رغم أن الكذب والتدليس نقيصتان من أحط النقائص البشرية إلا أننا نعيش عصراً وجدنا فيه الكذب عبادة يمارسها بعض الحمقى من الأخسرين أعمالاً ويزعمون أنها تزلفا وتقربا وقربانا إلى الله!! فعندما تجد هؤلاء الذين يزعمون زوراً وبهتاناً أنهم حماة الحق والخير والدين والوطن يكذبون كما يتنفسون فى كل أحاديثهم فى الشأن المصري.
لقد ناقشت بعضاً من هؤلاء حول المصوغ الدينى أو الأخلاقى الذى يبرر لهم كل هذه الأكاذيب التى يمارسونها على مدار الساعة، يرى هؤلاء أن “الحرب خدعة!!” كما يقولون، “واللى تكسب بيه العب بيه” كما يؤمنون، فسألت وتساءلت متهكماً وساخراً “عن أى حرب ومكاسب تتحدثون؟” بعضهم يقول حرب الشرعية والآخر يقول حرب الشريعة وصولاً إلى قولهم “مرسى راجع وجبريل أبلغنا بذلك!!” إلى آخر هذه الخزعبلات الإخوانية الرخيصة، هؤلاء يهاجمون كل ما يجرى من خير على أرض مصر ويحتفون بكل أزمة تواجه أمتنا الصابرة، وهنا أقول إن الهجوم على أى مشروع أو إنجاز مصرى وانتقاده بشدة أمر متاح ومسموح به ولا يمكن إدراج ذلك تحت لافتة الأكاذيب، لكن ما يفعله هؤلاء ليس نقداً ولا نقلاً بل هى شائعات اختلقوها وروجوها على أوسع نطاق، لقد تعرضت شخصياً لكم هائل من هذه الشائعات والتى تعلقت بكل ما يمكن أن يحط من شأن الإنسان حال صحتها ناهيك عن ضرب المصداقية فى الصميم، كنت أرد على هذه المغالطات بقوة وافضح فاعليها على رؤوس الأشهاد، لكن أحدهم أسر لى بأنهم يتلقون التعليمات من قادتهم بفعل ذلك، وفى سبيل إنجازهم لهذه المهام ببراعة ودقة يسوق لهم بعض مشايخهم قصصاً وحكايات من السيرة النبوية لا يعلم أحد مدى صدقها وصحتها تدور حول وجوب أن تلعن وتسب وتسخر ممن تعتقد أنه عدو لله وللدين!! وكذلك وجوب التقية والتورية فى إطار “الحرب خدعة”، إذن هؤلاء الحمقى الذين يعانون من داء الفهم المغلوط والوعى الغائب والتأويلات المسمومة يكذبون تقرباً وزلفى وعبادة، لقد تابعت على مدار سنى عملى الإعلامى والصحفى الكثير من تلك المتناقضات وكنت أظنها حالات فردية لأناس محدودى المعرفة والفهم والخيال، لكن فى الآونة الأخيرة وخاصة مع تصاعد الأزمة الاقتصادية وجدت العجب العجاب من هذه الفصيلة البشرية النادرة المسماة “بالإسلام السياسي” لقد تحول هؤلاء إلى مجرد روبوتات تنفذ أوامر تأتيها من وراء جدر حيث يختبئ الشيطان وأعوانه يدبرون الأكاذيب ويصنعون الشائعات دون توقف، ومع حدوث الانفراجة الأخيرة فى الملف الاقتصادى بدءا من رأس الحكمة ومرورا بالاتفاق مع البنك والصندوق الدوليين وكذلك الاتحاد الأوروبى وجدت وتابعت ما يجعل إعمال العقل شيء من الجنون، خلط الأوراق وضرب الثوابت وضرب المصداقية والتشويه والتشكيك “والزن على الودان” وأحاديث الإفلاس والعجز والانكسار والفشل والخيانة وسوء الإدارة والارتباك كل ذلك جاء كخطة ممنهجة وموضوعة بعناية لمحاولة التشتيت والتشويه والتشكيك، لكِ الله يا مصر.