«نتنياهو» ليس فقط مجرم حرب ولكن أيضاً ذو رؤية توسعية مطاطية فيما يتعلق بحدود دولة «إسرائيل الكبري» التى تتجاوز تلك الحدود التى ذكرت فى التوراة «من النيل إلى الفرات» نتيجة تفسير توسعى خاطئ لنصوص التوراة .. إن «الوعد» الذى يتمسكون به لتبرير تلك الأطماع التوسعية كان «لسيدنا إبراهيم» الذى معنى اسمه «أب لجماهير غفيرة كما أن إسماعيل أبو العرب هو الإبن البكر والوعد لنسله وليس لابنه «إسحق» الأصغر فقط.. فى مقال «إيكاترينا ماتوي» بعنوان» إسرائيل الكبرى خطة توسع مستمرة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» صرحت قائلة إن شارة «إسرائيل الكبري» التى يرتديها الجنود الإسرائيليون تشمل مناطق تمتد من النيل إلى الفرات ومن المدينة المنورة إلى لبنان بما فى ذلك أراض من مصر ولبنان وسوريا والعراق وكامل الأردن وفلسطين.. وفى يناير 2024 صرح السياسى «آفى ليبكين» قائلاً فى نهاية المطاف سوف تمتد حدودنا من لبنان إلى الصحراء الكبرى وهى السعودية ثم من البحر المتوسط إلى نهر الفرات و الجانب الآخر منه.. ويستطرد «ليبكين قائلاً إن الأكراد أصدقاء لنا لذا لدينا البحر الأبيض المتوسط خلفنا والأكراد أمامنا ولبنان التى تحتاج إلى مظلة الحماية الإسرائيلية وأعتقد أننا سنأخذ مكة والمدينة المنورة وجبل سيناء.. تلك هى السياسة التوسعية ذات الحدود المطاطية التى أرساها «هيرتزل» إذ عندما سئل من جانب المستشار الإمبرطورى «هوهنلوه» عن مقدار الأرض المطلوبة للدولة قال كلما زاد عدد المهاجرين زادت مساحة الأرض .. تؤكد «إيكاتينا ماتوي» على أنه من الصعب إلى حد ما تحديد مطالب «هيرتزل» بالنسبة للأرض إذ هناك إجماع بين الباحثين على أن الكتاب المقدس لايمثل مصدراً تاريخياً مفصلا للمنطقة أو الحقائق الديموغرافية على الأرض .. واستطردت «ماتوي» قائلة لذلك فإن الطلب الخاص بالأرض لا يعدو أن يكون سوى مجرد إقتراحات من جانب صناع القرار فى أوقات تاريخية معينة عن كونها تحديدا واضحا للأرض لذلك قد يكون المقترح متطرفاً فيسعى للحصول على أكبر قدر ممكن من الأرض عبر التفاوض.. يؤكد الكاتب «رالف شوينمان» الذى تعرض للعديد من الانتقادات فى مؤلفه «التاريخ الخفى للصهيونية» على ما أسماه بإستراتيجية الغزو منتقدا خطة «ينون» فرق تسد» وتفكيك لبنان وتفتيت سوريا والهجوم على إيران واستهداف العراق وإضعاف المملكة العربية السعودية وحل دولة شبه الجزيرة العربية وإخلاء فلسطين من سكانها .. ويؤكد «شوينمان» على أن أفكار «ينون «لم تكن معزولة عن ما طرحه «أريئيل شارون» و«موشيه أرينز» إذ سبق وأن ذكر حزب العمل اللاءات الأربعة ومن بينها لا للدولة الفلسطينية والمفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية.. تلك هى الرؤية بل والخطة المنسوبة إلى «عدويد بنون» والتى تعد فى الواقع دليلا يميط اللثام عن الكثير من الأحداث التى تجرى الآن فى المنطقة لبنان وسوريا ومن قبل العراق وليبيا والسودان وهو ما يتطلب أن ندق ناقوس الخطر من طوفان «حلم إسرائيل الكبري» .