وعائدات الشهر العقارى.. وأموال بشار.. ومجوهرات «للغلابة»..!
واكتب.. وسأظل اكتب فخورًا ومعتزًا بأبناء وطنى الذين تحملوا الأزمة الاقتصادية والذين تعاملوا مع الأيام الصعبة على أنها اختبار.. اختبار فى الوطنية.. اختبار فى الإرادة واختبار فى كيفية التعامل مع الأزمات من أجل الهدف الأسمى والأهم وهو الحفاظ على الوطن قويًا متماسكًا شامخًا.
فقد مررنا وعانينا من أزمة اقتصادية متفاقمة انعكست على كافة مناحى ومجالات الحياة أزمة تركزت فى موجات من الغلاء وارتفاع الأسعار، وضغوطات لا تتوقف على كافة فئات المجتمع.. أزمة كان البعض يعتقد أنها ستكون سببًا فى تفاقمات أخطر وأعنف تنعكس على أمن واستقرار الوطن.. أزمة اعتقدوا أن التضخم فيها سيكون مدخلاً لتحجيم دور مصر والاضرار بمكانتها والتأثير على مواقفها.. أزمة كانوا يعتقدون أنها ستكون فى مجملها وبالاً على مصر.
ولكنه.. لكنه شعب مصر.. وعزيمة أهل مصر.. تعاملنا مع الأزمة بالحديث عنها وتوضيح أسبابها وأبعادها.. تعاملنا مع الأزمة بكل شفافية.. طالبنا الجميع بالصبر.. طالبنا بالجميع بالتحمل.. وطالبنا الجميع بالتعاون والتكاتف لعبور الأزمة.. وطالبنا الجميع بتغليب المصلحة الوطنية فوق المصالح الفئوية والخاصة.
وكلنا فى قارب واحد.. كلنا تأثر بالأزمة وكلنا بحث عن بدائل وطرق مختلفة للتعامل معها.. ولجأنا إلى وسائل حياتية جديدة لتخفيض الاستهلاك وللاستغناء عن الكماليات والاكتفاء بالضروريات ولم نهتم إذا كنا نأكل لحمًا أو فولاً أو عدسًا.. كان اهتمامنا ينصب نحو الهدف الاسمى والأهم هو عبور الأزمة بأقل الخسائر فى سبيل الحفاظ على الوطن.. على اسم مصر.. على الوجود القوى فى ساحة مضطربة تعج بأزمات أخطر وأعنف.
وسيظل هذا الوطن قويًا.. قويًا شامخًا لأن داخلنا سر من أسرار الحياة.. داخلنا إرادة التحدى والصمود والكبرياء.. داخلنا روح الانتماء والغيرة على هذا الوطن.. فى داخل كل منا مصر وقيمة مصر ومعنى مصر.
> > >
ونعود إلى مشاكلنا وقضايانا الحياتية التى هى ملح الحياة ونواصل الحديث فى قضية الشهر العقارى العاجز عن الاسراع فى خطوات تشجيع المواطنين على التسجيل العقارى لوحداتهم السكنية.. ونسأل ونتساءل عن حجم العائدات التى دخلت خزانة الدولة من تسجيل المواطنين لوحداتهم السكنية بعد صدور القوانين الميسرة للإجراءات والتى تقدم تسهيلات لا حصر لها من أجل اقبال المواطنين على التسجيل العقاري.
وأقولها للمرة المائة إن الإجراءات والخطوات المعلقة فى مكاتب الشهر العقارى لاجراءات التسجيل تستدعى وجود خبراء فى القانون وخبراء فى الإدارة وخبراء فى الهندسة حتى يتمكن المواطن العادى من الإلمام بأبعادها والنجاح فى تنفيذ الخطوات المتعلقة بالتسجيل واجراءاته.
وأقولها للمرة المائة أن العيب ليس فى القانون وإنما فى التطبيق وفى الإجراءات المعقدة للتسجيل وفى عدم وضوح هذه الإجراءات وفى تعدد الجهات التى تقدم وتمنح الأوراق والمعلومات.. وفى عدم الاهتمام جديًا بالقضايا المعقدة وفى عدم ايجاد حلول بها..!!
> > >
ونخرج قليلاً عن الإطار المحلى لنتحدث عن الناس التى تتحدث بما لا تعرف فى أى قضية.. الناس التى تجيد التهويل وادعاء العلم ببواطن الأمور ونشير إلى ما يتردد هنا وهناك عن حجم الأموال التى حملها بشار الأسد معه على طائرته عند الفرار المفاجيء من سوريا.. فقد قال البعض أنه حمل مليارى دولار.. وقال آخرون إنه لم يقدر إلا على حمل 250 مليونًا من الدولارات وانخفض المبلغ إلى 130 مليون دولار..!
وقد يكون بشار قد حمل معه الملايين فعلا.. ولكن من كان معه من هؤلاء ليدرك حجم ما حمل..!! إن بشار لم يطلع شقيقه على أنه سيهرب من دمشق فكيف اطلع هؤلاء على حجم المبالغ التى حملها معه!!
وأنا لا أدافع فى ذلك عن بشار.. ولكن هذه مجرد ملاحظة تعكس الحقيقة التى تظل دائمًا وعلى ما يبدو غائبة أو مجالاً للاجتهادات والتخمينات فقط..!
> > >
وتعالوا نضحك!! ففى شهادة لفنانة حاولت أن تدافع عن المخرج المتهم بسرقة مجوهرات زوجة مخرج آخر شهير فإن الفنانة قالت إنه تلقى المجوهرات على أنها هدية لتوزيعها على الفقراء وأن المخرج الذى حكم عليه بالحبس احتفظ بهذه المجوهرات وقيمتها 2.5 مليون دولار.. لكونها اكسسوارات لا قيمة لها..!! والشهادة تأتى فى اطار المثل المعروف «جه يكحلها عماها»..!! فقراء مين دول اللى هايتوزع عليهم مجوهرات..!! أكيد فقراء الوسط الفني.
> > >
والواقعة التى اتحدث عنها وهى مثار أحاديث وسائل إعلام دولية وهى تتعلق برفع علم المثليين فى مؤسسة تعليمية خاصة.. وقد أثار رفع هذا العلم الطلاب الذين حذروا زملاءهم من رفع العلم والطواف به وعندما لم يجدوا تجاوبًا اعتدوا عليهم بالضرب..!
والواقعة مثيرة وهذه هى المرة الثانية التى يتجرأ فيها أتباع الحزب «المثلي» برفع علمهم..!! انهم لن يتوقفوا عن محاولاتهم.. انهم اخطر حزب فى العالم لم يعد سريًا..!!
> > >
ولم أعد أسمع أو أتلقى اتصالا يحمل خبرًا سارًا.. كلها أخبار تتحدث عن وفاة هذا ومرض ذاك.. ولم أعد أريد من الحياة سوى السكينة.. لقد أرهقتنى العواصف بحيث لم أعد أعلم هل أنا ميت أم حي..!!
> > >
وفى عام 1970 كتب مأمون الشناوى رائعته «ودارت الأيام» وتجلى محمد عبدالوهاب فى التلحين وتألقت أم كلثوم وهى تتفاعل مع الكلمات «وقابلنى والأشواق فى عينيه سلم، سلم، سلم وخد ايدى فى ايديه، خد ايدى فى ايديه وهمس لى قالى الحق عليه، نسيت ساعتها بعدنا ليه، فين دموع عينى اللى ما نامت ليالى بابتسامة من عيونه نسها لى أمر عذاب وأحلى عذاب، عذاب الحب، عذاب الحب للأحباب».
ودارت الأيام بيننا ونعود لأم كلثوم ومأمون وعبدالوهاب ونستعيد ذاكرة الأيام وهى الذاكرة التى تبقينا على قيد الحياة.
> > >
وأخيرًا:
> البطولة الحقيقة للإنسان.. أن يبقى حيًا وشريفًا وألا يفقد عقله.
> وهناك سنين من أعمارنا أضعناها ولا نعرف كيف أضعناها، ولكن نعلم أنها ذهبت ولن تعود.
> وأصبحنا نحتاج إلى قلبًا صناعيًا لا يتألم ولا يحب ولا يشتاق بل ينبض فقط لنظل على قيد الحياة.