حصيلة الشهداء تقترب من 45 ألفا.. «الأونروا» تعلق خدماتها الإنسانية فى «جنين»
على الرغم من التقدم الكبير الذى توصلت اليه أطراف المفاوضات فى ملف الأسرى الاسرائيليين فى قطاع غزة خلال الأيام الماضية، الا أن مصادر اعلامية اسرائيلية أكدت أن تلك المفاوضات من الممكن أن تتعثر بسبب الشروط التى تحاول السلطات الاسرائيلية فرضها.
وافادت صحيفة «معاريف» العبرية ان المفاوضات بين الأطراف المعنية بصفقة الإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار فى غزة أصبحت أكثر تعقيدا بسبب بعض الشروط الاسرائيلية، مما أدى إلى تقليل التوقعات بشأن تحقيق تقدم ملموس.
اضافت الصحيفة ان إسرائيل تعارض الإفراج عن بعض الأسرى الفلسطينيين البارزين، واقترحت قوائم بديلة تشمل أسرى جدد، مما يؤخر التوصل إلى اتفاق نهائي. ولفتت الصحيفة انه لا يزال هناك خلافات بشأن ترتيبات إعادة فتح معبر رفح، وآلية انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وإعادة تموضعها.
وكانت مصادر اعلامية اسرائيلية قد ذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أجرى اتصالا هاتفيًا مع الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، حول الحرب على غزة وصفقة تبادل الأسري. وقال موقع «واي.نت»، نقلا عن مسئولين فى الحكومة الإسرائيلية، إن هناك مؤشرات إيجابية بشأن صفقة تبادل المحتجزين مع حركة حماس.
وأوضح الموقع أن هناك تقدمًا كبيرًا فى المفاوضات بشأن صفقة المحتجزين، وأن رئيسى الموساد والشاباك أبلغا مجلس الوزراء الإسرائيلى بأن حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق ربما خلال الفترة المقبلة.
ومن المتوقع أن يزور آدم بوهلر، مستشار «ترامب» لشئون الأسرى والمفقودين، إسرائيل الأسبوع الجاري، ويلتقى خلال الزيارة وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
كما نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مسئول بالحكومة الإسرائيلية، أن نهاية الحرب على غزة تقترب، لكن ليس قبل تسلم ترامب منصبه، مشيرًا إلى أن هناك تقدمًا فى صفقة تبادل الأسري.
على صعيد الأوضاع الميدانية، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 436 من الحرب. وقالت وزارة الصحة بغزة ان الاحتلال ارتكب 5 مجازر وصل منها للمستشفيات 46 شهيدا و135 اصابة كما ارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلى الى 44976 شهيدا وأكثر من 10620 مصابا.
واستُشهد عدد من النازحين الفلسطينيين وأُصيب آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدرسة فى بيت حانون شمالى قطاع غزة، وإجبار النازحين على إخلائها تحت تهديد السلاح.
وذكرت مصادر اعلامية فى خان يونس أنَّ قوات الاحتلال حاصرت مدرسة خليل عويضة، وسط استهداف مباشر للنازحين بالرصاص والقصف المدفعى لإجبارهم على إخلائها، ما أدى إلى استشهاد 15 منهم وإصابة آخرين. وأشارى الى أن قوات الاحتلال أجبرت النازحين من الأطفال والنساء بالتوجه نحو حاجز عسكرى نصبته فى شارع صلاح الدين، فيما اعتقلت الرجال.
كما استُشهِد فلسطينيون، بينهم أطفال ونساء، وأُصيب آخرون، فى قصف طائرات الاحتلال أنحاء متفرقة فى القطاع.
وفى مدينة غزة ، استُشهد 7 فلسطينيين على الأقل، بينهم أطفال، وأُصيب آخرون فى قصف جوى شنته طائرات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت مصادر طبية فلسطينية إنّ القصف استهدف 3 منازل فى مناطق مختلفة من المدينة. وأُصيب 8 مواطنين فلسطينيين، أحدهم حالته خطيرة، فى قصف إسرائيلى استهدف خيمة تؤوى نازحين فى دير البلح وسط قطاع غزة.
فى السياق نفسه، بدأ المئات من الفلسطينيين، النزوح قسرًا من منطقتين سكنيتين جنوبى قطاع غزة ومحيطهما، بعد أوامر إخلاء جديدة صدرت عن الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت مصادر محلية أن عشرات العائلات بدأت النزوح قسرًا من منطقتى القرارة ووادى السلقا، سيرًا على الأقدام، متجهين إلى المناطق الغربية لوسط القطاع وجنوبه، حاملين ما تمكنوا من جمعه من أمتعة وأغطية، وسط ظروف إنسانية صعبة.
وفى الضفة الغربية، جددت الخارجية الفلسطينية مطالبتها بضغط دولى عاجل لوقف حرب الإبادة والتهجير وإجراءات الضم. وشددت على أن تقاعس المجتمع الدولى وفشله بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى وعدم التزامه بتنفيذ قراراته.
وطالبت الخارجية الفلسطينية، المجتمع الدولى بتنفيذ قراراته خاصة قرار مجلس الأمن رقم 2735 وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذى اعتمد الرأى الاستشارى الصادر عن محكمة العدل الدولية. وأكدت مجدداً على أن حل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال هو المفتاح الوحيد لتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم.
فى الوقت نفسه، صرح المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئى فلسطين (الأونـروا) فيليب لازاريني، بأن الوكالة أجبرت على تعليق خدماتها الإنسانية فى مخيم جنين شمال الضفة الغربية، بسبب الحالة الأمنية.