العدل فى أى عمل أساس النجاح والاستقرار حتى فى كرة القدم.. إن لم يكن قرار الحكم صائبا تتعقد الأمور ويخرج اللاعبون عن شعورهم.. والفيفا صاحب تنظيم كأس القارات أصدر فرمانه الذى لا يرد وقرر أن يلعب البطل ممثل أوروبا مباراة واحدة فى النهائي.. بينما باقى الأندية أبطال باقى القارات فلابد لهم من اللعب أكثر من مباراة حتى يتمكن الفائز من اللعب فى النهائى ضد الفريق الذى هو «سى السيد» لا لشيء سوى لأنه بطل أوروبا.. لذلك خاض الأهلى مباراة باعتباره بطل افريقيا وتخطاها ليصعد لملاقاة باتشوكا ويخسر فى سيناريو أمر من العلقم على كل المصريين بعد أن كان متقدما بفارق ضربتى ترجيح.. لكنه الحظ!!.. وباتشوكا المكسيكى تخطى مباراتين فى البطولة حتى يصل إلى النهائى وملاقاة ريال مدريد يوم الأربعاء القادم وهنا تكمن المشكلة وفوارق العدل فى قرارات الفيفا.
فعلى أى أساس وبأى عدل.. يلعب فريق ثلاث مباريات فى ثمانية أيام.. بينما ريال مدريد يلعب النهائى مباشرة وهو مرتاح البال هادئ غير مرهق مثل منافسه باتشوكا الذى يلعب ثلاث مباريات قوية مع أندية من قارات مختلفة وبأسلوب لعب مختلف؟!
الفيفا يتعامل مع أندية العالم بأسلوب الإجبار وفرض القرارات، يعظم فى قراراته الأندية الأوروبية وكأنه يعتبر بطل أوروبا فى الأندية هو بطل العالم حتى وإن لم يلعب والفيفا يعتبر كل أندية القارات الأخرى فى آسيا وافريقيا والأمريكتين.. درجة ثانية فى دنيا كرة القدم بعد الأندية الأوروبية.. لذلك يجد الفريق ممثل أوروبا نفسه فى النهائى دون لعب أو مواجهات مع أندية العالم الآخر.. يأتى بطل أوروبا والطريق أمامه مفروش بالورود مرتاح بدون إرهاق أو شد عصبى ليلعب لمدة تسعين دقيقة ويعود بلقب بطل العالم بينما باقى الفرق تلهث وتتعب ويصيبها الإرهاق وتضربها الإصابات مثل فريق باتشوكا المكسيكى الذى يلعب ثلاث مباريات فى تسعة أيام مع أبطال قارات وآخرها ريال مدريد والطبيعى أن يأتى باتشوكا مرهقاً لديه إصابات أمام فريق يمثل منتخب العالم.. فالنتيجة إذا مضمونة لريال مدريد بنسبة 99 ٪ أين العدل إذا؟!!
صحيح أن تنظيم بطولة لأندية العالم شيء جميل ولكن ليس بتلك الطريقة التى يتعامل فيها الفيفا ويكيل بمكيالين بين الأندية.. وربما كان هذا هو السبب الذى دفع الفيفا لتوسيع نظام البطولة وإقامة كأس العالم للأندية بمشاركة 32 فريقا تلعب بالتساوى والعدل فى مجموعات محدودة.. وكل فريق بمجهوده!!