فجأة وبلا مقدمات سقطت سوريا وعمت الفوضى والخراب وانتشرت عمليات السلب والنهب ودخلت دمشق النفق الذى دخلته ليبيا والعراق واليمن ولبنان والسودان ولم تخرج منه هذه الدول حتى الآن.. من حق الشعب السورى أن يفرح بسقوط نظام بشار الديكتاتورى لكن يجب عليه أن يحافظ على وحدة وسلامة واستقلالية سوريا حتى لا يدخل فى مصير مجهول.
إن مخطط تفكيك وإسقاط وتمزيق الدول يستهدف المنطقة العربية وتدفع الشعوب تكاليفه فقراً وتشرداً ولجوءاً.. هذه المخططات والمؤامرات هدفها إضعاف الدول العربية ثم فرض واقع جديد ورسم خارطة مختلفة للشرق الأوسط لتحقيق مصالح أمريكا وإسرائيل.. من يتأمل ما يحدث فى المنطقة يجد أنه منذ عام 2003 عندما بدأ المشهد فى العراق يلاحظ تكراراً لنفس السيناريوهات والأساليب مع محاولة مستمرة لإيجاد مسرح عمليات جديدة فى المنطقة العربية وبالتالى فإن ما يحدث فى المنطقة من إسقاط وتفكيك وتمزيق وإضعاف الدول ليس عشوائياً بل هو جزء من إستراتيجية كبرى تنفذها أمريكا وإسرائيل لتحقيق أطماعهما فى المنطقة.
بدأت المخططات بالعراق ثم اليمن ومصر وتونس ثم تحركت نحو دول الجوار ليبيا والسودان حتى امتدت إلى سوريا لزعزعة استقرار الأمن القومى العربى من خلال تحويل الدول العربية إلى كيانات ممزقة تحكمها ميليشيات وفصائل.
> لقد تعلمت مصر من الدرس جيداً وتنبأت بمستقبل المنطقة وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال السنوات الماضية على تحديث وتطوير أسلحة القوات المسلحة لامتلاك القوة والقدرة وتدعيم الجبهة الداخلية ونشر الوعى المجتمعى والاصطفاف الوطنى لمواجهة التحديات التى تهدد أمن واستقرار المنطقة.
كل الدعم والتقدير لجهود رجال القوات المسلحة درع الوطن وسيفه فى حماية الأرض والعرض ورجال وزارة الداخلية لبسط الأمن والاستقرار فى كل مكان وحرصها على عقد لقاءات توعوية وندوات تثقيفية بين طلاب الجامعات مع نظرائهم فى الكليات والمعاهد العسكرية والشرطية لتبادل الآراء والأفكار التى تخدم الوطن وتقدم نموذجاً على أن الوطن نسيج واحد.
>> خلاصة الكلام:
>> ما يحدث فى المنطقة العربية هو جزء من إستراتيجية واسعة النطاق لتمزيقها والمواطن هو خط الدفاع الأول، والتصدى لهذه المؤامرات والمخططات التى تستهدف إسقاط الدول يبدأ من الوعى والفهم الحقيقى لما يدور حولنا.
لن يحافظ على مصر إلا أبناؤها.. نحن فى مواجهة مع قوى معلنة وقوى خفية.. مع أصدقاء فى الظاهر وأعداء فى الباطن.. نحن فى مرحلة اختلطت فيها المعايير فلم يعد واضحاً من هو العدو ومن الصديق.. من يقف معنا ومن يتآمر علينا.. من يحرص على تماسكنا ومن يسعى لإضعافنا وتهديد أمننا.
ليس خافياً على أحد أن مصر الأمن والأمان والاستقرار فتحت حدودها لكل من لجأ إليها وتقاسم أبناؤها معهم لقمة العيش إيماناً ويقيناً أن هذا هو قدرنا ودورنا ومكانتنا تجاه الأشقاء.
لن يحافظ على مصر إلا أبناؤها الذين قدموا أروع الأمثلة فى الصمود أمام الأزمات.. الذين تحملوا الغلاء والتضخم والمعاناة من أجل أن يبقى الوطن.
>> حفظ الله مصر رئيساً وشعباً.. جيشاً وشرطة من مكر الماكرين اللهم آمين.. اللهم آمين.