حبا الله سبحانه وتعالى مصر المحروسة بموقع جغرافى فريد.. وغرس داخل عقول شعبها خاصة فريدة.. الانخراط فى طريق الاعمار وبناء الحضارات وبالتالى اكتساب الخبرات.. رصيد وريادة تفتخر بها الأجيال على مر الأزمان.. واحة مضيئة جاذبة للأصدقاء وإنجازات شامخة حاول الأعداء وقوى الشر إيقافها أو تدميرها أو محاربة نورها بالشائعات والمؤامرات.. وأيضاً الاعتداءات، لكنها المحروسة برعاية الله سبحانه وتعالى القائل فى كتابه المنير «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. استثمر المصريون الأمان والاستقرار لمزيد من البناء والإعمار واعتماد قناعة الريادة بنشر الحضارة والنماء عبر نهر النيل العظيم ورغم تمسك المصريين بالبقاء فى وطنهم إلا انهم لم يقصروا فى أداء رسالتهم المساندة والداعمة للآخرين وتركوا فى هذا الإطار الكثير من الملامح والإنجازات مسئولية الدفاع عن مصالح الأشقاء وتحقيق آمالهم فى الرقى والتقدم والرخاء.
فى السنوات الأخيرة توالت شهادات العالم لمصر بالتفوق والنجاح فى تنظيم المؤتمرات العالمية والإقليمية واستضافة الخبراء والمسئولين توصلت إلى خطوات مهمة وضرورية ليس آخرها الترابط العالمى لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية أو دعم الازدهار الحضارى وغيرها مؤتمرات متعددة الاهتمامات تلتقى عند تجارب المحروسة للاستفادة والتطبيق.. وفى المجموع تعتبر تتويجا لسياحة المؤتمرات فى بلد حضارة الخمسة آلاف عام.. الأمر الذى يبشر بإضافة قطاع مهم ورافد جديد لاقتصاد البلاد والمزيد من الانعاش للحركة السياحية وهو ما يتطلب التوصل إلى منظومة لتسويق هذا التميز المصرى على جميع المستويات من خلال الدبلوماسية والجاليات المصرية والعلاقات الوثيقة مع الدول الصديقة والشقيقة.. ناهيك عن شهادات الإشادة والتقدير التى تصدر عن المشاركين لما لمسوه من تنظيم وتحضير وإضافة المزيد من المدن الذكية والامكانات الحديثة للاتصالات.
الأمر الثانى المساند لهذه الفكرة يتمثل فى ذلك الزخم من الوفود الرسمية والشعبية وطلباتها نقل التجربة المصرية أو ايفاد المتدربين المطلوب اعدادهم كوادر فنية تدير المشروعات الجديدة.. الخدمية والانتاجية فى بلادهم للاستفادة من الخبرات المصرية وهو الأمر الملاحظ فى مجالات عديدة منها الرى وإدارة المياه والزراعة والكهرباء والخدمات الاجتماعية والاتصالات.. وأيضاً دعم البعثات التعليمية فى التربية والتعليم والأزهر والأوقاف والجامعات والهيئات العامة والتى كانت مزدهرة على المستوى العربى فى الستينيات والسبعينيات وخرجت أجيالا على مستوى عال من التأهيل.. أصبحت اليوم فى مراكز مرموقة فى بلدانها.. الأمر المحقق ان مفهوم الاستثمار قد تغير ومجالاته اتسعت لمن يفكر بشكل علمى يتطلع للمستقبل.. بكل الآمال والعزيمة فى الجمهورية الجديدة.