وصف فراى جاكسون نائب رئيس بعثة سفارة الدنمارك فى مصر الزيارة التى قام بها الرئيس السيسى مؤخرا الى كوبنهاجن بالزيارة التاريخية والهامة.. حيث تم الاتفاق على عدد من مذكرات التفاهم المشتركة فى مجالات الهجرة والطاقة والتدريب الدبلوماسى والثقافة والتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مما رفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلي مستوى الشركاء الاستراتيجيين، وتضمنت الاتفاقية التركيز على 29 نقطة عمل محددة لتعزيز التعاون بشكل أكبر.
قال فى تصريحات خاصة لـ«الجمهورية» إن المناقشات بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيسة الوزراء الدنماركية ميتى فريدريكسن مثمرة للغاية حيث ناقش الجانبان تعزيز التعاون بين البلدين بالاضافة إلى الوضع الجيوسياسى الاقليمى بما فى ذلك غزة ولبنان والبحر الاحمر وأن مصر ترى أن الدنمارك شريك وثيق فى التجارة والهجرة والتحول الأخضر ويتشاطر البلدان الطموح لتعزيز التعاون مع الدول الافريقية من خلال الشراكات والحوار على قدم المساواة، وتم الاتفاق على استكشاف وتوسيع التعاون الثنائى فى العديد من المجالات. وتم ايضا الاتفاق على عقد مشاورات سياسية منتظمة، وتعزيز التعاون التجاري، وزيادة التعاون فى قطاع الطاقة، ومجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والهجرة، والثقافة، والرقمنة، وتبادل الطلاب، وحقوق الإنسان. وفيما يتعلق بالهجرة، ستدعم الدنمارك جهود مصر فى مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
أضاف أنه العام الماضى بلغ حجم الصادرات الدنماركية الى مصر حوالى 5.4 مليار كورونة دنماركية فى حين بلغت الواردات من مصر حوالى 8.6 مليار كورونة دنماركية تتضمن الخدمات البحرية ، وتساهم الشركات الدنماركية الموجودة فى مصر فى توفير أكثر من 5000 فرصة عمل، وتم أيضا خلال الزيارة إطلاق مجلس الاعمال المصرى الدنماركى والاتفاق على أن يعقد المجلس القادم فى القاهرة 2026 ونأمل فى تعزيز التجارة والاستثمارات بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة.
أوضح أن الشركات الدنماركية ترى وجود فرص استثمارية جيدة فى مصر فى مجالات التكنولوجيا النظيفة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، والشحن الأخضر، والخدمات اللوجستية، والصحة، والحاجة إلى مواصلة تحسين بيئة الأعمال فى مصر لجعلها أكثر جاذبية للاستثمار.. وكمثال من الممكن أن تساهم زيادة مشاركة شركات المياه فى تبادل المعرفة حول الحد من فاقد توزيع المياه، حيث تخسر مصر حاليًا ما بين 40 و50 ٪ مقابل 5 ٪ فى الدنمارك. والتعاون فى هذا المجال له بعد تجارى وأمنى والبلدان يشاركان الالتزام بنظام قائم على القواعد، والاستفادة من المؤسسات المتعددة الجنسيات فى تسوية النزاعات، وتعزيز السلام والتنمية المستدامة بما فى ذلك اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ.
أضاف أن الدنمارك تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع المضطرب فى منطقة الشرق الاوسط وبالقلق إزاء الحالة الإنسانية الكارثية فى غزة وان وزير الخارجية الدنماركى دعا إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل فورى ودون عوائق على نطاق واسع إلى غزة وعبرها وقدمت الدنمارك أكثر من 100 مليون دولار كمساعدات إنسانية لغزة منذ عام 2023 وتتابع عن كثب التطورات والوضع فى لبنان والآن فى سوريا.
أشار إلى أن عام 2024 شهد عددا من الزيارات الناجحة للقاهرة والعريش ورفح، وفى سبتمبر الماضى قام وزير الخارجية الدنماركى لارس لوكه راسموسن بزيارة مماثلة إلى مصر لمدة يومين، حيث أجرى مناقشات مثمرة مع نظيره الوزير بدر عبد العاطي، وزار معبر رفح الحدودى ومستودعات الهلال الأحمر المصرى فى العريش، وفى أوائل ديسمبر الجارى زار وزير الخارجية راسموسن القاهرة مرة أخرى للمشاركة فى مؤتمر القاهرة الوزارى لتعزيز الاستجابة الإنسانية فى غزة.