أول شيء خطر فى بالى مع سماع اسم الفيلم ومشاهدة «التتر» قولت على طريقة «عبده موته» والكثير من أجواء الانحراف والبلطجة الممزوجة بالكوميديا الساخرة بظهور الممثل القدير بيومى فؤاد كبطل وبالتالى سيندرج تحت بند الأكشن والكوميديا وخلصت الحكاية.. ومن هذا المنطلق حكمت على «الأسكندراني» لدرجة أنى لم أسعى لمشاهدته على الإطلاق وبالصدفة أثناء تحدثى مع زملائى فى العمل حول الأفلام الجديدة أعطانى احدهم الفيلم بعد أن وثقت فى كلامه «انه فيلم حلو ويستحق المشاهدة».
جاءتنى الدهشة بعد مشاهدة الفيلم لأنه ضرب جميع التوقعات بعرض الحائط وأثار عدداً من القضايا الأسرية والمجتمعية والأخلاقية الهامة فى إطار من الاكشن الخفيف والكوميديا «اللايت» حيث وصف «الاسكندراني» فى بدايته «العلاقة المضطربة» بين اب معلم كبير وابنه بطل الملاكمة بسبب طريقة الانتقاد المستمر التى يتبعها الأب بدلاً من التشجيع و»الأثار السلبية» لهذه الافعال وهى سفر الشاب بـطريقة غير شرعية» الى الخارج وبالتالى يضيع ولا يجد مأوى إلى العصابات ليصبح واحدآ منهم ثم يحتال عليهم فى ملايين ويعود الى بلده بعد ان اتخذ من الشيطان خليلا ويرتكب حماقات كثيرة حاول ان يصلحها ولكنها فى النهاية قادرة ليسقط قتيلآ على يد والده خوفاً عليه من نفسه وتـاتى النهاية لتقول ان النقد والعنف أساليب هدامة وليست بناءة والمال الحرام لا يدوم وان طريق الشيطان لا ينتهى بسعادة اطلاقاً.
نريد جميعاً المزيد من الأعمال السينمائية الموضوعية والواقعية التى ترصد المشاكل المجتمعية وتوجد حلول لها وتعطى رسائل هامة وموجهة للمجتمع لعلها تعيد شخص لصوابه أو تجعله يفكر من جديد بشكل أفضل ويرى الصورة ايجابية.