافتا الى أهمية سلسلة اللقاءات التى عقدها وزير الخارجية بدر عبد العاطى على هامش هذا الاجتماع مع كل من وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وفرنسا وممثلة الاتحاد الأوروبى وتأكيده على ثوابت الدولة المصرية من تطورات الأوضاع فى سوريا وضرورة الحفاظ على احترام وسلامة الأراضى السورية ورفض مصر الكامل للتوغل الاسرائيلى داخل المنطقة العازلة وعدم احترام القانون الدولى ومطالبة الدولة المصرية بقيام مجلس الامن بإصدار قرار قرار بوقف عمليات التوغل الاسرائيلى وانتهاكات الإسرائيلية .
وأكد أن هناك رسائل مباشرة من الأحداث التى تحدث حاليا على الأرض ، وهى أن إسرائيل تريد أن تكون فاعلا رئيسيا فى مستقبل سوريا ، وتعمل على زيادة نفوذها فى المنطقة مشيرا الى ضرورة الوقوف بجانب الدوله السورية ، وتشكيل اجماع عربى داخل مجلس الامن لتججيم اطماع اسرائيل الاستعمارية لضم مزيد من الأراضى العربية .
د. حسن سلامة أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية قال ان اجتماع لجنة الاتصال الوزارى الذى عقد بالعقبة ولقائها مع نظرائها سواء الولايات المتحدة الامريكية او من تركيا كانت محاولة عربية جيدة بأن الدول العربية لن تترك سوريا وحيدة ، وأن يجب وضع النقاط فوق الحروف ، وأن سوريا اولى بالعرب والعرب اولى بسوريا ، وأنه هناك حقائق ثابتة على الأرض أهمها هو الحفاظ على وحدة سوريا وهذه رسالة مهمة تعنى الوقوف ضد التقسيم لان هناك اتجاهات كثيرة لفكرة التقسيم الى مناطق طائفية ، وهناك بالتأكيد أجندات اقليمية او دولية قد ترمى إلى هذا الأمر ، وهناك أطراف أخرى تسعى الى احتلال الأراضى السورية واغتصاب مساحات كبيرة مثل هضبة الجولان .
أشار إلى وجود بداية تحرك عربى ككتلة لمساندة سوريا والوقوف يجانبها من خلال تحديد خطوات او خارطة طريق من خلال عملية سياسية شريطة ان تكون عملية سورية سورية بامتياز وتتضمن فكرة الانتخاب واختيار القيادة القادرة على الحفاظ على وحدة الدولة السورية.
وآكد ان الدور المصرى واضح منذ اللحظة ألأولى وأنها تؤيد ما يريده السوريون مع التأكيد على ووحده وسلامة الأراضى السورية والوقوف معها للحفاظ على المؤسسات لتقوم بدورها فى الحفاظ على وحدة المجتمع السورى كما ترفض فكرة التقسيم ترفض فكرة الوجود الأجنبى و فكرة الاقتتال الأهلى ، وهذه لاءات ثلاث أساسية بالنسبة للموقف المصرى وتتأكد فى كل اللقاءات التى تعقدها الدبلوماسية المصرية حتى الآن والتى تخرج فى بيانات عن الدولة وفى النهاية سوريا لن تكون وحدها هذه هى مجمل الرسالة وبالتأكيد هناك تصورات مستقبلية ستتضح خلال الأيام المقبلة للتعامل بصورة اكثر احترافية مع الملف السورى .
وقال الدكتور قصى عبيدو الكاتب والباحث السياسى فى سوريا ، ان اجتماع اللجنة العربية يأتى لدعم الشعب السورى والمرحلة الانتقالية وهذا ماتم تأكيده من قبل المجتمعين الذين حرصوا ايضاً على وحدة سوريا وعدم السماح بالتقسيم،وهذا الامر هاجس ايضا للدول التى لديها حدود مع سوريا كالاردن والعراق ولبنان وبالتالى لديهم خشية من التقسيم الذى إذا ماتم فسيشكل خطرا على أمنهم القومى ، وأمن المنطقة لذلك تم التاكيد على وحدة التراب السورى .